عصابات اتجار في البشر تصطاد نساء بوظائف وهمية وعلاقات عاطفية
«إيواء» يساعد امرأة لتتحوّل من «ضحية» إلى طبيبة
حذّر مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية، «إيواء»، من عصابات اتجار في البشر تستدرج ضحاياها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ثلاثة أساليب تشمل العلاقات العاطفية، والصداقات، والوظائف الوهمية، مشيراً إلى نجاحه في إنقاذ ضحية تم استغلالها من قبل شبكة اتجار في البشر، وتمت مساعدتها على استكمال دراستها والحصول على بكالوريوس الطب.
وتفصيلاً، أكد المركز أن جهوده أثمرت عديداً من قصص الأمل لحالات عادت إلى مجتمعاتها وأسهمت بدورها في خدمة الإنسان، مشيراً إلى أن الضحايا الذين يساعدهم يحصلون على جميع خدمات الدعم والحماية، بالإضافة إلى برامج التعليم داخل المأوى وتوفير تربويين متخصصين أو دورات عبر الإنترنت، لتشجيعهم على مواصلة التعليم بعد المغادرة، كما يتم التنسيق مع المنظمات الدولية، ومنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتوفير أسر بديلة حال الحاجة.
واستعرض المركز قصة إحدى الناجيات التي أسهم في إنقاذها وإعادة دمجها في الحياة بعد أن وقعت في «مصيدة» عصابة للاتجار في البشر، وقالت الناجية إن قصتها بدأت حينما توفي زوجها واضطرت للتخلي عن حلمها في أن تصبح طبيبة، بعد أن باتت أرملة ومسؤولة عن إعالة أطفالها بالكامل، فقررت السفر إلى الخارج أملاً في العمل كجليسة أطفال.
وتابعت أن حياتها تحولت إلى كابوس، بعدما وقعت ضحية شبكة دعارة تديرها مجموعة من المجرمين، هددوها وحبسوها وسرقوا أوراقها وتعرضت لشتى أنواع العنف الجنسي والبدني، حتى تمكنت من الهروب أخيراً، والاستنجاد بالشرطة، وكانت على حافة اليأس حتى احتضنها مركز إيواء وحظيت بدعم نفسي واجتماعي، مشيرة إلى أن المركز أنقذها وساعدها على استكمال تعليمها حتى حصلت على بكالوريوس الطب وأصبحت طبيبة كما تمنت، لافتة إلى أنها باتت الآن تسهم بدورها في إنقاذ حياة الآخرين.
من جانبه، حذر «إيواء» من عصابات إجرامية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في استدراج الضحايا واستغلالهم والسيطرة عليهم والمتاجرة بهم في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن العديد من المتاجرين في البشر يستدرجون ضحاياهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنها (فيس بوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك)، ويوقعون بهم من خلال العلاقات العاطفية والصداقات والوظائف الوهمية.
وأوضح أن المتاجرين في البشر، يستخدمون المعلومات الشخصية للضحية خصوصاً في ما يتعلق بالمصاعب المالية والصراعات العائلية، وأزمات الثقة بالنفس، لاستمالة الضحايا وإضفاء الطابع الشخصي على محاولاتهم، مشيراً إلى أنه غالباً ما يخفي المتاجرون في البشر جرائمهم وراء أعمال ووظائف تبدو حقيقية مستخدمين لغة غير واضحة وصوراً دعائية لتجنب الشك.
وأوضح المركز أن تلك العصابات تستهدف الفئات المستضعفة عبر الإنترنت، وتعرض وظائف مزيفة على أمل العثور على ضحايا بين المتقدمين، بما فيها وظائف بعد الدوام لطلبة المدارس، مع وعود بمكافآت خاصة في حال إحضار أصدقاء للتوظيف، داعياً الأشخاص الذين تعرضوا للعنف أو واجهوا خطر الاتجار في البشر إلى التواصل مع المركز من خلال الخط الساخن 8007283.
وأشار إلى تقديمه الرعاية الشاملة لأكثر من 740 حالة عنف وإيذاء واتجار في البشر خلال العامين الماضيين، حيث وصل عدد المستفيدين من خدماته إلى أكثر من 1000 حالة منذ إنشائه، لافتاً إلى تقديمه حزمة متنوّعة من الخدمات، ومنها خدمة الإبلاغ عن الحالات ويندرج تحتها الخط الساخن الذي استقبل نحو 900 مكالمة هاتفية على مدار الـ12 شهراً الماضية، وكانت أغلب الاستفسارات تتعلق بالخدمات المقدمة وسبل دعم حالات العنف والآليات المتبعة لتوفير المأوى الآمن والمساعدات والرعاية الإنسانية المقدمة.
خدمات رئيسة
الاصطياد هو عرض المتاجرين بالبشر فرص وإعلانات وظائف مزيفة، على أمل العثور على ضحايا بين المتقدمين.
أفاد مركز «إيواء»، بأنه يقدّم خدمات رئيسة تشمل الإبلاغ عن حالات العنف والإيذاء والاتجار في البشر، وتقديم الدعم والتأهيل الاجتماعي من قبل الاختصاصيين، والدعم النفسي الفردي والجماعي، والاستشارات والدعم القانوني، وعقد جلسات الاستشارات الأسرية لدعم الأسر في المشكلات المتعلقة بتربية الأبناء والخلافات الزوجية والعنف الأسري، والخدمات الاجتماعية، وتوفير مأوى مؤقت يلبي الاحتياجات الأساسية والفورية حسب تقييم الحالة، والإعداد والمشاركة في الدراسات والبحوث والاستبيانات حول العنف والإيذاء، وتقديم مساهمات للمجتمع والمؤسسات للحالات وإدارتها بفعالية وصدقية.
740
حالة عنف وإيذاء واتجار في البشر دعمها «إيواء» خلال العامين الماضيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news