مدن الإمارات تعزز جاذبيتها العالمية.. السر في ثلاثية الذكاء والاستدامة و الأمان
واصلت مدن الإمارات تعزيز موقعها الريادي في قائمة المدن العصرية، متصدرة دول المنطقة في العديد من المؤشرات العالمية المرتبطة بثلاثية مدن المستقبل، التي تتضمن مدى تسخير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، والتوازن بين الاستدامة البيئية ومتطلبات التنمية الاقتصادية، ومستويات الأمن والأمان والاستقرار.
وبمناسبة "اليوم العالمي للمدن" الذي يصادف 31 أكتوبر من كل عام، يستعرض التقرير التالي أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال تخطيط المدن وإداراتها بما يتوافق مع تحقيق الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود وذكية ومستدامة.
الخدمات الذكية..
قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي في مجال التحول إلى المدن الذكية، وتمكنت وفقاً للتقارير العالمية الرسمية من تحقيق الريادة في هذا المجال الحيوي، حيث صُنفت أبوظبي ودبي على أنهما أذكى المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "مؤشر المدينة الذكية 2021" من قبل معهد التنمية الإدارية (IMD) وجامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD).
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً من حيث نسبة المدن الذكية من إجمالي المدن الرئيسة بالدولة الإمارات، وذلك بفضل تدابير ومبادرات متعددة مثل التحول الرقمي للحكومة، والتوسع في تسخير مخرجات وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومبادرات التنقل الذكي ومجموعة واسعة من الخدمات الذكية التي تغطي كافة مناحي الحياة اليومية لسكان الدولة.
الاستدامة البيئة..
شهدت الإمارات توسعا ملحوظا في بناء وتشييد المدن المستدامة وذلك تماشيا مع مستهدفات الأجندة الوطنية 2021 في تحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء والمحافظة على الموارد المائية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.
وتتصدر 7 مدن في دولة الإمارات قائمة المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم، ومن أبرزها مدينة مصدر في أبوظبي التي تلتزم بتحقيق متطلبات تصنيف "3 لآلئ" كحد أدنى بموجب نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني التابع لبرنامج "استدامة" في أبوظبي، فيما يعد المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ الذي تستضيفه المدينة أول مبنى في الدولة ينجح بفضل تصميمه المبتكر وأنظمة إدارة الطاقة الذكية في تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 64٪ مقارنة مع المباني المكتبية العادية في مدينة أبوظبي.
وفي إمارة دبي تعد "المدينة المستدامة" أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم، وأول مشروع ينتج كامل احتياجاته من الطاقة في المنطقة، ليكون أسعد مجتمع سكني في دبي، فيما تعمل الإمارة على بناء مدينة مستدامة في منطقة الروية على طول طريق دبي-العين التي سوف يساعد تصميمها، المنفذ على هيئة وردة في الصحراء، على تقليل استهلاك الكهرباء وإنتاج الطاقة المتجددة محليا.
وتعد الاستدامة من أبرز خصائص موقع "اكسبو دبي 2020" سواء من ناحية توليد مصادر الطاقة متجددة واستخدامها، أو بالنسبة للمواد المستخدمة في الإنشاءات الدائمة بالموقع والتي سيتم إعادة استخدامها في إنشاءات البنية التحتية المستقبلية للإمارة.
بدورها تعتبر واحة دبي للسليكون أول منطقة في دولة الإمارات تنفذ إضاءة الشوارع باستخدام التقنيات الذكية، وقد استخدمت أجهزة استشعار تقلل الإضاءة إلى 25 بالمائة، ثم تعود الإضاءة بالكامل عند اقتراب المركبات أو المشاة مما أسهم في خفض استهلاك الطاقة بشكل كبير.
وبالانتقال إلى إمارة الشارقة، فقد شهد شهر مارس 2019 الإعلان الرسمي عن مشروع مدينة الشارقة المستدامة، الذي يمثل أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة.
ويستغرق إنشاء المدينة 4 سنوات على 4 مراحل، وسوف تضم مزرعة تحتوي على 8 بيوت خضراء تعمل بالطاقة الشمسية، كما ستوفر التصاميم الذكية لفلل المدينة فرص توفير كبيرة للسكان في فواتير الخدمات تصل إلى 100% في فواتير الكهرباء و50% في فواتير المياه، حيث سيتم توفير طاقة المدينة بالكامل عبر الألواح الشمسية، وسيتم استخدام أنظمة ذكية لتوفير استهلاك المياه.
الأمان والاستقرار..
وتواصل دولة الإمارات حصد المراكز الأولى في أبرز المؤشرات والتقارير الدولية المتعلقة بمستوى الأمن والأمان وجودة الحياة، مرسخة بذلك مكانتها العالمية كوجهة مثالية للعيش بطمأنينة واستقرار.
وخلال العام الجاري حجزت 5 مدن إماراتية موقعها ضمن قائمة المدن العشرة الأكثر أمانا على مستوى العالم الصادرة عن موقع /نومبيو/ الدولي المتخصص بتقديم إحصاءات دورية حول العديد من المرجعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية حول العالم.
وبحسب الموقع احتلت إمارة الفجيرة المرتبة الأولى على قائمة أكثر المدن أمانا حول العالم، فيما احتلت إمارة أبوظبي المركز الثاني، وفي المركز السابع جاءت إمارة عجمان، فيما حلت كل من إمارة الشارقة وإمارة دبي بالمركزين الثامن والتاسع على التوالي.
وفي السياق ذاته كشف تقرير صادر عن مؤسسة "انترنايشنز" الألمانية حول أفضل الوجهات للمغتربين لعام 2022، أن 94 في المئة من المقيمين الذين شملهم استطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة عبروا عن شعورهم بالأمان في الإمارات في حين أن المعدل العالمي لم يتجاوز 81 في المئة.
وعلى مستوى التنافسية العالمية … تتربع الإمارات على صدارة العديد المؤشرات الدولية المتعلقة بالأمن والاستقرار المجتمعي، حيث احتلت المركز الأول عالميا على مؤشر الأمن المعلوماتي في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية - المعهد الدولي للتنمية الإدارية 2021، والمركز الأول على مؤشرات غياب الحوادث الإرهابية، وغياب النزوح الداخلي الناجم عن النزاع وغياب الإرهاب المرتبط بالفقر ضمن مؤشر الازدهار - معهد ليجاتم 2021.