"الخارجية" والاتحاد النسائي و"الأمم المتحدة للمرأة" تطلق "التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين"
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، وتزامناً مع جهود دولة الإمارات واستعداداتها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي "COP28"، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي والاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، مبادرة "التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين".
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - بهذه المناسبة - أن دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، تحرص على دعم الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وتدرك أهمية إشراك المرأة كطرف فاعل ومؤثر في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي عالمياً، والتي انعكست على مكانة دولة الإمارات الاستراتيجية، حيث أصبحت الدولة منصة عالمية لبحث ومناقشة قضايا التغير المناخي، وسبل العمل على تحقيق التحول في مجال الطاقة، بما يتناسب مع مستجدات العالم المناخية.
وقالت سموها: "ونحن نستعد لاستضافة فعاليات الدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيير المناخي “COP28” في العام الجاري، للدفع بأجندة العمل المناخي نحو الأمام ومواجهة أكبر تحد تواجهه البشرية على الإطلاق، تحرص دولة الإمارات على إشراك المرأة للمساهمة بفاعلية في دعم الجهود الوطنية لتعزيز حماية البيئة والوصول لحلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، وهنا تؤكد دولة الإمارات على مواصلة نهجها ونموذجها الرائد في مجال حقوق المرأة والإيمان بقدراتها الإبداعية وطاقاتها الخلاقة والملهمة في جميع القطاعات والمجالات".
وأضافت سموها: "يسرنا إطلاق مبادرة التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين، والتي ستشهد استعراض مجموعة ثرية من المناقشات والمقترحات، بما يجسد الوعي العالمي المتزايد حول ارتباط النوع الاجتماعي وتغيير المناخ، ووجود الرؤية من مختلف المنظمات العامة والخاصة تجاه ضرورة التعاون والاتفاق للوصول إلى الحلول المناسبة واستكشاف الفرص المتاحة، لدعم مشاركة المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي، وذلك نظراً لكونها من الفئات الأكثر تضرراً جراء الآثار السلبية منه، فضلاً عن قدرتها على تعزيز العمل المناخي بطرق عدة، وامتلاكها خبرات ومهارات قيمة للاستعداد للكوارث وإدارة المخاطر، الأمر الذي يخولها للاستفادة منها عند وضع الحكومات الخطط المستقبلية لخفض مسببات هذا التغيير والتكيف مع تداعياته".
من جانبه، توجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، على رعايتها لمبادرة "التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين"، وعلى دورها الجوهري والمحوري في دعم المرأة كشريك أساسي في عملية التنمية الشاملة للدولة، مشيرا إلى أن المرأة أصبحت شريكة لنجاحاتنا وركيزة لاستدامة إنجازاتنا الوطنية في المجالات كافة.
وأكد سموه أن مشاركة وزارة الخارجية والتعاون الدولي في إطلاق مبادرة "التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين"، إلى جانب الاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، يأتي إيمانا منها بالدور المهم والمحوري الذي تضطلع به المرأة في المجالات كافة، كونها أحد ركائز الرؤية التنموية التي تقود المجتمعات إلى الازدهار والرخاء، ولا سيما في مجال مكافحة التغير المناخي الذي بات تحديا وجوديا، ويتطلب تضافر جهود المجتمعات بكافة مكوناتها لاتخاذ إجراءات ملموسة، وإيجاد الحلول المناسبة التي تساهم في التغلب على التحديات، واغتنام الفرص للأجيال القادمة.
وأشار سموه إلى التزام دولة الإمارات الراسخ بتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في المجتمع، ودورها الحيوي في تعزيز العمل المناخي، وفي إنجاح تطلعات الدولة في هذا المجال الهام، وخاصة خلال استضافة الدولة للدورة الـ 28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي “COP28” في نوفمبر المقبل في مدينة إكسبو دبي، مؤكدا على أهمية إشراك المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي عالمياً.
وأضاف سموه أن المرأة الإماراتية تضطلع بدور هام وفاعل في العمل المناخي، حيث تتابع وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري.
تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، كما تم تعيين وزيرة تنمية المجتمع كرائدة مناخ للشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ، ورزان المبارك كرائدة المناخ في “COP28” ما يؤكد على ثقة القيادة في مساهمات المرأة في جهود احتواء تداعيات التغير المناخي.
ولفت سموه إلى التزام دولة الإمارات بتعزيز وتطوير بدائل الوقود الأحفوري، من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والخضراء، حيث تحتضن دولة الإمارات مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" ولديها شراكات دولية متعددة في هذا المجال، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تعمل كشريك فاعل ضمن الجهود العالمية لمواجهة التغيّر المناخيِّ حيث أعلنت الدولة مبادَرَتها الاستراتيجيةَ للحيادِ المناخي بحلولِ عام 2050 الأمر الذي يعكسُ مدى المساهمةِ الإيجابيةِ من قبل دولة الإمارات في هذا الملف الحيوي.
وتتضمن المبادرة عقد جلسات تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي حول ارتباط النوع الاجتماعي وتغيير المناخ، حيث سيشارك في سلسلة الجلسات متحدثين من مختلف المؤسسات والمنظمات العامة والخاصة، وسيتم استعراض أفضل الممارسات، وتبادل المعرفة، وطرح الحلول الفاعلة بشأن القضايا ذات الأولوية التي تغطي مواضيع النوع الاجتماعي وعلاقتها بتغيير المناخ.
وستشمل الموضوعات التي يتم تناولها الآثار غير المتناسبة لتغيير المناخ على النساء والفتيات، بما في ذلك زيادة التعرض للكوارث الطبيعية وانعدام الأمن الغذائي، وعن دور المرأة في قيادة الأنشطة المتعلقة بالمناخ وعمليات صنع القرار والمشاركة فيها، وعن منظور النوع الاجتماعي لتمويل المناخ والابتكار والحاجة إلى سياسات مناخية مراعية لمنظور النوع الاجتماعي مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات ووجهات النظر الفريدة للنساء والفتيات.
وفي هذا السياق، قالت الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام نورة السويدي:" قدمت دولة الإمارات جهوداً حثيثة في دعم وتمكين المرأة في جميع المجالات والقطاعات ومنها العمل المناخي، بعدما أشركت المرأة في صياغة استراتيجيات مواجهة تغيير المناخ، وأعطت الثقة لابنة الإمارات معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، لقيادة الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة في هذا الصدد".
وأكدت السويدي أن الاتحاد النسائي العام بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" وبالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين، يعمل على إطلاق مبادرات تعزز من جهود الدولة لحماية المناخ لصالح الأجيال القادمة، وتتيح بيئة تمكين للمرأة وتزيد الوعي العام حول النوع الاجتماعي وتغيير المناخ، وذلك نظراً لأهمية مشاركة المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي، والتي لها دور مؤثر في معالجة جذور التحديات العالمية حول منظومة التنمية المستدامة، ولا سيما أن التغيير المناخي يعد من أهم ركائزها".
وأشارت السويدي إلى أن دولة الإمارات تستعد لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من COP28 في عام 2023، ليخرج في أبهى حلة محققاً أهدافه السامية، مستندة في ذلك إلى خبراتها العالية بعدما أصبحت منصة عالمية لبحث ومناقشة قضايا التغيير المناخي، وسبل العمل على تحقيق التحول في مجال الطاقة، بما يتناسب مع مستجدات العالم المناخية.
من جانبها، قالت مديرة مكتب الاتصال التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتورة موزة الشحي: "إن النوع الاجتماعي وتغيير المناخ موضوعان متشابكان، وغالبًا ما تكون النساء والفتيات الأكثر تضررًا من آثار تغيير المناخ. ويجب أن يكون التوازن بين الجنسين مكونًا رئيسيًا لمعالجة هذه الأزمة العالمية ولضمان مستقبل مستدام للجميع".
وأضافت: "نسعد دائماً بشراكة هيئة الأمم المتحدة للمرأة المميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ساهمت في إطلاق مبادرة التغيير المناخي والتوازن بين الجنسين، التي جاءت بأهدافها العميقة في توقيت مهم يعاني فيه العالم من التأثيرات السلبية للتغيير المناخي، والتي عظمت معها الحاجة للتعاون وتضافر الجهود وتشارك الأفكار والاتحاد والتكاتف من أجل البشرية، إذ لا يوجد سبيل لتغيير العالم إذا لم يكن يتناول المساواة، وتكريم المرأة، وتوفير مساحة يمكنها تعزز هذا المبدأ".
وتمثل هذه السلسلة فرصة فريدة للأفراد للتعرف على الدور الحيوي للمرأة في مكافحة تغيير المناخ وكيف أن النهج الشامل للجنسين جزء لا يتجزأ من نجاح جميع الإجراءات والتدخلات المناخية لضمان أن تكون في المتناول ومنصفة وفعالة للجميع.