أصغر عسال في الدولة

بالفيديو.. «سعيد».. طفل يجوب الجبال بحثاً عن العسل

«سعيد» في إحدى رحلات البحث عن العسل. الإمارات اليوم

يقضي الطفل سعيد راشد محمد الحفيتي، الذي يعد أصغر عسال في الدولة (10 سنوات) جل وقته في البحث عن خلايا النحل بين جبال إمارة الفجيرة التي تزخر بالمناحل الطبيعية للعسل، منذ ورث مهنة «العسال أو النحال» المتأصلة في سكان المنطقة الشرقية وإمارة الفجيرة.

وقال الحفيتي لـ«الإمارات اليوم»، إنه بدأ في تعلم هذه المهنة قبل ثلاث سنوات، أي منذ أن كان يبلغ من العمر سبع سنوات.

وأضاف: «كان والدي يصحبني مع أشقائي إلى الجبل للبحث عن العسل بين شجر السدر والسمر، وفي الكهوف الجبلية، ومع تكرار ذهابي معه، ومراقبتي له ولأشقائي الذين كانوا يطلبون مساعدتي حين يعثرون على خلية نحل، بعد بحث مضنٍ، وساعات طويلة في الانتظار لأي علامة تدل على وجود نحل في الموقع الذي يبحثون فيه، أصبحت هذه الهواية شغفي وحلمي الذي تحقق بعد لسعات النحل المؤلمة».

وتابع «حين كنت في سن السابعة، كنت أنظر إلى النحل بخوف، كأنه عدو لي، لأن مرادي هو العسل وليس النحل، إلا أن خبرة والدي الكبيرة جعلتني أتعامل مع النحل كصديق، فلسعته دواء وشفاء لي. لذا لم تعد اللسعات التي تتسبب في أورام ببعض الأجزاء من جسدي تشكل لي هاجساً، بل جعلتني سعيداً بالنتيجة التي تكمن في حصولي على العسل».

وعن طريقة بحثه عن خلايا النحل في جبال إمارة الفجيرة، قال: «لا أبحث عن العسل وحدي، بحكم صغر سني، بل أتوجه في هذه الرحلة مع رفيقي، وهما شقيقاي اللذان يكبرانني سناً».

وتابع أن «طرق الكشف عن مواقع العسل تعتمد على خبرة النحال، والطريقة التي يعتمدها في البحث عن الرحيق المتناثر على صخور الجبل، الذي يقوم النحل بالتخلص منه كفضلات»، موضحاً أنه يميز قرب الخلية من بعدها بكثافة هذه النقاط «فكلما زادت كثافة اللون دلّت على قرب وجوده من الخلية. وكلما قلت دلت على أنه بالطريق ولايزال لديه وقت لمواصلة البحث عنها».

وأضاف الحفيتي أنه يعتمد طريقة أخرى في حال لم يعثر على النقاط التي يخلفها النحل في طريقه للخلية، وهي أشعة الشمس، إذ يستطيع تمييز مكان الخلية من ظل النحل، وهي في طريقها إلى الخلية من خلال ظلها المتشكل على الصخور.

وقال إن «هذه الطريقة يعتمدها أهل إمارة الفجيرة ودبا الفجيرة كأسلوب خاص توارثوه من أجدادهم، ويمارسونه حتى اليوم».

ويبرع الطفل العسال في معرفة مواسم العسل وطبيعتها، والتمييز بين أنواعها من خلال الطعم ومواصفاته، كاللون وغيره، بحكم خبرته التي اكتسبها من والده وأشقائه، موضحاً أن «عسل السمر يبدأ من شهر أبريل إلى يونيو، أما عسل السدر فيبدأ جنيه من شهر سبتمبر إلى نوفمبر»، لافتاً إلى أن «العسال لابد أن يكتسب مهارات معينة، قبل أن يبدأ في العمل، أولاها أن يكون شجاعاً. ووالدي أكسبنا الشجاعة بطرق طريفة، فالأفاعي والعقارب ستكون جزءاً من رحلة البحث، وعليك أن تواجهها بحكمة وشجاعة. كما أن رحلة البحث عن العسل بحاجة لصبر، نظراً للوقت الطويل الذي يقضيه العسال في البحث عن خلايا النحل، إذ تبدأ من السابعة صباحاً وقد تنتهي في الثامنة مساءً».

وبسؤاله عن ما إذا كان يفضّل الجلوس على الأجهزة الذكية واللوح الذكي بدلاً من ممارسة هوايته في جمع العسل، قال: «لم تشدني الألعاب الإلكترونية والبرامج التي يبرع فيها أقراني في المدرسة، بقدر ما أثار فضولي عالم النحل، فالمتعة التي أقضيها في البحث عن العسل لا يمكنني أن أحصل عليها من اللعب بالأجهزة الذكية»، مشيراً إلى أنه يحث أصدقاءه على تعلم هواية يمارسونها بدلاً من الانغماس في اللعب بالأجهزة، وضياع أوقاتهم دون تعلم مهارة تفديهم في المستقبل.

وذكر الحفيتي أن أكثر ما يزعجه هو ممارسة بعض الشباب والأطفال مهنة النحال أو العسال دون معرفة تامة بكيفية التعامل مع خلايا النحل «فبدلاً من تخديرها قبل استخلاص العسل منها بالطرق الصحيحة، عبر الدخان الذي يمرر على الخلية والابتعاد عنها بمسافة، بهدف منع أي ضرر على النحل، يقومون للأسف بإحراق النحل عبر إشعال الخلية، الأمر الذي يحزنني جداً، وأتوق لتوعية من يقوم بمثل هذه التصرفات بأن يتدرب على الطرق السليمة بدلاً من العبث بالطبيعة».

النحال الصغير:

• «طرق الكشف عن مواقع العسل تعتمد على خبرة النحال وطريقته في البحث عن الرحيق المتناثر على الصخور».

• «النحل صديقي ولا أتسبب بأذيته أثناء جمع العسل.. وهذه الهواية أصبحت شغفي بعد كثير من اللسعات المؤلمة».

تويتر