مواطنون في دبي يتجاوزن الـ 100 عام.. طبيب يعيده إلى 3 أسباب
ما هي الأسباب العلمية التي ممكن أن تقف وراء تجاوز عمر مجموعة من المواطنين في الامارات ال 100 عام؟ .. سؤال طرح نفسه حين اطلعت "الامارات اليوم" على نسخة الكترونية من احصائيات حديثة صادرة عن هيئة تنمية المجتمع في دبي، تكشف عن وجود عدد من المواطنين المسجلين في نظام الهيئة من المعمرين، أي من الذين تتجاوز أعمارهم ال 100 عام.
ووفقا لأرقام وتقارير منظمة الأمم المتحدة، فان وجود اشخاص معمرين ليس بالأمر السهل، اذ أن الأشخاص الذين بلغوا هذا العمر في العام الماضي، كانت نسبتهم من سكان العالم، 0.008 % فقط، كما أشارت تقارير المنظمة العالمية انه لا يُتوقع حاليا أن يستمتع معظم الأفراد حول العالم بعيد ميلاد بلاتيني 75 عاما، حيث يبلغ متوسط العمر العالمي المتوقع 73 عاما.
في الوقت نفسه تؤكد مجموعة من الأبحاث العلمية أن الشيخوخة مرض قابل للعلاج، اذ جزم أحد الخبراء الطبيين، الدكتور عالم الوراثة ديفيد سينكلير أن التقدم في العمر يمكن علاجه كأي حالة أخرى، وذلك من خلال التمكن من تغيير طريقة عمل الإبيجينوم ، المسؤول عن طريقة عمل خلايا الجسم بطريقة معينة، والذي يبدأ بمرور الوقت، بفقدان المعلومات، كما يحدث للأقراص المدمجة بسبب الخدوش، وتفقد الخلايا القدرة على تشغيل الجينات الصحيحة في الوقت المناسب، وبالتالي تفقد وظيفتها.
وللوقوف على الأسباب العلمية التي ممكن أن تقف وراء تجاوز عمر مجموعة من كبار السن المواطنين في الامارات ال 100 عام؟ سألت "الإمارات اليوم" أخصائي الجراحة العامة وجراحة المناظير في مستشفى قرقاش الدكتور ناظم الرفاعي، الذي قال إن هناك أسباب علمية تساهم في بقاء الانسان على قيد الحياة لسنوات مديدة، أهمها الخصائص الجينية، واتباع الانسان لنمط حياة صحي في وقت مبكر جدا، وثالثا توفر نظام متطور من الرعاية الطبية المتخصصة في البلد الذي يعيش فيه.
وأكد الدكتور الرفاعي أنه كلما زادت نسبة عدد المتقدمين في العمر في مجتمع من المجتمعات فان ذلك يعني أن هناك مستوى رعاية صحية عالية الجودة، مضيفا انه عادة ما يؤدي انتشار الأوبئة والامراض وارتفاع نسبة الامراض الشائعة مثل الضغط والسكري وسوء التغذية الى وفاة الأفراد في اعمار مبكرة، فيما تطول أعمارهم حين ينعمون بنظام رعاية طبية متطور. وتابع ان الانسان الذي يصاب مثلا بالزهايمر او الخرف في بلاد ليس فيها مؤسسات صحية ذات كفاءة تعتني بصحة الانسان، فانه ممكن ان يفقد حياته بسهولة وبسرعة، لأنه يعيش في مكان لا تتوفر فيهه دور رعاية مسنين متطورة، ولا تتوفر فيها أجهزة تقنية وطبية متطورة تكفل رعايته ومعالجته للبقاء بحالة صحية مستقرة.
وتابع الرفاعي أن ما يساعد على بقاء الأشخاص الذين تتوفر لديهم مقومات العمر المديد أن يبقوا على قيد الحياة في الامارات لسنوات طويلة، هو ان الامارات من الدول التي لديها اهتمام كبير بطب الشيخوخة، والدليل على ذلك وجود قسم مختص لطب الشيخوخة في كل مستشفى في الدولة، وأن مستشفيات الدولة تتميز بأفضل التجهيزات الأجهزة، والامكانيات المطلوبة لرعاية الشيخوخة ولك نتيجة اهتمام الدولة بهذه الفئة العمرية.
وضرب الدكتور الرفاعي مثل على وجود عناية فائقة بالاهتمام بكبار السن فقال انه خلال فترة عمله في مستشفى راشد، كان هناك طابق بأكمله يوجد فيه 50 مريض على جهاز التنفس للمحافظة على حياتهم، مؤكدا انه لو كان هؤلاء في بلد ليس لديه إمكانيات رعاية صحية مثل الامارات لكانوا توفوا بأسرع وقت.
وتناول الرفاعي أهمية التزام الانسان باتباع نمط حياة صحية في أبكر وقت من عمره، ودور ذلك في احتفاظه بحياته لسنوات مديدة. وشرح نمط الحياة الصحية بأنه مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى تحسين مستوى صحة الأفراد والوقاية من الأمراض مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الحياة بشكل عام. وتابع ان نمط الحياة الصحية ينشأ بحدوث توازن بين الصحة الجسدية والصحة العقلية أو الذهنية التي تتضمن الصحة النفسية، وانه يشمل ممارسات ضرورية مثل تناول الغذاء المتوازن، وممارسة النشاط البدني والإقلاع عن التدخين والامتناع عن شرب الكحول والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، بالإضافة الى تجنب مسببات القلق.
وأشار الرفاعي الى أن الجينات هي أحد العوامل التي تساهم في بقاء جسم الانسان لفترة عمرية متقدمة، مضيفا أن هناك أبحاث طبية كثيرة تبحث حاليا في مجال إطالة العمر من خلال التركيز على الجينوم، وتحديدا الجزء الأخير من الجينوم البشري المختص في انتاج الخلايا، بحيث يصبح عدد الخلايا متغير وغير محدد، وبالتالي تزداد فرصة البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.