«الوطني للتأهيل»: دعم الأسرة يضاعف كفاءة العلاج من الإدمان
أكدت مديرة قطاع الخدمات الطبية بالإنابة في المركز الوطني للتأهيل، الدكتورة سامية المعمري، أن هناك عوامل عدة تدفع بعض الأشخاص إلى طريق الإدمان، منها عدم الاستقرار الأسري، وعوامل متعلقة بالشخصية مثل حب التجربة والمغامرة لدى بعض المراهقين، وكذا البيئة المحيطة مثل تأثير رفقاء السوء.
وذكرت أن المركز الوطني للتأهيل، استقبل حالات لمرضى الإدمان عن طريق مبادرة «فرصة أمل» التي أطلقتها شرطة أبوظبي وتم التعامل معها بسرية كاملة، وتقديم برامج علاجية لهم، كما يمكن لأي شخص لديه اعتمادية على مادة مخدرة معينة ويقوم بتعاطيها، التواصل مع المركز مباشرة للحصول على استشارة لتقييم حالته.
وقالت المعمري في مداخلة لها ضمن حلقة جديدة من برنامج «بلادنا أمانة» الذي تقدمه شرطة أبوظبي، إنه حسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن مرض الإدمان عبارة عن حالة تسمم متقطع أو مزمن تحدث نتيجة استهلاك أو تناول متكرر لمخدر سواء أكان طبيعياً أو صناعياً، ويصنف الإدمان على أنه مرض مزمن يصيب الدماغ له تأثيرات ومضاعفات على سلوك الشخص النفسي والاجتماعي وينتج عنه رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المواد المخدرة والحصول عليها مع ميل الشخص لزيادة الجرعة المتعاطاة، وينتج عنها اعتماد نفسي وجسمي ويكون لها تأثيرات ضارة سواء في الفرد أو المجتمع بشكل عام.
وذكرت أن هناك عوامل مختلفة تسبب الإدمان، ضمن مختلف التصنيفات المعروفة، ومنها عوامل وراثية تؤدي إلى الإدمان، اضطرابات نفسية اجتماعية أدت بالشخص إلى أن يلجأ إلى المواد المخدرة من خلال إساءة استخدام الوصفات العلاجية، حيث إنه مع مرور الوقت وإساءة الاستخدام للوصفات الطبية يدخل في مرحلة التعاطي والإدمان، فضلاً عن عوامل متعلقة بالبيئة المحيطة بالشخص التي يكون لها تأثير مثل الأقران وعوامل متعلقة بالشخصية مثل حب التجربة والمغامرة والإثارة والفهم الخاطئ للمخدر وأنه يمكن للشخص أن يدخل التجربة، ويتوقف في أي لحظة خصوصاً لدى المراهقين، الأمر الذي يوصله إلى مرحلة الإدمان.
وأضافت أن هناك أسباباً عائلية للإدمان مثل غياب الرقابة الأسرية والتواصل داخل الأسرة، والضغوطات العائلية، والتفكك الأسري وما يصاحبه من عنف وعدم استقرار وكلها عوامل قد تؤدي بالشخص إلى اللجوء للمواد المخدرة، وهناك مشاكل تربوية ضمن التفاعل الأسري، وعوامل نفسية مثل الشعور بالفشل وعدم القدرة أو الكفاءة على التأقلم مع الواقع الموجود فيلجأ إلى المخدرات للهروب من المشاكل.
وأكدت المعمري أن الأسرة التي لديها شخص مريض إدمان لها دور مهم في العلاج فهي الحاضن له وتفهم الواقع الموجود فيه، ما يساعده على إكمال البرنامج العلاجي، مشيرة إلى أن المركز الوطني للتأهيل يحاول إشراك الأسرة في برنامج علاج المريض، بحيث يكون لديه سند ودعم، ومن الأهمية أن يكون هناك تفهم لدى الأسرة بالحالة المرضية والتحديات التي يمر بها المريض، ورحلته إلى التعافي وكيفية نجاحه واحتضانه وتوفير الدعم النفسي له في جميع مراحل العلاج، وأنه بعد انتهاء برنامجه العلاجي سيعود إلى أسرته وإذا لم تستوعبه الأسرة سيعود إلى طريق الإدمان مرة أخرى.
وذكرت المعمري أن الدراسات العالمية تشير إلى أن وجود الأسرة وتأثيرها ومشاركتها في العلاج يكون له نتائج إيجابية كبيرة ومضاعفة، في تفهم الحالة المرضية والتحديات التي يمر بها المريض، ورحلته إلى التعافي وكيفية نجاحه واحتضانه وتوفير دعم نفسي لجميع المراحل العلاجية مرتبطة بالحفاظ على هذا الابن وعدم العودة إلى طريق الإدمان.
وهناك دراسة أعدها المركز الوطني للتأهيل أخيراً، نشرت في دورية علمية حول تأثير مشاركة الأسرة في العلاج، ومن ضمن النتائج التي تم التوصل لها أن معدلات استكمال المريض للبرنامج العلاجي بوجود الأسرة يكون ثلاثة أضعاف أكثر من عدم مشاركة الأسرة في العلاج، وتم تنفيذ الدراسة على مجموعة من المرضى الذين خضعوا للعلاج في العيادات الخارجية.
وأشارت إلى أن المركز يطبق برامج علاجية تم اعتمادها على أسس علمية حيث يتم في المرحلة الأولى استقبال المريض في أولى المراحل وتقييم الحالة الصحية للمريض من قبل فريق علاجي متخصص، في العيادة الخارجية، ووفق نتائج هذا التقييم، يتم تحديد خطة العلاج وتحويله إلى الأقسام الداخلية لمتابعة برنامج العلاج.
وهناك برامج متنوعة مثل برنامج إزالة السموم من جسم المريض ويتراوح بين أسبوع لأسبوعين تقريباً حسب المريض، وبرنامج الوقاية من الانتكاسة، مدته 16 أسبوعاً عبارة عن جلسات علاجية جماعية أو فردية إذا لزم الأمر، وبرامج لتنمية المهارات الحياتية والتعامل مع الضغوط والتأقلم مع المجتمع وبرنامج الدعم الاجتماعي.
وأكدت أن المركز يقدم أوجه المساعدة للمريض حتى يتمكن من انتهاء حالة التعاطي والسلوكيات المصاحبة له وتحقيق أسلوب أكثر صحة للمرضى والاستمرارية في التعافي.
شعلة أمل لمرضى الإدمان
ذكرت مديرة قطاع الخدمات الطبية بالإنابة في المركز الوطني للتأهيل، الدكتورة سامية المعمري، أن المركز تم إنشاؤه بتوجيهات من القيادة، ليكون شعلة أمل لمرضى الإدمان سواء مواطنين أو غير مواطنين من خلال تقديم خدمات وقاية وعلاج وتأهيل من مرض الإدمان في إطار من الكتمان والخصوصية مع مراعاة القيم المجتمعية الموجودة. ويشارك المركز في مبادرة فرصة «أمل أمل» لخلق بيئة آمنة لمرضى الإدمان، والإسهام في تلقي طلبات العلاج، وتوفير خطة علاج للمرضى الذين يتم استقبال طلباتهم عن طريق فرصة أمل، وتوفير خدمات علاجية وتأهيلية متخصصة لهم حسب احتياجاتهم، وضمان إعادة دمجهم مرة أخرى في المجتمع.