الأطفال يزدادون توتراً في الأماكن التي تشهد اكتظاظاً خلال الأعياد.. "تنمية المجتمع" توصي بإجراءات لتهدئتهم

تواجه الأسر خلال قيامهم برحلات التسوق والسفر توتر أطفالهم كما يعاني ذوي أصحاب الهمم من مشكلة التعامل مع الأطفال من فئة التوحد الذين يعانون من قلق وانفعال زائد خلال تواجدهم في الأماكن المكتظة التي تشهد ازدحاماً كبيراً خلال فترات الأعياد والعطل، في وقت توصي فيه وزارة تنمية المجتمع الوالدين أو القائمين على رعاية هؤلاء الأطفال باتباع عدد من الإجراءات ضمن استراتيجية وضعها المختصون لمساعدة الطفل وأسرته على القيام بتلك الأنشطة بسلاسة واستمتاع.

ونصحت الوزارة بتطبيق مجموعة من الإجراءات الواجب اتباعها مع الأطفال من فئة التوحد مراعاة لطبيعتهم الخاصة وحاجتهم لآليات معينة بالتعامل، مؤكدة أن تلك الإجراءات قد تفيد في التعامل مع غيرهم من الأطفال، للتمكن من إنجاز مهمة التسوق أو القيام برحلات السفر براحة واستمتاع، ومن دون أن يتعرض الطفل للتوتر الذي يقوده إلى التصرف بشكل غير لائق.

وحدد "دليل بيئات صديقة لأصحاب الهمم من فئة التوحد" الذي أصدرته الوزارة، 5 إجراءات تساعد طفل التوحد على التكيف مع تجربة التسوق والاستمتاع بها تتضمن إعداد قائمة المشتريات مع الطفل حسب قدراته جعل القسم المفضل للطفل في آخر الزيارة وإعلامه بذلك، لزيادة فترة التسوق وتدريبه على الصبر والانتظار، ووضع سماعة عازلة للصوت أو سماعة مع الموسيقى المفضلة للطفل خلال التسوق، والسماح للطفل خلال الانتظار في طوابير الدفع بحمل الشيء المفضل أو اللعبة المفضلة لديه.

وتشمل الإجراءات أيضا إعطاء الطفل فرصة للدفع بالنقود أو البطاقة الائتمانية خلال عملية المحاسبة، لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديه.

وأكد الدليل أن الأطفال أصحاب الهمم من فئة التوحد، يتصفون بمزاج وسمات شخصية مختلفة عن غيرهم، وأن ذلك يستوجب الاستعداد مسبقاً لرحلة التسوق مع الطفل لمساعدته على فهم التجربة والتجاوب معهم بسلاسة، وذلك عبر تحضير الطفل نفسياً قبل الذهاب إلى مركز التسوق من خلال القصص الاجتماعية، والصور، والفيديوهات، واللعب التمثيلي، وكذلك مشاهدة فيديو عن التجربة أو بتسجيل فيديو للمكان المراد زيارته ومشاهدته مع الطفل قبل الذهاب إليه.

وتطرق الدليل كذلك الى كيفية التعامل مع طفل التوحد خلال رحلات السفر، فأكد على أن التعامل السليم من ذوي الطفل، أو مرافقيه، يمكن أن يجنبهم الكثير من الإحراج الذي تسببه لهم تلك الإزعاجات، وذلك عبر اتباع إرشادات معينة، على رأسها الامتناع عن استخدام العنف والعقاب مع الطفل تحت أي ظرف، والتحلي بالهدوء والصبر، والاستعداد مسبقاً لأي مشكلة صحية قد يتعرض لها الطفل خلال السفر.

وحدد الدليل مجموعة من الخدمات التي يجب توافرها في المطارات والطائرات الصديقة لأصحاب الهمم من فئة التوحد، لتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم. وتضم الخدمات توفير مواقف مخصصة لأصحاب الهمم، بمن فيهم ذوو التوحد وأسرهم، تسهل عليهم النزول والركوب عند بوابة "المغادرون" و"القادمون" في المطار، وتقديم خدمة المرور السريع لذوي التوحد وأسرهم، للتقليل من ساعات انتظارهم في المطار، إضافة إلى تجهيز مكان مخصص للأطفال، بمن فيهم ذوو التوحد، يكون بمثابة غرفة لعب واسترخاء.

رحلات افتراضية

أوصت وزارة تنمية المجتمع بضرورة تقديم مجموعة من الخدمات في المطارات والطائرات الصديقة لأصحاب الهمم من فئة التوحد من بينها توفير رحلات سفر افتراضية، وكذلك تخصيص رحلات واقعية تجريبية، تمكّن الطفل من زيارة المطار وركوب الطائرة من دون أن يسافر فعلياً، بهدف تهيئته لتجربة السفر الحقيقية، واستقبال أطفال فئة التوحد بهدية بسيطة من طاقم المطار أو الطائرة، وتجهيز مقاعد في الطائرة بمواصفات خاصة، مع إمكانية التحكم بوضعية الجلوس، والمؤثرات الحسية، كالإضاءة والأصوات.

 

الأكثر مشاركة