«مقالب» الأصدقاء.. ميدان للرعب والتنمر على الضحايا

انتشرت أخيراً على برامج ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، تظهر مجموعات من الأصدقاء ينفذون مقلباً في أحدهم، بغرض التسلية والضحك والسخرية منه، لكنها تنتهي بردود فعل غاضبة من ضحايا هذه المقالب.

وتصبح الآثار النفسية لهذا النوع من المزاح أعمق، عقب نشرها وتبادلها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف، أن مثل هذه السلوكيات يعاقب عليها القانون، لأنها تدخل ضمن جرائم الاعتداء على خصوصية الآخرين، من خلال تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا ما ترتب عليها إصابة أو اعتداء جسدي أو لفظي.

وتفصيلاً، رصد أفراد انتشار مقاطع فيديو كثيرة على مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، يتجاوز فيها أشخاص على أصدقائهم وذويهم وزملائهم، في صورة مقلب يتم تصويره بهدف إثارة الضحك والسخرية، ومنها مقاطع يكون فيها الضحية في حالة من الرعب والخوف الشديدين، حيث يتم استغلال حالة «الفوبيا» لديه من شيء معين، أو قص شعره بطريقة عشوائية، أو الاعتداء على سلامة جسمه، أو إفزاعه أثناء نومه، وبعضها يتحول إلى اشتباك بالأيدي، وتبادل شتائم وسباب، وكثير منها يلحق الأذى النفسي والجسدي بالضحية.

واستعرضوا مقاطع، مثل وضع شخص في مكان مغلق مع حيوان مفترس، أو إيهامه بوجود أشباح.

وأشاروا إلى أن مثل هذه المقاطع تشجع على السلوكيات السلبية والعنيفة، وتعريض حياة الآخرين للخطر والأذى النفسي والجسدي، خصوصاً أنه يتم تداولها بشكل واسع، بهدف التسلية وحصد إعجاب المتابعين، لكنها قد تنتهي بكارثة أو جريمة أو إصابة.

وقال «صالح أحمد» إنه شاهد بعضاً من هذه المقالب المصورة بين الأصدقاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكون ضحيتها أحدهم، ومنها مقطع فيديو لمجموعة أصدقاء، اتفقوا على إيهام صاحبهم الذي كان نائماً بأنه فارق الحياة، وبدأوا في صلاة الجنازة عليه، ليستيقظ مرعوباً من الموقف، معتقداً أنه مات فعلاً، لافتاً إلى أن «مثل هذه المقاطع لا تقدم محتوى إيجابياً، بل تروج لسلوكيات سلبية»، محذراً من خطورة تقليدها بين الفئات العمرية الصغيرة.

وذكر «محمد عثمان» أنه شاهد كثيراً من المقالب التي تحتوي على ألفاظ وشتائم وعراك متبادل، بعد أن يكتشف الضحية حقيقة ما تعرض له، مشيراً إلى أن «منتجي مثل هذه المقالب يدركون أنها ستجلب ضحك المتابعين، وهذا ما يحرصون عليه.. فلا مراعاة عندهم لمشاعر الشخص الذي وقع ضحية المقطع، والتبعات النفسية والاجتماعية على حياته لاحقاً».

وأكد «أبوخالد» أهمية توعية النشء والشباب بخطورة تجربة أو تقليد مثل هذه المقالب «التي تخالف عاداتنا وقيمنا المجتمعية، وتكون آثارها سلبية، خصوصاً أن معظمها يتم إجراؤه وتصويره خارج الدولة، في مجتمعات وثقافات مختلفة، لكنها وصلت إلينا وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتروج لثقافة الاعتداء الجسدي أو النفسي على الآخرين من أجل المزاح والتسلية».

من جانبه، حذر المستشار القانوني، الدكتور يوسف الشريف، من التأثير الاجتماعي السلبي لمثل هذه «المقالب»، التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكد «أنها تخلق حالة من التطبيع مع سلوكيات وتصرفات دخيلة على المجتمع، وذلك بتقبل أي شيء سيئ غير معتادين عليه، ليصبح مع الوقت مقبولاً عندهم».

ولفت إلى أن كثيراً من هذه المقاطع يتضمن جرائم انتهاك لخصوصية الآخرين، والاعتداء النفسي والجسدي عليهم، التي تعاقب عليها قوانين الدولة بعقوبات مشددة، فضلاً عن جريمة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذر من خطورة تقليدها وانتشارها بين الشباب وصغار السن، مؤكداً أهمية توعية أفراد المجتمع بعدم القيام بمثل هذه المقالب، والتحذير من العقوبات القانونية المترتبة عليها.

الأكثر مشاركة