2 مارس موعداً جديداً لمحاولة إطلاق «فالكون 9» بأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب
حمدان بن محمد: تأجل الإطلاق لكن الطموح قـائم لا يتأجل بل يمضي إلى آفاق جديدة
أجّلت وكالة ناسا وشركة «سبيس إكس»، أمس، محاولة إطلاق مهمة (crew-6) التي تضم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إلى محطة الفضاء الدولية، في أطول رحلة لرائد فضاء عربي، بسبب مشكلة تتعلق بالأنظمة الأرضية.
وبحسب وكالة «ناسا» الأميركية، فقد قررت فرق المهمة التأجيل لحين دراسة المشكلة التي تمنع البيانات من تأكيد التحميل الكامل لمصدر الإشعال لمحركات صاروخ الإطلاق «فالكون 9»، والمتمثلة في ثلاثي إيثيل ألومنيوم وثلاثي إيثيل بورون.
وقامت شركة «سبيس إكس» بإزالة الوقود الدافع من صاروخ «فالكون 9» وخرج رواد الفضاء من مركبة دراغون الفضائية إلى مقر طاقم رواد الفضاء، فيما أعيد الصاروخ «فالكون 9»، ومركبة دراغون إلى مرحلة التجهيزات الآمنة.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، تحديد موعد جديد لإطلاق مهمة (Crew-6) في الثاني من مارس عند الساعة 9:34 صباحاً (بتوقيت دولة الإمارات)، مشيراً إلى أن الموعد قابل للتغيُّر استناداً إلى مدى معالجة السبب التقني للتأجيل. فيما أكدت وكالة «ناسا» أن اختيار الموعد الجديد يستند إلى معالجة المشكلات التقنية التي تسببت في إلغاء الإطلاق الأول، كما تقرر التنازل عن تحديد موعد إطلاق اليوم الثلاثاء 28 فبراير بسبب سوء الأحوال الجوية.
وحضر، أمس، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، لمتابعة انطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب من غرفة التحكم.
وقال سموه في تغريدة على «تويتر»: «تأجل الإطلاق.. لكن الطموح قائم لا يتأجل ولا يتوقف بل يمضي بعون الله إلى آفاق جديدة». وأضاف سموه: «نتمنى التوفيق والسلامة دائماً لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي ولزملائه طاقم CREW-6».
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد المنصوري، إن سبب التأجيل تمثل في تحدٍ تقني، وما يهمنا هو سلامة رواد الفضاء، مشيراً إلى أنه جرى اجتماع بين ناسا و«سبيس إكس» لتحديد موعد جديد للإطلاق، على أن نشهد إطلاق أطول مهمة لرائد فضاء عربي قريباً.
وقال مسؤول «ناسا» بيل نيلسون: «فخور بتركيز فريق ناسا وسبيس إكس، لتفانيهم في الحفاظ على سلامة طاقم crew-6»، مؤكداً أن «رحلات الفضاء البشرية هي مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، وكما هو الحال دائماً، سنطير عندما نكون مستعدين».
ومن المقرر أن تعقد وكالة ناسا و«سبيس إكس» مؤتمراً إعلامياً عن بعد قبل محاولة الإطلاق التالية، حيث يتم توفير المزيد من التفاصيل عند توفرها.
وقبل محاولة الإطلاق الأولى، قام رائد الفضاء سلطان النيادي بتوديع أبنائه ومداعبتهم عقب ارتدائه «بدلة الفضاء»، قبل الانطلاق إلى حقل الإطلاق في فلوريدا، حيث كتب النيادي على صفحته على «تويتر»: «على هذه الأرض، أستودع الله كل من أُحب وأنطلق إلى الفضاء.. أستودع الله وطناً اختار النجوم درباً وطموح زايد هدفاً.. أستودعكم الله حتى لقاءٍ قريب من الفضاء».
كما قام النيادي بالتوقيع على جدار الغرفة البيضاء، وهو تقليد متبع لرواد الفضاء، بينما أجريت عمليات الفحص داخل كبسولة المركبة دراغون للتأكد من سلامة طاقم المهمة.
من جانبها، شرحت رائدة الفضاء الإماراتية نورا المطروشي، أسباب وضع رواد الفضاء في الحجر الصحي قبل توجههم إلى محطة الفضاء الدولية. وقالت: «وضع رواد الفضاء في الحجر الصحي قبل الإطلاق يأتي لمنع الإصابة وانتشار الأمراض، حيث يتم عزل رواد الفضاء وعائلاتهم والأشخاص الذين يكونون على اتصال مباشر معهم، وهذا يحافظ على منع أي تأخير في جدول الإطلاق والحفاظ على سلامة الطاقم المتجه إلى محطة الفضاء الدولية والطاقم الموجود فيها».
وتعد مهمة (crew-6) أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وثاني مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية، وأطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء. ويضم طاقم المهمة إلى جانب سلطان النيادي كلاً من قائد المهمة رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، وقائد المركبة رائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، واختصاصي مهمة رائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس)، في حين يشمل الطاقم الاحتياطي للمهمة كلاً من: رائد الفضاء هزاع المنصوري، وقائد المركبة الفضائية ياسمين مغبيلي (ناسا)، وطيار أندرياس موجينسن من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف من وكالة الفضاء الأوروبية.
وتعد الهمة جزءاً من البعثة الاستكشافية 68/69، حيث ينضم رواد فضاء روسكوزموس نيكولاي شاب، وأوليج كونونينكو، ورائدة فضاء ناسا لورال أوهارا، إلى الفريق لاحقاً. ويطلق مصطلح البعثة الاستكشافية لمحطة الفضاء الدولية عادة على الطاقم الذي يشغل المحطة الفضائية ويستخدمها للبحث والاختيار.
ويقوم النيادي خلال المهمة بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج توعوي وتثقيفي، وستسهم النتائج المتوقعة حول هذه المهمة بإفادة المجتمع العلمي وقطاع الفضاء عالمياً، كما ستجعل دولة الإمارات أول شريك من خارج محطة الفضاء الدولية والدولة رقم 11 عالمياً التي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وتعمل على تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء.
وقضى سلطان النيادي أكثر من 1700 ساعة من الاختبارات والتدريبات الخاصة بمهمة الفضاء، حيث بدأت التدريبات مع «ناسا» أوائل عام 2020، وتمت التدريبات في مختبر الطفو المحايد التابع لـ«ناسا» بمركز جونسون للفضاء.
وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن النيادي شارك في تدريبات تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء، وتدرب على طائرة (t-38 jet) كما تدرب استخدام بدلة السير في الفضاء، وذراع روبوتية، وشارك في تدريبات التعامل مع سيناريوهات محتملة للطوارئ.
وشملت التدريبات، التدريب على جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، وتدريبات على إنقاذ الطاقم، وتدريبات على المهام اليومية.
ومن المقرر أن تجري مهمة «crew-6» تجربة علمية بالتعاون مع وكالة «ناسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا».
وستشمل مجموعة واسعة من المجالات، منها نظام القلب والأوعية الدموية، وعلم «ما فوق الجينات»، وعلم النبات، ودراسة الإشعاعات، وآلام الظهر، وجهاز المناعة، وعلم المواد، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم السوائل، ودراسة النوم.
ترسيخ مكانة الإمارات
أكد مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المهمة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في مهمات الفضاء المأهولة، وتعزيز التعاون بين الدول والجهات لتحقيق الأهداف المشتركة بالاكتشافات العلمية والحصول على مستقبل مستدام للبشرية، ودعم رؤية الإمارات من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي، وتمهيد الطريق لمبادرات مستقبلية تساهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في قطاع استكشاف الفضاء، وكذلك الإسهام في مهمات استكشاف الفضاء العالمية من خلال تطوير وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي والاكتشاف والابتكار.
حمد المنصوري:
ما يهمنا هو سلامة رواد الفضاء.. وسنشهد إطلاق أول مهمة لرائد فضاء عربي قريباً.
بيل نيلسون:
فخور بتركيز فريق «ناسا» و«سبيس إكس» لتفانيهم في الحفاظ على سلامة الطاقم.
«ناسا» و«سبيس إكس» قررا تأجيلها بسبب مشكلة تتعلق بالأنظمة الأرضية crew-6.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news