المكسيك تحتفي بمشروع سلطان الثقافي العالمي بتتويج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ36 من معرضها
تحتفي مدينة وادي الحجارة المكسيكية، لؤلؤة الغرب ومدينة الورد، بالمشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تتوج الإمارة ضيف شرف الدورة الـ36 من "معرض المكسيك الدولي للكتاب"، الحدث الثقافي الأبرز في المكسيك وأكبر معرض للكتاب في أمريكا اللاتينية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 26 نوفمبر حتى 4 ديسمبر 2022.
وتعرض الإمارة خلال مشاركتها 57 إصداراً إمراتياً مترجماً إلى اللغة الإسبانية، وتقدم برنامجاً حافلاً من الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية والإعلامية، والفنية والتراثية، يشمل 27 جلسة، تقدمها 20 مؤسسة وهيئة ثقافية و24 كاتباً ومبدعاً إماراتياً وعربياً، لتسليط الضوء على جهودها الرامية للارتقاء بمعارف كافة أفراد المجتمع، والتأكيد على دور الكتاب في مدهم بمصادر العلم والمعرفة، حيث تشرف "هيئة الشارقة للكتاب" التي يشارك تحت مظلتها كل من "مدينة الشارقة للنشر"، و"منحة الترجمة"، و"وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية"، و"الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال"، على برنامج الإمارة في المعرض.
وقال الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك في المعرض: "إن العلاقات بين بلدان ومدن العالم تبنى عبر السنين ولا تتشكل بحدث أو فعالية أو تعاون، وما احتفاء المكسيك بالشارقة اليوم إلا تتويجاً لعلاقات متينة تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة مع المدن المكسيكية منذ سنوات طويلة، وما هو إلا تأكيد على فرادة التجربة الثقافية التي قدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى العالم، فالشارقة ظلت منذ أكثر من خمسين عاماً تؤمن بأن ما يترسخ في وجدان المجتمعات عبر الفن والإبداع والكتب، ينعكس بصورة حيّة على المؤسسة الرسمية للبلدان والمدن، ويمتد أثره طويلاً، ويتجاوز حضوره القطاع الثقافي ليصل إلى مختلف القطاعات التجارية و الاستثمارية، والعلمية، والتكنولوجية وغيرها".
وأضاف: "الأصالة محور أساسي في رؤية البلدان والمدن لبعضها، وتقديرها لما تقوم به كل مدينة أو دولة، لهذا تنطلق الشارقة في حوارها مع الثقافات العالمية، من أصالة وتاريخ الحضارة العربية وما أضافته من منجزات للثقافة الإنسانية، فبقدر ما تحرص على تقديم جوهر الثقافة الإماراتية وما تحمله من قيم، بقدر ما تعكس الصورة الكلية للثقافة العربية بأبعادها كافة، فهذا واجب كل مشروع عميق يعرف منطلقاته ويملك أدوات تحقيق تطلعاته، ويسعى لقيادة مشروع شامل ينهض بالمجتمعات ويحدث فرقاً في راهن ومستقبل الأمة التي ينتمي إليها".
من جانبه، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "نحصد في هذا الاحتفاء العالمي بالمشروع الثقافي لإمارة الشارقة، ثمار رؤية حكيمة وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أكد فيها أن أقوى الأواصر التي تجمع حضارات العالم هي أواصر الثقافة بكل تجلياتها، لهذا نجسد في فعاليات الشارقة ضيف شرف معرض المكسيك الدولى للكتاب حجم المشترك الجمالي الذي يجمع الثقافة العربية مع نظيرتها اللاتينية، ونبرز الهوية الإبداعية المتفردة لدولة الإمارات عبر رموزها من الأدباء والفنانين والمبدعين".
واضاف: "لمشروع الشارقة الحضاري أبعاد إقليمية ودولية وعالمية، إلى جانب بعده المحلي، فما نتطلع إلى تحقيقه على مستوى بناء مجتمعات المعرفة، وتكريس مركزية الكتاب في نهضة المجتمعات، نعمل ليشكل نموذجاً أمام البلدان والمدن النظيرة في كل بلدان العالم، إذ يحمل مشروع الشارقة الحضاري بعد إنسانياً أصيلاً تتجسد ملامحه بالوصول إلى عالم أكثر استقراراً وتنمية".
وأكد العامري أن العلاقة الثقافية التي تجمع إمارة الشارقة مع القارة اللاتينية بشكل عام والمكسيك بشكل خاص ممتدة على مدار أكثر من 14 عام، حيث كان أول حضور للشارقة في معرض المكسيك الدولى للكتاب في 2009 ممثلة بذلك الثقافتين العربية والإماراتية. وواصلت هيئة الشارقة للكتاب هذه الجهود من خلال اللقاءات السنوية التي تعقدها مع مجتمع النشر من كتاب ووكلاء أدبيين وناشرين وإدارات المعارض الدولية لإيصال رسالة الشارقة التنموية.
وتقدم الإمارة برنامجاً ثقافياً حافلاً يجسد الرسالة الثقافية لدولة الإمارات، ويسهم بتعريف الشعب المكسيكي على الثقافة العربية، حيث يشمل عدداً من حفلات إطلاق الكتب، والجلسات القرائية، والعروض التراثية الشعبية، والأمسيات الشعرية، منها أمسية "صوت العالم"، و"رؤى"، بالإضافة إلى حفل تحتفي فيه "هيئة الشارقة للكتاب" بالرسامين المكسيكيين الذين شاركوا في "معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال" من عام 2017 حتى عام 2021.
وتقام فعاليات برنامج الإمارة في جناح ضخم خصصت له إدارة المعرض مساحة كبيرة على مدخل المعرض، ويتضمن عدداً من الجلسات النقاشية، والندوات الحوارية، والملتقيات الثقافية والإعلامية والسينمائية، منها ندوة بعنوان "المفردات العربية وأثرها على اللغة الإسبانية"، وجلسة نقاشية تحمل عنوان "توجهات تسويق الكتب"، وملتقى إعلامي يناقش دور الإعلام في تعزيز الروابط بين دولة الإمارات والمكسيك، وآخر ثقافي حول أدب السفر في البلدين، وملتقى سينمائي يتطرق إلى مواكبة الوضع السينمائي الحالي فيهما، إلى جانب لقاء إبداعي يتناول أهم ما يميز الكتب المصورة في دولة الإمارات والمكسيك.
وللخط العربي مساحة مهمة في المعرض، حيث يناقش ممثلو الشارقة تاريخه وأصوله وأثره على الثقافات العالمية، ويتوج الاحتفاء بهذا الفن العريق بافتتاح "معرض الخط العربي" بالتعاون مع "جامعة وادي الحجارة".
ويجمع البرنامج نخبة من الكتاب والإعلاميين المبدعين الإماراتيين والعرب، وهم، سلطان العميمي، وخلود المعلا، وعبدالله الهدية، وفهد علي المعمري، والدكتورة عفراء عتيق، والدكتورة اليازية خليفة، وجمال الشحي، وفاطمة النابودة، والدكتور حمد بن صراي، وعلي العبدان، والدكتور محسن الرملي، والدكتور شهاب غانم، وأمل السهلاوي، وشيخة المطيري، ورائد برقاوي، وعبد الحميد أحمد، ومحمد الجنيبي، وسعيد حملان، وناصر الظهيري، وصالحة عبيد، وعيسى يوسف، وعلياء الشامسي، وطلال الجنيبي.
وتستعرض الشارقة خلال استضافتها في المعرض تجارب وخبرات عدد من المؤسسات الثقافية التي تترجم رؤية الإمارة ومشروعها الحضاري، حيث يشارك في جناح إمارة الشارقة كل من "اتحاد كتاب وأدباء الإمارات"، و"هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون"، و"جمعية الناشرين الإماراتيين"، و"دائرة الثقافة"، و"دارة الدكتور سلطان القاسمي"، و"جامعة الشارقة"، و"هيئة الشارقة للآثار"، و"جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ"، و"معهد الشارقة للتراث"، و"منشورات القاسمي"، و"المجلس الإماراتي لكتب اليافعين"، و"مجموعة كلمات"، و"مؤسسة كلمات"، و"بيت الحكمة"، و"متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" .