مبادرات محمد بن راشد العالمية.. عطاء عابر للحدود يدعم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تولي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، توفير شبكة أمان غذائي للفئات الأقل حظاً حول العالم أهمية كبيرة، وتضعها على رأس أولوياتها، حيث تصل أيادي الإمارات البيضاء إلى كافة مناطق العالم التي تواجه تحديات تهدد سلامة الأمن الغذائي.
وتعمل المؤسسة على صياغة رؤية عالمية لسد الفجوة الغذائية المتزايدة والتي باتت تمثل هاجساً دولياً، عبر حملات إطعام الطعام السابقة والتي تتواصل هذا العام بحملة وقف المليار وجبة لتدشين صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام، لذلك لا تدخر المؤسسة جهداً في تعاونها المشترك مع كل دول العالم والمنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في مجالات الدعم الإنساني التنموي كافة، وذلك بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تضمن العيش الكريم، وفرص العمل، ومكافحة الفقر.
وتشكل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تأسست عام 2015، مظلة داعمة لمجموعة من المبادرات والمؤسسات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي تضم اليوم عشرات المبادرات والمؤسسات التي تنفذ برامج العمل الخيري والإنساني ضمن خمسة محاور رئيسية هي المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، بما يدعم العمل الإنساني المؤسسي، ويحقق استدامته ويوسع أثره الإيجابي، ويكرّس ثقافة الأمل في المنطقة والعالم ويسهم في تحقيق التنمية المنشودة لمستقبل أفضل.
أزمة غير مسبوقة
ويواجه العالم أزمة غذاء شاملة تهدد بمجاعات غير مسبوقة تجتاح دولاً عدة في قارات العالم المختلفة نتيجة التراجع الاقتصادي الذي تسببت فيه الجوائح والصراعات والحروب، فضلاً عن التداعيات الخطيرة الناتجة عن التغير المناخي، لكن في كل مرة تثبت الإمارات ومؤسساتها المختلفة أن لكل التحديات والأزمات حلولاً إذا ما توافرت لها الإرادة والقدرة على تذليل الصعاب والتخفيف على البشر، لذلك دأبت على تقديم مبادرات طموحة تساهم في القضاء على الجوع حول العالم.
وتعتبر قضية الأمن الغذائي واحدة من أهم القضايا الرئيسية في القرن الواحد والعشرين، التي يتوجب على الدول التعاون من أجل كبح نتائجها الخطيرة في ظل ارتفاع النمو السكاني عالمياً وانخفاض مساحات الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى الآثار المترتبة على التوسع العمراني والنمو الاقتصادي والتغير المناخي.
وضربت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نموذجاً في العمل على دعم المجتمعات التي تواجه تحديات مختلفة لا سيما تلك الناتجة عن تزايد النقص الغذائي، من دون أي اعتبارات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ويحركها هدفها النبيل المتمثل في العمل على مكافحة الجوع وتوجيه الأنظار والجهود إلى ضرورة مكافحة هذه الظاهرة التي تعتبر واحدة من التحديات الكبيرة التي يتوجب التصدي لها بسرعة ودون إبطاء.
نموذج للعطاء
تعتبر مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، نموذجاً للعطاء الإماراتي المستدام الذي يعمل على إيجاد حلول وبرامج ومشاريع تكافح الجوع وتساند الفئات الأكثر حاجة في العالم من خلال توفير الغذاء وذلك بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية.
ومع تنامي تحدي الجوع وسوء التغذية، أطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على مدى السنوات الأخيرة سلسلة حملات إنسانية لتقديم الدعم الغذائي استفاد منها الملايين من الأفراد والأسر المتعففة والمحتاجين واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات في أكثر من 50 دولة حول العالم، كما في مبادرة المليار وجبة التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في رمضان 2022 وشكلت استكمالاً لمبادرة 100 مليون وجبة التي أنجزتها المؤسسة عام 2021، فيما كانت البداية مع حملة 10 ملايين وجبة التي شكلت شريان حياة للمتضررين من جائحة كوفيد19 عام 2020.
وتواكب مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية رمضان لعام 2023 بإطلاق حملة وقف المليار وجبة، وتدشن صندوقاً وقفياً لإطعام الطعام بشكل مستدام، حيث سيكون لهذه الحملة تأثير كبير في استدامة العطاء والخير وفتح باب جديد من البذل أمام المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني والأفراد القادرين على المساهمة في الحملة.
دعم سخي
ويشكل الدعم السخي الذي تقدمه مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لبرنامج الأغذية العالمي، تمويلاً نوعياً يساعد البرنامج على توفير تدفق مستمر من المساعدات الغذائية الحيوية للمحتاجين ومن يعانون من انعدام الأمن الغذائي في عدد كبير من مناطق العالم التي يهدد فيها الجوع حياة الملايين.
وتحرص المؤسسة على توسيع الشراكات مع المنظمات والمؤسسات العالمية العاملة في المجال الإنساني من أجل تعزيز أثر العمل الخيري وتوسّع النطاق الجغرافي للمستفيدين منه، خاصة الفئات الأشد حاجة للدعم الفوري والمباشر.
وفي إطار الشراكات الاستراتيجية لتنفيذ حملتي 100 مليون وجبة، والمليار وجبة لإطعام الطعام خلال شهر رمضان في 2021، و2022، وقّعت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، اتفاقية شراكة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتوفير الدعم الغذائي المباشر في فلسطين ومخيمات اللاجئين في الأردن وبنجلاديش في 2021، فضلاً عن توزيع 45 مليون وجبة تقدمها المؤسسة في 7 دول حول العالم في 2022.
وتربط "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، وبرنامج الأغذية العالمي، شراكة ممتدة تستهدف تحقيق الغايات الإنسانية المشتركة وتضافر الجهود الميدانية واللوجستية للمؤسسة مع عمليات المنظمات الدولية والمؤسسات الإقليمية المتعاونة للتصدي لأزمة الجوع وسوء التغذية، وبما يساعد في تحقيق هدف التصدي للجوع ضمن أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030.
استجابة سريعة
وتحرص مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على إبرام اتفاقيات مع منظمات الأمم المتحدة وبرامجها الدولية العاملة في مكافحة الجوع وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، الأمر الذي يرسخ الموقع الريادي لدولة الإمارات في الاستجابة السريعة والفاعلة للتحديات العالمية وإغاثة المحتاجين دون استثناء أو تأخير أو تردد.
وتتعاون مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» لتعزيز الأمن الغذائي للأفراد والمجتمعات المتأثرة بالنزاعات، ومساندة النازحين بالمساعدات في شمال شرقي نيجيريا.
ويشمل التعاون تأسيس مدارس زراعية ميدانية، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية المتنوعة المغذية للأسر في موسم الأمطار، وإنتاج الحبوب ذات القيمة الغذائية العالية والخضراوات خلال موسم الجفاف، ودعم الإنتاج المنزلي للخضار المغذية للأسر في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وتزويد المزارعات بالمواشي وأعلافها، وتوفير دواجن مع أعلافها لمزارعات في مناطق النزاعات.
حلول مبتكرة
وفي إطار حرص "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" على تحقيق استدامة التأثيرات الإيجابية للأعمال الإنسانية وضمان تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات الفاعلة فيه ودعم العمل العالمي المشترك لمواجهة التحديات والأزمات لا سيما الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، وقعت المبادرات شراكة استراتيجية مع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف" الهادف إلى مكافحة سوء التغذية المزمن في مناطق متعددة من العالم.
وبموجب التعاون تقدم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 5.5 مليون درهم، إلى صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف" الذي يتولى حوكمته كلٌ من الحكومة الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأغذية العالمي ومؤسسة "إيكوبنك"، وذلك من أجل دعم تطوير الحلول المبتكرة في مجال الزراعة، وتمكين النساء والأمهات، ومكافحة سوء التغذية، لا سيما لدى الأطفال، في السنغال، والنيجر، وجمهورية الكونغو الديموقراطية لفائدة أكثر من 300 ألف إنسان.
خيارات مستقبلية مستدامة
ولم تكتف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بتقديم المساعدات الغذائية فقط، بل عملت على تقديم حلول غير تقليدية تساهم في توفير شبكة أمن غذائي، حيث وقعت المبادرات اتفاقاً مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لإنشاء منصة عالمية لشبكة مراكز الابتكار الغذائي التي أسسها المنتدى العالمي، بحيث تسهم المنصة في تسريع وتوسيع نطاق الابتكار في مجال التحول الغذائي نحو خيارات مستقبلية مستدامة أكثر كفاءة، مع تحسين آليات إنتاج الغذاء حول العالم، الأمر الذي يساهم في الحد من تداعيات الجوع عالمياً.
ويهدف تأسيس المنصة الدولية لمراكز الابتكار الغذائي إلى تعزيز التعاون العلمي والبحثي الدولي المشترك في مجال الغذاء، وتبادل المعارف والخبرات والبيانات لتطوير المنظومات المحلية لإنتاج الأغذية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية والعالمية لتحقيق وتعزيز الأمن الغذائي، بما يسهّل الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030؛ وخاصة الهدف الثاني المتمثل بالقضاء على الجوع.
وستمتلك المنصة العالمية لمراكز الابتكار الغذائي، حضوراً في 17 مدينة عالمية في 5 قارات بحلول عام 2030، حيث ستعمل على تصميم مستقبل مستدام لإنتاج الغذاء، والمساهمة في تلبية الطلب على هذه الحاجة الإنسانية الأساسية حاضراً ومستقبلاً.