كان آخر المغادرين لموقع الحريق قبل سقوط قطعة خرسانية عليه

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهاد عمر الكتبي خلال مكافحة حريق بالعوير

صورة

اللحظات الأخيرة في حياة المغفور له شهيد الواجب الرقيب عمر خليفة سالم بن حماد الكتبي كانت استثنائية مثل شخصيته المحبوبة تماماً، بحسب مساعد المدير العام للدفاع المدني في دبي لشؤون الإنقاذ والإطفاء العميد علي حسن المطوع.

وأشار المطوع إلى أن الكتبي كان آخر المغادرين لموقع حادث حريق بمنطقة العوير في دبي، قبل أن تسقط عليه قطعة خرسانية ليلاقي ربه في أفضل صورة.

وقال المطوع لـ«الإمارات اليوم» على هامش العزاء الذي حضره أمس نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، إن المغفور له كان احترافياً في عمله، مثل بقية زملائه، يتقدم الجميع في الميدان، ولديه دراية تامة بإجراءات الأمن والسلامة، فكان مجهزاً بالملابس الواقية والمعدات الضرورية أثناء تعامله مع الحادث الأخير، لكن قدر رجال الإطفاء والإنقاذ في العالم أجمع أن يقدموا مثل هذه التضحيات.

من جهته، قال النقيب الدكتور بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي، سالم الكتبي شقيق شهيد الواجب عمر الكتبي إنه كان محباً للخير، كريماً مع الجميع، وسعى لإيجاد فرص عمل بمزرعته في رمضان الماضي لأشخاص قصدوه، لمجرد شعوره بحاجتهم الماسة للعمل، لافتاً إلى أن الشهيد له شقيق وسبع شقيقات، وكان نعم العون والسند لهم، ولأمه وأبيه.

فيما كشف مدير مركز الراشدية للدفاع المدني الرائد مروان محمد الكمالي أنه زامل الكتبي منذ التحاق الأخير بالمركز في عام 2017، وكان يتمتع باحترافية بالغة، وإلمام كامل بإجراءات الأمن والسلامة، إذ انتقل وكافح مع زملائه نحو 800 حريق، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى اختاره أثناء قيامه بواجبه على أفضل وجه.

وتفصيلاً، قال مساعد المدير العام للدفاع المدني في دبي لشؤون الإنقاذ والإطفاء العميد علي المطوع على هامش استقبال المعزين في خيمة العزاء: «إن شهيد الواجب المغفور له عمر خليفة بن حماد الكتبي انتقل معه إلى كثير من الحوادث، وعرف بدماثة خلقه، وابتسامة لا تفارق وجهه، يبث الطاقة الإيجابية بين زملائه، ويعزز العمل بروح الفريق، ما جعله محبوباً من الجميع على المستوى الشخصي والإنساني».

وأضاف أن الكتبي كان نموذجاً للإطفائي المحترف، ويدرك أهمية الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة، لافتاً إلى أنه كان متقيداً بذلك خلال مكافحة الحريق الأخير له بمنطقة العوير، وأثناء خروجه مع زملائه استشهد حين سقطت عليه قطعة خرسانية في موقع الحادث.

وتابع المطوع أن سلامة المنتسبين تمثل أولوية قصوى لدى الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، لذا توفر جميع المستلزمات التي تعزز ذلك، سواء ملابس الحماية، والتأهيل المكثف والتوعية للعنصر البشري، مشيراً إلى أنه يعتبرهم جميعاً بمثابة أشقائه وأبنائه، بحكم مواجهتهم تحديات عدة سوياً، لذا يحرص على متابعة التدريب على كيفية خلق بيئة آمنة في موقع الحادث، وسبل الدخول والخروج إلى الأماكن المغلقة والخطرة.

وأكد أن مؤشر السلامة لدى رجال الدفاع المدني في دبي يعد الأفضل عالمياً، رغم تعاملهم مع حوادث كبرى، لكن في النهاية يظل عمل رجال الإطفاء والإنقاذ في العالم أجمع محفوفاً بالمخاطر، ففي حين يفر الجميع من الخطر، يقبل الإطفائي عليه بشجاعة ويقتحمه لإنقاذ الآخرين، لذا من الطبيعي أن تقع أحداث طارئة داخل موقع الحادث على غرار مع حدث مع شهيد الواجب عمر الكتبي، فقد التزام بكل إجراءات السلامة، وكان مرتدياً ملابس الحماية لكن قدر له الاستشهاد بهذه الصورة المشرفة.

بدوره، قال مدير مركز الدفاع المدني بالراشدية الرائد مروان محمد الكمالي إنه زامل شهيد الواجب الرقيب عمر الكتبي على مدار ست سنوات تقريباً، وكان نعم الزميل، يتسم بأخلاق رفيعة، ويشجع زملاءه على التعلم وممارسات الفعاليات سوياً. وأضاف أن الكتبي كان يتسم بالاحترافية الرائعة في العمل، وشارك في قرابة 800 حادث حريق، ويحرص دائماً على تطوير وتثقيف نفسه، مؤكداً أن طبيعة المهنة فرضت نفسها في الحادث، حين سقطت عليه قطعة خرسانية بعد أن استطاع وزملاؤه السيطرة على الحريق.

فيما قال النقيب الدكتور في الإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي، سالم خليفة بن حماد الكتبي إن شقيقه شهيد الواجب عمر الكتبي كان سمحاً طيباً كريماً، لا يكاد يدخر من راتبه للمشاركة في الأعباء ومساعدة الآخرين، يحبه الجميع لبشاشته وتعاونه الصادق.

وأضاف أنه اختار مهنة الإطفائي لأنها تتسق مع شخصيته المحبة للتحدي والمغامرة، إذ دأب على المبادرة منذ صغره، وحين يعزم على أمر لا يتوقف دون تنفيذه.

وأشار إلى أنه بحسب زملائه كان آخر من خرج من موقع الحادث، وهذا ليس بغريب عليه، إذ استعد دائماً للتضحية بروحه من أجل وطنه وأصدقائه، وهذا يخفف شيئاً من الحزن العميق على فراقه.

وأوضح أن الشهيد عمر الكتبي كان الشقيق الذكر الوحيد له مع سبع شقيقات، مؤكداً أن فراقه صعب للغاية خصوصاً على والده ووالدته، فقد فقدا أحد ابنيهما.

وأكد الكتبي أن المساندة التي وجدتها الأسرة من قيادات وحكومة وشعب الإمارات خففت من المصاب الأليم، مشيراً إلى أن عزاءهم الوحيد هو تضحيته بنفسه في سبيل الواجب.


شهيد الواجب شارك في مكافحة 800 حريق، ويتمتع باحترافية وإقدام في مكافحة الحوادث.

الكتبي أخ لشقيق واحد و7 إناث، وعرف بكرمه وسماحته وإقباله على مساعدة الآخرين.

عين الفريق والأقرب للجميع

قال قائد الفئة المسؤول المباشر عن شهيد الواجب الرقيب عمر الكتبي بمركز شرطة الراشدية الملازم حميد الشامسي إنه كان الأقرب للجميع، يقبل دائماً على المشاركة في الحوادث، ويشجع زملاءه حين يسيطر عليهم التعب.

وأضاف أنه كان يتقدم الجميع حين ينتقل الفريق إلى مكان الحادث، ويعتمد عليه كقائد للحادث، لافتاً إلى أن قادة الحوادث كانوا يعتبرونه دائماً عيناً لهم في موقع الحريق، لقدرته على تقييم الأمور بالداخل وتحديد احتياجات الفريق ومستوى الحادث.

وبتأثر بالغ، قال مسؤول الفئة بمركز الدفاع المدني في الراشدية الوكيل راشد سعيد السويدي إن الشهيد عمر الكتبي كان بمثابة أخ وصديق له قبل أن يكون زميله، مشيراً إلى أنهم يقضون سوياً وقتاً أكثر من الوقت الذي يقضونه مع ذويهم، وكل منهم سند للآخر خصوصاً أثناء التعامل مع الحوادث.

وأضاف أن الكتبي كان طموحاً شغوفاً بالعمل، حين يكلف بمهمة يؤديها على أكمل وجه، فضلاً عن روحه الجميلة، وصداقته المخلصة للجميع، مؤكداً أن المركز والإدارة العامة للدفاع المدني فقدت رجلاً من أخلص رجالها.

تويتر