تأكيد أهمية التطوير المستمر للغة والأدوات الإعلامية للوصول إلى الجيل الجديد ومواكبة رؤاه
كُتّاب وإعلاميون يدعون لميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي
أكد كُتّاب وإعلاميون أن التغيرات التي طرأت على المجتمع العربي خلال السنوات الماضية لأسباب متعددة، وفي ظل الثورة الرقمية وسيادة عصر الإنترنت وتزايد تأثير منصات التواصل الاجتماعي مع تراجع الإعلام التقليدي، أن هناك حاجة ماسة للتطوير المستمر للغة الإعلامية في الإعلام بأشكاله المختلفة كي يتمكن من الوصول إلى القاعدة العريضة من الجمهور العربي، والتي يمثلها الشباب الذين يشكلون أكثر من 50% من هذا المجتمع، مؤكدين على أهمية مواكبة العصر والمزج بين الرصانة وجاذبية اللغة ضمن ضوابط ومعايير حاكمة، كما دعوا إلى صياغة ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي ينجو به من فوضى اللغة والمحتوى؛ لما لاستمرار ذلك من خطورة على جمهور المتلقين.
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «مستقبل القلم العربي»، التي عقدت خلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الذي يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه.
شارك في الجلسة الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، والكاتب الإماراتي ناصر الظاهري، والكاتبة والإعلامية المصرية أمينة خيري. وقالت أمينة خيري إنه مع عصر الانترنت وتأثيراته المتنوعة أصبحت هناك تعريفات مختلفة، فهناك نخبة للإعلام التقليدي ونخبة لوسائل التواصل الاجتماعي من المؤثرين وغير ذلك، مشيرة إلى أن الأقلام العربية المعروفة التي يمكن تصنيفها بأنها صانعة وموجهة للرأي تزيد أعمارهم على 40 عاماً، كما أن قراءهم هم الأكبر سناً، أما نخبة التواصل الاجتماعي فهم الأصغر سناً والأكثر عدداً بالمجتمع العربي، حيث أصبح بإمكان الكثيرين أن يكونوا نجوماً لهذا النمط «الإعلامي»، ما أحدث تحولات كثيرة في صناعة النخب الإعلامية.
وقالت إنه رغم زيادة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الصورة ليست قاتمة بالنسبة للصحافة التقليدية التي تمر حالياً بمرحلة محاولة البقاء على قيد الحياة.
وأكدت أمينة خيري أن الإمارات بما تمتلكه من رؤية واضحة هي حالياً مركز للإعلام الرقمي الجديد الذي يتحلي بالأخلاقيات، وهذا ما يريده المجتمع خصوصاً أن أكثر من 50% منه هم من فئة الشباب المقبلين على أنماط التواصل الاجتماعي ولغته السريعة.
وقال الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، إن القلم يظل له تأثيره، ومن هنا لابد له من التحسين والتطوير لمواكبة المستجدات، وأضاف: «في كل زمن يوجد مثقف وكاتب له تأثيره أياً كانت وسيلته في التعبير والكتابة سواء بالقلم أو الـ(key board)»، مؤكداً أن الكتابة حرفة لها أصول وضوابط أخلاقية ومهنية ضمن معايير حاكمة.
من جانبه، يرى الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري، أن العوامل السياسية والاقتصادية في الكثير من البلدان العربية غيرت الهرم، حيث لم يعد التأثير الأكبر للمفكر والأديب وصاحب القلم الرصين، وقال: «الإعلام الرقمي حالياً يلغي القلم والحبر.. القلم العربي مر بتغيرات سياسية واجتماعية.. لدينا زخم كبير للإعلام الرقمي في ظل تراجع تأثير الإعلام التقليدي»، مضيفاً أن الإعلام الإلكتروني يعمل بفردية ويفتقد للمصداقية، لكنه في المقابل يصل للجمهور ويؤثر ويغير بشكل أكبر، بينما الإعلام التقليدي يحتضر وأصبح أقل تأثيراً.
ودعا الظاهري إلى استثمار منتدى الإعلام العربي وما يضمه من حشد كبير من الإعلاميين والكتاب والمفكرين لوضع وصياغة مسودة «ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي»، بمعايير وضوابط تنقذه من الفوضى المنتشرة حالياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news