من بينها الإمارات.. 10 % من دول العالم تجاوزت تأثيرات كوفيد-19 على التنمية البشرية
كشف تقرير التنمية البشرية 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الإمارات جاءت ضمن 10% فقط من دول العالم التي نجحت في تحقيق تقدم في نتائج التقرير في الوقت الذي سجلت فيه 90% من دول العالم ما وصفه التقرير بـ"الانتكاسات" في مسار التنمية بتأثير مباشر من أزمة كوفيد 19.
وأطلقت الإمارات أمس ضمن الاجتماعات السنوية للحكومة رؤية "نحن الإمارات 2031" تضمنت عدداً من المؤشرات الوطنية منها وضع الإمارات بين أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر التنمية البشرية.
و تعد الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي ضمنت مكانها ضمن قائمة أفضل 30 دولة في مسار التنمية البشرية، محققة المركز الـ 26 في قائمة ضمت 191 دولة حول العالم، مسجلة تقدما بخمس مراكز بالمقارنة بالتقرير السابق.
ويصدر تقرير التنمية البشرية عن برنامج الأمم المتحدة سنوياً ومنذ العام 1990، وهو مؤشر مركب يعبّر عن مستوى رفاهية الشعوب من خلال ثلاثة أبعاد هي (الصحة، والمعرفة، ومستوى المعيشة)، وتتمثل في أربعة مؤشرات هي متوسط العمر المتوقع عند الولادة، وسنوات الدراسة المتوقعة، ومتوسط سنوات الدراسة، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقاً للتقرير الذي جاء هذا العام بعنوان “صناعة المستقبل، في عالم متحول” بلغ رصيد الدولة 0.911 درجة متقدمة عن العام الماضي بمقدار 0.021 درجة وهو ما اعتبر إنجازاً عجزت 90% من دول العالم عن تحقيقه.
ووصف التقرير الحالة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن بمرحلة "عدم اليقين" بالنظر إلى التأثيرات المباشرة على سلاسل الإمداد العالمية وتقلبات أسعار الطاقة وارتفاع أسعار السلع الأساسية حول العالم، مما تسبب في انخفاض قيمة دليل التنمية البشرية العالمي لعاميين متتاليين وخسارة المكاسب المحققة خلال السنوات الخمس السابقة.
ويعتمد تقرير التنمية البشرية على 3 أبعاد رئيسية هي: الصحة، والمعرفة، ومستوى المعيشة، عبر مجموعة متنوعة من المؤشرات الفرعية.
وأشار إلى أن أزمة جائحة كوفيد-19 التي شهدها العالم طرحت مخاوف حقيقية على مستوى المؤشرات الرئيسية الثلاث في دول العالم التي انتكس فيها مؤشر التنمية البشرية.
فعلى المستوى الصحي، حذر التقرير من أن الأزمات المتعددة على مستوى الأوبئة والحروب يمكن أن تؤجج انتكاسات مسارات التنمية البشرية حول العالم وتضاعف من تأثيرات مرحلة عدم اليقين على أربعة مسارات رئيسية مرتبطة بالصحة العقلية هي الأحداث الصادمة، والأمراض الجسدية، والقلق، وانعدام الأمن الغذائي وانعكاساتها على الصحة العامة.
وأضاف التقرير أن تأثيرات ذلك قد تبرز بشكل أكبر على الأطفال حيث تسهم التراجعات المسجلة خصوصاً لدى الأسر في أدنى السلم الاجتماعي في إشكاليات مرتبطة بنموهم العقلي والجسدي ومستوى التحصيل التعليمي وغيرها من التحديات.
وفي السياق ذاته أشار التقرير إلى التأثير المباشر للإفراط في استخدام التكنولوجيا ومدى التعافي وعودة الحياة لطبيعتها في العديد من الدول، مشيراً إلى الآثار الجانبية لإدمان التكنولوجيا يضاعف مستويات العزلة ويزيد من قلة التفاعل في الواقع الملموس، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على القدرات الشخصية وبالتالي على مسارات التنمية المستقبلية.
ولم يغفل التقرير الثقل الذي تتركه الحالة النفسية والاضطرابات على التنمية البشرية بطرق عديدة.. فهي مشكلة صحية في حد ذاتها غالباً ما ترتبط بتحديات صحية أخرى، إذ قد تعيق حضور المدرسة والتعلم و قد تقلّص فرص العمل وتعوق القدرة على الإنتاج في الوظائف.
وشكلت تجربة الإمارات التي كفلت لها تجاوز التأثيرات البالغة لأزمة كوفيد19 تأكيداً جديداً على فعالية توجهات الدولة التي عملت وفق خطط واضحة وخطوات متسارعة شملت مختلف الجوانب الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية لضمان تجاوز التأثيرات العميقة لأزمة كوفيد - 19.
وتتبنى الإمارات سياسات تنموية مستدامة تولي الإنسان الأولوية الكبرى، وتضمن غدا أفضل للأجيال القادمة وتحقق أفضل مستويات الرفاهية لأفراد المجتمع، فيما تصر على دعم المهارات والكفاءات الوطنية ليأخذوا مكانهم الطبيعي في قيادة مسيرة النهضة والتنمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news