تستغرق 6 أشهر وتنطلق على متن مركبة «دراغون»
النيادي وطاقم «crew-6» إلى محطة الفضاء الدولية غداً في رحلة طويلة الأمد
اختتم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وطاقم مهمة crew-6 الفضائية، استعداداتهم للانطلاق في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، التي تستغرق ستة أشهر، إذ ينطلق طاقم المهمة غداً في تمام الساعة 10:45 صباحاً، بتوقيت دولة الإمارات، على متن مركبة «دراغون» التابعة لشركة سبيس إكس.
ونشر النيادي فيديو له بصحبة أسرته وأصدقائه في فلوريدا، وعلّق عليه قائلاً: «مع العائلة والأصدقاء خلال زيارتهم لي في فلوريدا قبل انطلاق المهمة.. لولا دعمكم ما وصلت إلى هنا، وإن شاء الله أكون على قدر ثقتكم وثقة عائلتي الكبيرة الإمارات».
وأضاف: «عقب نجاح أول مهمة إماراتية إلى الفضاء في عام 2019، حينما انطلق زميلي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، شعرنا بالحماس والفخر في الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وستسهم هذه المهمة، التي ستمتد ستة أشهر، في تعزيز تطور برنامجنا الفضائي، ونأمل تنفيذها بنجاح، بالتعاون مع طاقم المهمة، والعودة مُجدداً لتحقيق جميع الأهداف التي تم التخطيط لها مُسبقاً».
وتابع النيادي: «أشكر قيادتنا وجميع من يدعمنا في التحضير لهذه المهمة، بمن في ذلك المدربون، ووكالات الفضاء، وبشكل خاص عائلتي، وزملائي. نحن جاهزون على الصعيد البدني، والذهني، والتقني، لخوض هذه المهمة التي نريد من خلالها تقديم معارف جديدة، وتعزيز شغف استكشاف الفضاء».
وتعد مهمة crew-6 أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وثاني مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية، وأطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
ويضم طاقم المهمة إلى جانب سلطان النيادي كلاً من قائد المهمة رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، وقائد المركبة رائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، واختصاصي مهمة رائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس)، في حين يشمل الطاقم الاحتياطي للمهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وقائد المركبة الفضائية ياسمين مغبيلي (ناسا)، وطيار أندرياس موجينسن من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف من وكالة الفضاء الأوروبية.
وتعد المهمة جزءاً من البعثة الاستكشافية 68/69، إذ ينضم رواد فضاء روسكوزموس نيكولاي شاب، وأوليج كونونينكو، ورائدة فضاء (ناسا) لورال أوهارا، إلى الفريق لاحقاً. ويطلق مصطلح البعثة الاستكشافية لمحطة الفضاء الدولية على الطاقم الذي يشغل المحطة الفضائية، ويستخدمها للبحث والاختيار.
ويجري النيادي خلال المهمة سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، إضافة إلى مشاركته في برنامج تثقيفي، وستسهم النتائج المتوقعة حول هذه المهمة بإفادة المجتمع العلمي وقطاع الفضاء عالمياً، كما ستجعل دولة الإمارات أول شريك من خارج محطة الفضاء الدولية والدولة رقم 11 عالمياً التي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وتعمل على تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء.
وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء أن المهمة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في مهمات الفضاء المأهولة، وتعزيز التعاون بين الدول والجهات لتحقيق الأهداف المشتركة بالاكتشافات العلمية، والحصول على مستقبل مستدام للبشرية، ودعم رؤية الإمارات من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي، وتمهيد الطريق لمبادرات مستقبلية تسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في قطاع استكشاف الفضاء، وكذلك الإسهام في مهمات استكشاف الفضاء العالمية من خلال تطوير وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي والاكتشاف والابتكار.
ومركبة «كرو دراغون إنديفور» المشاركة في المهمة من تصنيع شركة سبيس إكس، ويستخدمها برنامج الطاقة التجاري التابع لـ«ناسا»، حيث أكملت منذ عام 2022 ثلاث مهمات ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية، ومن المقرر أن تنطلق غداً في مهمتها الرابعة مع طاقم crew-6.
وحطّمت المركبة كرو دراغون إنديفور الرقم القياسي لأطول مهمة فضائية بواسطة طاقم مركبة أميركية، الذي كان مسجلاً باسم مركبة «ريزيليانس» في الثاني من مايو 2021، حيث نجحت «إنديفور» في قضاء 280 يوماً في الفضاء، لتصبح صاحبة الرقم القياسي في قضاء أطول وقت ممكن بعيداً من الجاذبية الأرضية.
ومن المقرر أن تجري المهمة 20 تجربة علمية بالتعاون مع وكالة «ناسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، وستشمل مجموعة واسعة من المجالات، منها نظام القلب والأوعية الدموية، وعلم «ما فوق الجينات»، وعلم النبات، ودراسة الإشعاعات، وآلام الظهر، وجهاز المناعة، وعلم المواد، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم السوائل، ودراسة النوم.
وتستهدف تجربة «نظام القلب والأوعية الدموية» توفير الدراسة العلمية لجهاز القلب والأوعية الدموية في المهمة كمنصة لاستكشاف الآليات المحتملة والمساعدة في تطوير التدخلات لإبطاء شيخوخة الأوعية الدموية، وتحسين الصحة وجودة الحياة، فيما تستهدف تجربة «آلام الظهر» ليس فقط الإبلاغ عن التدابير الوقائية لتقليل مخاطر الانزلاق الغضروفي لدى رواد الفضاء، بل أيضاً لتوفير رؤى ثاقبة حول استقرار العمود الفقري المتعلق بتحسين صحة الظهر لدى عامة الناس، كما تسعى تجربة «اختبار وتجربة التقنيات» إلى تمهيد الطريق للبحث والتطوير المتقدم على متن منصات الفضاء المستقبلية، ومعالجة فجوات تطوير منتجات الأجهزة والتصنيع المتقدم ونشر التكنولوجيا.
وتسعى دراسة «علم ما فوق الجينات» إلى الإسهام في الفهم الأساسي للظواهر الجينية، مع تطبيقات في تطوير التدابير الاحترازية للظروف الطبية الحيوية، وتوليد استراتيجيات متكاملة للطب الشخصي، فيما توفر دراسة «جهاز المناعة» الدراسات حول كيفية تأثير المهمات الفضائية على الجهاز المناعي، بينما تتيح دراسة «علم السوائل» البحث حول هذا الموضوع في الفضاء، بما يساعد على فهم السوائل ضمن بيئة منعدمة الجاذبية.
وتسهم دراسة «علم النبات» في تطبيق المعلومات الجديدة المكتسبة من الأبحاث المقامة على متن محطة الفضاء الدولية، لتزويد رواد الفضاء بالغذاء خلال مهماتهم الفضائية. ويساعد «علم المواد» في تحسين فهمنا لمعالجة المواد وخصائصها. أما دراسة النوم فتساعد على تحليل النوم على متن محطة الفضاء الدولية، وأخيراً دراسة الإشعاعات التي تساعد على تطوير وتعزيز القدرات للتنبؤ بالتعرض للإشعاع الفضائي لمهمات الاستكشاف المستقبلية.
• المهمة تجري 20 تجربة علمية حول مجالات القلب والأوعية الدموية وآلام الظهر و«الإشعاعات» و«النبات».
• النيادي خلال لقائه بأسرته وأصدقائه قبل رحلته: لولا دعمكم ما وصلت إلى هنا.
بحثان لجامعة «محمد بن راشد للطب»
اختار مركز محمد بن راشد للفضاء مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في إطار التوعية التعليمية لمهمة سلطان النيادي، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، ويعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى، ويشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news