«مسبار الأمل» ينتقل إلى مدار جديد حول المريخ لرصد قمر «ديموس»
أفاد فريق مسبار الأمل، بأن المسبار سينتقل إلى مدار جديد، يسمح برصد غير مسبوق للقمر «ديموس»، أصغر قمري المريخ، مع سلسلة من التحليقات القريبة من مداره بنحو 150 كيلومتراً.
جاء ذلك خلال، مؤتمر نظمه مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، بمتحف المستقبل، بمناسبة احتفال مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية، بعامه الثاني حول الكوكب الأحمر.
وستشهد هذه الخطوة انتقال «مسبار الأمل» إلى مدار بيضاوي جديد حول المريخ، من خلال الاعتماد على التغيير في السرعة أو ما يسمى «دلتا V»، بهدف إكمال مناورة «لامبرت» وتغيير مداره. وسيسهم المدار الجديد في تسهيل عمليات الرصد لقمر «ديموس»، إلى جانب مواصلة مهمته في جمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ويعد قمر «ديموس» الأقل رصداً وفهماً بين قمري المريخ، على العكس من شقيقه «فوبوس»، الذي حظي بعدد كبير من الملاحظات منذ رصده لأول مرة عام 1969. ويتميز «ديموس» بمدار أوسع من شقيقه، حيث يكمل مداره حول المريخ مرة كل 30 ساعة.
وقالت قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، المهندسة حصة المطروشي: «إنَّ حملة تصوير القمر ديموس تشكل خطوة مهمة تهدف لتزويد المجتمع الدولي بالعديد من الملاحظات والمعلومات العلمية غير المسبوقة عن القمر ديموس»، مضيفة «أنَّ مسبار الأمل سيعمل على جمع مجموعة من الصور عالية الدقة والبيانات عن القمر الذي يعد غير منتظم الشكل ومملوء بالفوهات، من خلال سلسلة من التحليقات قريبة المدى في أوقات مختلفة».
وبدأت أول رحلة تحليق نحو «ديموس» في أواخر يناير، وتستمر في فبراير 2023، مع اقتراب المسبار إلى أقل مسافة من القمر، بما يدعم حصول كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) ، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، على التقاط صور وملاحظات وبيانات عالية الدقة عن القمر.
ونجح المسبار في تنفيذ أول مناورتي دفع من أصل ثلاثة باستخدام نظام الدفع الرئيس في سبتمبر 2022، ويناير 2023، لتمكين تغيير المدار، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام نظام الدفع من بعد لتحقيق التصحيحات المدارية اللازمة لرصد القمر.
ويدور مسبار الأمل في مداره العلمي الإهليلجي المُخطط له، والذي يراوح بين 20 ألفاً و43 ألف كيلومتر، مع ميل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، ما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط عينة كاملة من بياناته كل تسعة أيام. وسيسهم التغيير الطفيف لمداره في رصد قمر «ديموس»، إلى جانب استمرار مهمته في جمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ. ومن الجدير بالذكر تم استخدام الحد الأدنى من الطاقة لتغيير مدار «مسبار الأمل» نحو القمر «ديموس»، بحيث تظل أهداف المهمة الأساسية كما هي.
ويُعتبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» تتويجاً لجهود نقل المعرفة والتطوير في قطاع الفضاء الوطني التي بدأت في عام 2006، وشهدت عمل المهندسين الإماراتيين مع شركاء من جميع أنحاء العالم، لتطوير تصميم المركبات الفضائية الإماراتية وقدراتها الهندسية والتصنيعية. ويحمل مسبار الأمل ثلاثة أجهزة لقياس الغلاف الجوي للمريخ. ويبلغ وزنه نحو 1350 كيلوغراماً، أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة، وقد تم تصميمه وتطويره من قبل مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء أكاديميين من مؤسّسات عالمية رائدة، ومنها: مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو-بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا، وبيركلي، ومعهد علوم الفضاء في بولدر وجامعة شمال أريزونا.