اخترن الدراسة في مصر.. ونقشن أسماءهن على قائمة الأطباء الأوائل في الإمارات
«مبتعثات السبعينات»: في «أم الدنيا» وجدنا فرصة العُمر.. (فيديو)
بعد أحلام «الثانوية العامة»، كانت «الطالبات الأربع»: عائشة سلطان السويدي، وموزة طحوارة، وفاطمة المدني، وليلى المهيري، على موعدٍ مع تجربة فريدة من نوعها، تجربة غيرت مجرى حياتهن، ومهدت الطريق نحو تحقيق طموحات كانت بالأمس مجرد أحلام، إذ اخترن قرار الابتعاث للدراسة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، التي فتحت ذراعيها منذ ستينات القرن الماضي، وقبل تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة لاستقبال البعثات الطلابية من أبناء الدولة للدراسة فيها، فكانت لهم نعم الحاضن والداعم.
وجدت المبتعثات الأربع في «أم الدنيا» فرصة العمر، التي لم تقتصر على نهل العلم والمعرفة، ما مكنهن من الإسهام لاحقاً في بناء القطاع الطبي في الدولة، الذي يشهد اليوم تطوراً كبيراً، بل تعدتها لتشمل جوانب متنوعة، جعلت منهن شخصيات ناضجة ومسؤولة، تدرك قيمة ما تملك، وتحمل الخير للجميع، كما أكدت «الطالبات الأربع» لـ«الإمارات اليوم» التي حاورتهن بمناسبة احتفالية «مصر والإمارات قلب واحد»، معرباتٍ عن امتنانهنّ الكبير للقيادة التي وفرت لهن هذه الفرصة التي أحدثت فارقاً كبيراً في حياتهن، وحفرت أسماءهن على قائمة الأطباء الأوائل في دولتنا الفتية.. الإمارات.
فاتحة الإنجازات
وقالت أخصائية أمراض وجراحة اللثة، الدكتورة عائشة سلطان السويدي، التي التحقت بكلية الطب في جامعة القاهرة عام 1976، «بفضل (الفرصة الذهبية) أصبحت أول طبيبة أسنان في الدولة، وأول رئيسة مسلمة للاتحاد الآسيوي لطب الأسنان، وما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا التحاقي بالبعثة الدراسية في مصر الشقيقة».
وأضافت «لم تكن تجربة الابتعاث صعبة بالنسبة لي، لاسيما أنني اعتدت زيارة مصر منذ الصغر، فقد زرت قاهرة المعز وحي الحسين، ومسجد السيدة زينب وخان الخليلي.. وغيرها من مناطق القاهرة القديمة المحفورة في الذاكرة».
ونوهت بأهمية الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات المصرية - الإماراتية، «فمثل هذا الاحتفال يوثق الأواصر بين البلدين، التي لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، بل الاجتماعية منها، فوقع هذا الاحتفال سيكون بالغ الأثر في نفوس الشعبين الشقيقين، ما يعزز علاقتهما التي عُرفت بتميزها الكبير».
تجربة رائعة
أما استشارية تقويم الأسنان الدكتورة موزة عبيد طحوارة، التي ابتعثت إلى جامعة القاهرة عام 1976، لدراسة طب الأسنان، فقالت: «كانت دفعتنا هي الأكبر، إذ تخرج فيها 13 طبيبة، نجحن في بناء القطاع الطبي بالدولة، سواء من حيث إرساء القواعد الأساسية لتخصصاتهن الطبية التي أكملنها لاحقاً، أو الإسهام في تعزيز الخدمات الطبية المقدمة».
وأضافت حول التجربة التي رفضت أن تصفها بـ«الغربة»: «كانت رائعة بامتياز، لم نشعر فيها بالغربة لما لمسناه من دعم جلي من قبل سفارة الدولة في مصر، ونادي طلبة الإمارات، وكذلك من المصريين الذين أحاطونا بحبهم ورعايتهم.. ومازلت أحن إليهم وإلى مصر الحبيبة».
وبعد تجربة الدراسة في القاهرة، قصدت الدكتورة موزة عاصمة الضباب «لندن» لإكمال دراستها العليا، وتخرجت بثلاث شهادات «ماجستير علاج أسنان الأطفال» من جامعة لندن 1987، و«ماجستير تقويم أسنان» 1990، ودبلوم الزمالة الملكية البريطانية في التقويم 1990. وأسست قسم علاج أسنان الأطفال في دائرة الصحة والخدمات الطبية (هيئة الصحة حالياً)، وكذلك قسم تقويم الأسنان، وعليه فهي أول طبيب تقويم أسنان في الدولة. كما ترأست شعبة تقييم امتحانات أطباء تقويم الأسنان في دبي. كما تعد ممثلة منظمة التقويم العالمية في الإمارات، لتأسيسها جمعية الإمارات لتقويم الأسنان، ومازالت تمارس عملها في القطاع الخاص بعد 28 عاماً من العمل الحكومي.
منحتنا الكثير
«تجربة منحتنا الكثير».. بهذه الكلمات تلخص أخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة فاطمة أحمد المدني، حكاية الابتعاث والتحاقها بكلية الطب في جامعة القاهرة عام 1976، مضيفة: «كل الامتنان للقيادة الرشيدة التي وفرت لنا الابتعاث إلى مصر الشقيقة، التي لم تتح لنا فقط فرصة التعليم الأكاديمي، بل لعبت دوراً بارزاً في منحنا العديد من الدروس الحياتية التي صقلت من شخصياتنا، وعززت من قدراتنا، وطورت من مهاراتنا».
وفور عودتها إلى الدولة باشرت الدكتورة فاطمة عملها في دائرة الصحة والخدمات الطبية (هيئة الصحة حالياً)، ومن ثم التحقت بجامعة كارديف في المملكة المتحدة لدراسة التخصص، ومارست العمل الطبي في القطاع الحكومي، والتحقت كذلك بالعمل في القطاع الخاص، الذي تكمل فيه مشوارها المهني بعد أن تقاعدت في عام 2016.
وأكملت: «تجربة ممتعة للغاية تلك التي خضناها في مصر الشقيقة، التي فتح لنا أهلها قلوبهم، فلم نشعر بينهم بالغربة البتة، لما لمسناه من رحابة وكرمٍ وطيبة كبيرة، وعليه فإن احتفالنا اليوم بمرور نصف قرن على علاقاتنا، لمبادرة مميزة تتوج أوصر الروابط العميقة التي تجمعنا».
أيام لا تُنسى
بينما أوضحت استشارية الأطفال حديثي الولادة، الدكتورة ليلى مطر المهيري، التي ابتعثت في عام 1975 لدراسة الطب في جامعة عين شمس المصرية: «تلك التجرية هي التي مهدت الطريق أمامي للتخصص لاحقاً في (الأطفال الخدج)، لتمنحني الفرصة بعد الله، عزّ وجلّ، في الحفاظ على أرواح مجموعة من الأطفال الخدّج، الذين أصبحوا اليوم شباباً وشابات، يتواصل معي ذووهم، وهذا يعد بالنسبة لي أكبر إنجاز يمكن أن يحققه المرء».
وأضافت الدكتورة ليلى، التي درست التخصص فيما بعد بالسويد، «بالنسبة لي كانت تجربة السويد مختلفةً تماماً، فقد ذهبت إليها بعد أن غدوت شابة ناضجة مسؤولة، تعتمد على ذاتها، وتثق بقدراتها، وهذا نتاج تجربتي الأولى في الابتعاث للقاهرة، التي علمتني الكثير. فأيام لا تُنسى تلك التي قضيناها في مصر الشقيقة، حفرت في أذهاننا أجمل الذكريات وأروعها، وفي مقدمتها زيارة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، للقاهرة ولقائه أبناءه من المبتعثين، ورحلات نادي طلبة الإمارات، الذي كان بمثابة نقطة الالتقاء الأبرز، وجسر للتواصل مع المبتعثين من الخليج وغيرها من الدول العربية، فضلاً عن زيارة وزير الخارجية (آنذاك) أحمد خليفة السويدي».
• الدكتورة عائشة السويدي، أول طبيبة أسنان في دولة الإمارات، درست في جامعة القاهرة عام 1976.
• الدكتورة موزة طحوارة أول طبيب تقويم أسنان في دولة الإمارات، درست في جامعة القاهرة.
• 1975 العام الذي التحقت فيه الدكتورة ليلى المهيري بدراسة الطب في جامعة عين شمس المصرية.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.
للاطلاع على ملحق خاص بمناسبة الاحتفال بـ 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية (2-4)، يرجى الضغط على هذا الرابط.
ألبوم ذكريات
خصت استشارية تقويم الأسنان الدكتورة موزة عبيد طحوارة، «الإمارات اليوم»، بصور من ألبوم الذكريات خلال فترة دراستها الطب في مصر، بفترة السبعينات، والتي مازالت تعود إليها من حين لآخر، كي تتذكر يوميات تلك الفترة الذهبية، والأيام التي لا تنسى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news