قصص أوائل المبتعثين تعكس الأصول المتجذّرة للعلاقات بين الإمارات ومصر

مشاعر فياضة ولوحات محبة.. تلوّن اليوم الثاني في احتفالية «قلب واحد»

صورة

بمشاعر فياضة ولفتات إنسانية، تميزت فعاليات اليوم الثاني من احتفالية «الإمارات ومصر قلب واحد»، التي تنظمها حكومتا الإمارات ومصر في القاهرة، بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات بين البلدين، إذ حفلت معظم الجلسات الحوارية، أمس، بالقصص والذكريات التي سردها المتحدثون عن تجارب عاشوها في فترات سابقة، شكلت وجدانهم وزرعت بداخل نفوسهم المحبة المتبادلة بين البلدين.

واستأثرت لقطة صعود أوائل المبتعثين من أبناء الإمارات إلى مصر في فترة السبعينات خشبة المسرح لتلقي التحية والتكريم، بإشادة الحضور وتقديرهم. كذلك أثارت مقاطع الفيديو التي عرضت قبل الجلسات أمواجاً من الحنين والمحبة، وعكست الأصول المتجذّرة للعلاقات التي تجمع البلدين في مختلف المجالات.

من جانبهم، عبّر أوائل المبتعثين الذين قدموا إلى مصر لاستكمال دراستهم عن سعادتهم البالغة بهذه الحفاوة، مشيرين إلى أن هذه المبادرة أعادتهم إلى فترة من أجمل فترات حياتهم، وأسهمت في لمّ شملهم من جديد بعد سنوات طويلة.

وأوضحت الفنانة الدكتورة نجاة مكي، أن «الاحتفالية بمرور 50 عاماً على العلاقات بين الإمارات ومصر شكلت فرصة فريدة لتجمع عدد كبير من الإماراتيين الذين درسوا في (أم الدنيا) بعد مرور سنوات طويلة، وبعد أن أصبح كل منهم يشغل منصباً قيادياً في تخصصه».

وأضافت: «هذا التجمع أعادنا إلى زمن جميل عشنا فيه على هذه الأرض الطيبة، ونشكر المسؤولين على هذه المبادرة، وعلى الاهتمام بدعوة الدارسين في مصر ليكونوا جزءاً من الاحتفالية»، مشيرة إلى أن هناك كثيراً من الذكريات التي عاشتها في مصر ومازالت محفورة في وجدانها، خصوصاً المرتبطة بتعاون الشعب المصري ومودته في التعامل معهم.

برنامج ثري

بينما قالت استشارية تقويم الأسنان، الدكتورة موزة طحوارة، إن «البرنامج المصاحب لاحتفالية (مصر والإمارات قلب واحد) يتسم بالثراء، ويطرح موضوعات مهمة في دعم العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والثقافي والإعلامي وغيرها»، مضيفة: «دعوة أوائل الدارسين في مصر من الإمارات ليكون جزءاً من هذا الحدث، تمثل لفتة كريمة توضح دور مصر في تنشيط التعليم بالإمارات، إذ ساعدت على تقديم خريجين مؤهلين في مختلف المجالات، وأسهمت في تشكيل شخصياتهم، فاستطاعوا أن يحققوا النجاح في وطنهم الإمارات».

وتابعت: «نأمل في أن يتواصل التعاون بين البلدين لنحتفل بإنجازات 50 سنة مقبلة، فالتعاون بين الإمارات ومصر هو خير لشعبيهما، وللوطن العربي بأكمله».

من جانبها، أكدت الدكتورة عائشة السيار، وهي أول فتاة تكمل الدراسة الجامعية في الإمارات وحصلت على درجة الدكتوراه في عام 1983، أن العلاقة بين الإمارات ومصر هي علاقة وطيدة وذات جذور عميقة في نفوس الشعبين، وهي جذور غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومازالت تمتد وتتشعب، معربة عن شكرها وتقديرها لمبادرة الجمع بين أوائل الدارسين في مصر دعوتهم للمشاركة في الاحتفالية، وكذلك جمعهم مع عدد كبير من الشخصيات المصرية التي أسهمت في نهضة الإمارات.

الغائب يعود

من جانبه، أوضح الفنان محمد مندي، أن «لمّ الشمل على أرض مصر يمثل مبادرة كريمة ولفتة طيبة من دولة الإمارات، ومناسبة أعادته إلى أيام دراسته للخط العربي في مصر ليتذكر مدرسته وأستاذه الذي تتلميذ على يديه، فكان مثل الغائب الذي يعود إلى أهله»، لافتاً إلى أن هذه المناسبة عبّر عنها في أربع لوحات، الأولى جسّد فيها مقولة الشيخ زايد، طيب الله ثراه: «إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلا حياة للعرب»، واللوحة الثانية خط فيها اسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بينما حملت اللوحة الثالثة شعار الاحتفالية: «مصر والإمارات قلب واحد»، والرابعة عبارة عن تكوين فني يتكون من تكرار اسمي دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.

كما أعرب مندى على سعادته باهتمام القائمين على الاحتفالية لدعوة فناني الخط العربي وغيرهم من التشكيليين، إلى جانب أصحاب التخصصات الأخرى من أطباء ومهندسين وأكاديميين وغيرهم، وهو ما يعكس تقدير دولة لإمارات للفنون والثقافة بمختلف أشكالهما.

روح واحدة في جسدين

قال الفنان محمد يوسف: «إن «العلاقات بين الإمارات ومصر عميقة، فهما مثل روح واحدة في جسدين، واحتفالية (قلب واحد) هي تجديد للولاء والترابط المتواصل والذي لم ينقطع، وتجديد التبادل الثقافي والاجتماع والفني»، مشيراً إلى أنه درس الفنون الجميلة في القاهرة، وهذه الزيارة بمثابة تجديد لعلاقته الإنسانية بـ«أم الدنيا»، وبما أنجزه خلال مشواره من أعمال مثل تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ومسرح الشارقة الوطني، وغيرهما من الإسهامات في توطيد التبادل الثقافي بين الإمارات ومصر.

المبادرة أعادت «أوائل المبتعثين» إلى فترة من أجمل سنوات العمر، وأسهمت في لمّ شملهم من جديد لتذكر مرحلة مهمة بعد سنوات طويلة.

تويتر