"الشارقة لعلوم الفضاء" توفر تلسكوبات دقيقة لرصد الكسوف
نظم مرصد الشارقة البصري بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة الرصد الفلكي للكسوف الشمسي الجزئي الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأسيوية والأوروبية اليوم الثلاثاء، بحضور عدد كبير من الباحثين، والطلبة، وهواة الفضاء والفلك.
بدأ الكسوف الشمسي الجزئي في إمارة الشارقة في تمام الساعة 2:41 بعد الظهر، وكانت ذروة الكسوف عند الساعة 3:51 عصراً، حيث غطى القمر حوالي %40 من سطح الشمس، وتنتهي الظاهرة في تمام الساعة 4:54 عصراً، حيث يستمر الكسوف تقريباً ساعتين و13 دقيقة.
وتضمنت فعاليات الرصد، توفير نظارات مجانية خاصة لجميع المشاركين من الجمهور والطلبة والهواة لرصد الكسوف، إلى جانب توفير تلسكوبات عالية الدقة مزودة بمرشحات خاصة لحماية المشاهدين من خطورة أشعة الشمس، منها "تلسكوب كاسر بقطر 180 ملم" يتركز الرصد في هذا التلسكوب على رصد كل من الكواكب والشمس، حيث يوفر هذا التلسكوب الفريد من نوعه قدرة على التكبير لرصد تفاصيل خاصة ومميزة في كل من الكواكب والشمس على حد سواء.
كما وفرت الأكاديمية "تلسكوبا كاسرا 105 ملم" مخصص لرصد الشمس بفلتر خاص على الرغم من قطر التلسكوب الصغير إلا أنه يحتوي على فلتر خاص ومميز لرصد الشمس يسمى فلتر هيدروجين ألفا، والذي يسمح للراصد بمراقبة التفاصيل الدقيقة على الشمس، وذلك بتمرير حزمة محددة من الطول الموجي والتي تُظهر هذه التفاصيل كالانفجارات الشمسية والشعيرات المغناطيسية على سطح الشمس.
وأكد أستاذ الفيزياء الفلكية في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك بالجامعة الدكتور مشهور الوردات أن كسوف الشمس يحدث عندما يسقط ظل القمر على الأرض أي عندما يغطي القمر قرص الشمس، والسبب أن القمر والشمس لهما نفس القطر الزاوي الظاهري عند رصدهما من الأرض، فإذا كان القمر يغطي كامل قرص الشمس، فسوف نرى كسوفاً كلياً، وإذا كان يغطي فقط جزءا من الشمس، فإننا سوف نرى كسوفاً جزئياً.
من جانبه قال الراصد الفلكي في مرصد الشارقة البصري محمد فضل طلافحة، إن هذا الحدث يعد فرصة رائعة للمهتمين في مجال الفضاء والفلك للمشاركة في رصد الكسوف، والتعرف إلى أحدث الأجهزة التي تتميز بها الأكاديمية ومرصد الشارقة البصري في مجال الرصد الفلكي، مشيراً أن الرصد يظهر حجم قرص القمر قرابة حجم قرص الشمس بالرغم من أن القمر أصغر من الشمس ب 400 مرة وذلك بسبب بعد القمر عن الأرض ما يقارب 384 ألف كيلومتر مقارنة ببعد الشمس عن الأرض البالغ حوالي 150 مليون كم.
وتهدف مشاركة الأكاديمية إلى خلق تجربة علمية تفاعلية، وتوعية الطلبة والهواة وعامة المجتمع بأهم الظواهر الفلكية وتطوراتها في مجال علوم الفضاء والفلك بشكل عام وقطاع الفضاء الإماراتي بشكل خاص، إلى جانب استخدام أحدث الأجهزة للاستكشاف والتعمق في هذا المجال، وكسب المعلومات العلمية بشكل تطبيقي.