«الدبلوماسية الدينية» تناقش الحوار بين الأديان لنشر قيم السلام والتسامح
نظمت جامعة السوربون أبوظبي، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مؤتمر «الدبلوماسية الدينية: الفرص والتحديات الدولية»، الذي عقد في مسرح زايد، بحرم جامعة السوربون أبوظبي.
واستضاف المؤتمر أكاديميين، ورجال دين، وشخصيات دبلوماسية مرموقة، وخبراء في الشؤون الخارجية من مختلف أنحاء العالم. وأتاح أمامهم فرص مناقشة أهمية الدبلوماسية الدينية والحوار بين الأديان كأداة دبلوماسية تهدف إلى نشر قيم السلام والتسامح والتأثير في السياسات الخارجية للدول، وشهد المؤتمر حضوراً متعدداً للأديان بما في ذلك الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والهندوسية.
وبحث المؤتمر ثلاثة جوانب مرتبطة بالدبلوماسية الدينية، بما في ذلك دورها الفاعل في تهدئة النزاعات من خلال تحديد الأطراف التي تشترك في دعم الحوار بين الأديان والتعددية الثقافية.
كما سلط الضوء على مفهوم الدبلوماسية الدينية بوصفها بديلاً فاعلاً للدبلوماسية الكلاسيكية، وتحديد أساليب عملها وأهدافها، إضافةً إلى إبراز دور الدبلوماسية الدينية كأداة قوية مؤثرة في السياسات الخارجية للدول.
وناقش المؤتمر دور الدبلوماسية الدينية في تيسير الحوار حينما يبدو مستحيلاً ودعم قيم التسامح حتى في أصعب المواقف، كما ناقش المتحدثون أساليب فهم الخطاب الذي ينقله المبعوثون الدينيون، حيث يتسم بالقبول لدى الحكومات، لكونه يتصف بالحكمة والروحانية، وبعيداً عن أي منافسات سياسية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش: «سعينا دائماً لأن نكون محفزين لقيم السلام والتسامح والتفاهم، وإرساء دعائم الاستقرار في العالم، نعلم جيداً أهمية إيجاد العوامل المشتركة بين مختلف الأديان والمعتقدات، ونؤمن بأن مبادئ توحيد الناس الذين ينتمون لديانات وتقاليد وثقافات مختلفة، وتسخير القيم الأساسية المشتركة بين جميع الأديان، يجب أن تقود إلى عالم أكثر تسامحاً وعدالةً، عالم خال من التطرف والعنف والكراهية، عالم يسوده السلام والازدهار والأمان ومستقبل أفضل لجميع البشر».
من جانبه، قال مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بالإنابة، نيكولاي ملادينوف: «إن جمع باقة مميزة من المتحدثين والضيوف والطلبة من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة، يمثل نقطة التقاء لتضافر الجهود نحو تحقيق السلام ونشر قيم التسامح حول العالم».
وأضاف: «تتمثل مهمتنا في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في ضمان رفد السلك الدبلوماسي الإماراتي بدبلوماسيين متمرسين قادرين على حمل رسالة دولة الإمارات حول التسامح والتعايش والابتكار إلى العالم، ولذلك، نحرص دائماً على المشاركة في حوارات بناءة تناقش الأساليب الدبلوماسية الناشئة، مثل الدبلوماسية الدينية، التي تعتبر أداة دبلوماسية، تهدف إلى تعزيز ثقافة الشمولية والوئام، فضلاً عن بناء جسور التواصل والإسهام في تقوية العلاقات بين دولة الإمارات والمجتمع الدولي».
فيما أكدت مديرة جامعة السوربون أبوظبي، البروفيسورة سيلفيا سيرانو، أن أهداف المؤتمر تتماشى مع شعار جامعة السوربون أبوظبي «جسر بين الحضارات»، والذي يعبر عن التنوع الثقافي للجامعة، والتزامنا الإسهام في تنمية المجتمع وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، إلى جانب حرص جامعة السوربون أبوظبي على رسم ملامح مستقبل التعليم، وتوسيع الآفاق الفكرية والمعرفية للطلبة، بناء على التوجهات الحديثة المرتبطة بتعزيز دور التعليم القائم على البحث.
وقالت: «نفخر بتنظيم مثل هذا المؤتمر الاستثنائي، الذي يتمحور حول الدبلوماسية الدينية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تشهد بناء عالم الغد، وبجمع خبراء الشؤون الخارجية والدبلوماسيين، وممثلين لمختلف الأديان من جميع أنحاء العالم».
المؤتمر استضاف أكاديميين ورجال دين وشخصيات دبلوماسية وخبراء شؤون خارجية من مختلف أنحاء العالم.