مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ينظّم جلسة حوارية لقيادات الصفين الثاني والثالث في دبي
نظّم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، جلسة حوارية جمعت قيادات الصفين الثاني والثالث في دبي، وتمحورت حول أبرز العوامل التي ساهمت في دفع عجلة النمو في دبي.
وسلّط المشاركون في الجلسة، التي تأتي ضمن برنامج قيادات دبي أحد برامج المركز وحملت عنوان: "لدبي"، الضوء على المبادئ الثمانية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأوصى فيها سموه جميع من يتولى مسؤولية في دبي بأن يلتزم بها، مهما كانت الظروف أو تبدلت الأحوال، ضماناً لتفوق دبي ورفاه أهلها.
شارك في الجلسة الحوارية التي انعقدت في فندق ريتز كارلتون ـ مركز دبي المالي العالمي، معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة مالك سلطان آل مالك، المدير العام لسلطة دبي للتطوير، وسعادة علياء الزرعوني الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي المالي العالمي.
تنويع الاقتصاد
وتطرّق معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي إلى المبدأ السادس من المبادئ الثمانية وهو "لا نعتمد على مصدر واحد للحياة"، والذي أكد فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية تنويع الاقتصاد واستحداث قطاع اقتصادي جديد على الأقل كل ثلاثة أعوام.
وقال معاليه: "ترجمةً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تبنّت الهيئة خطوات استراتيجية في الاستثمار بقطاع الطاقة النظيفة الذي يعتبر محور التنمية المستدامة".
وأضاف قائلاً: "تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تبنّي الحلول المستدامة الأكثر فاعلية، لترسيخ دبي نموذجاً في التطوير القائم على سعادة الإنسان وضمان سلامة بيئته وذلك تحقيقاً لأهداف المبادئ الثمانية التي تسعى لتحسين جودة الحياة وتطوير مجتمع دبي وضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة".
وتابع معاليه: تحرص الهيئة على تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بزيادة نسبة الطاقة المتجددة والنظيفة ضمن مزيج الطاقة في دبي، عبر تبنّي الابتكار والبحث والتطوير كركيزة أساسية لاستشراف مستقبل قطاع الطاقة، وإعداد الخطط والمبادرات التي من شأنها الاستفادة من التطورات العلمية والتكنولوجية في القطاع وأخذ زمام المبادرة في تطبيقها، وهو ما ساعدنا على تنويع مصادر الطاقة في الإمارة من خلال مشاريع نوعية متقدمة عبر مسارين متوازيين؛ يتمثل الأول في خفض الطلب على الطاقة والمياه بنسبة 30٪ بحلول 2030، والثاني يتجسد في تعزيز الإنتاج من خلال تنويع مصادر الطاقة النظيفة، وزيادة كفاءتها، وذلك لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية دبي للحياد الكربوني 2050."
وأشار معالي سعيد الطاير إلى أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نظام المنتج المستقل، والذي تعمل الهيئة على تنفيذه؛ يعتبر واحداً من بين مشروعات الهيئة الرائدة، حيث ستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، وعند اكتماله سيسهم المجمع في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
أرض المواهب
إلى ذلك، سلّط سعادة مالك سلطان المالك، المدير العام لسلطة دبي للتطوير الضوء على المبدأ السابع من المبادئ الثمانية وهو "أرض للمواهب"، لافتاً إلى أهمية دور القيادات في تعزيز جاذبية دبي للمواهب وبقائها قِبلَةً للمتفوقين، مستعرضاً دور مجموعة "تيكوم" في بناء قطاعات حيوية، كونها مساهم بارز في تنمية وتطوير اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار.
وأشار إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات والصناعات الناشئة، وكيف عزّزت دبي مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمار الأجنبي، مشدداً على أهمية الشراكات بين القطاعين والخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
اغتنام الفرص الاقتصادية
وتحدثت سعادة علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي المالي العالمي، عن المبدأ الثالث من المبادئ الثمانية وهو: "نحن عاصمة للاقتصاد"، مشيرة إلى أهمية الريادة والابتكار في اغتنام الفرص الاقتصادية.
وأكدت على أهمية الابتكار في تشكيل مستقبل دبي، وضرورة امتلاك القيادات للنظرة المستقبلية، لتعزيز فرص الأعمال وطرح المشاريع الريادية التي تسهم في ترسيخ مكانة دبي صديقة للمال والأعمال.
أهمية المشاريع التحولية
وفي ختام الجلسة الحوارية تحدث سعادة سعيد النظري، من فريق مركز محمد بن راشد لإعداد القادة عن المشاريع التحوليّة وأبعادها الاستراتيجية وأثرها في تعزيز تنافسية دبي، مؤكداً على أهمية دور قيادات دبي في ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتطرّق سعادته إلى الفرص المتاحة أمام قيادات دبي لتعزيز مكانة الإمارة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة ومحفزة في مختلف القطاعات الاستراتيجية وذات الأولوية، لترسيخ مكانة دبي كوجهةٍ عالميةٍ جاذبة لأفضل الشركات والمواهب في العالم.
قيادات مبدعة
يُذكر أن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ساهم في تخريج أكثر من 700 قائد في عدة قطاعات، حيث يعمل على تطوير القيادات من المبدعين والرياديين في شتى المجالات والقادرين على تسخير الإمكانات الكاملة لرأس المال البشري.
ويقدّم المركز برامج متخصصة لإعداد القادة في القطاع الحكومي والخاص على مستوى كل الصفوف القيادية الإدارية والفنية والتخصصات المهنية، حيث يشرف على تصميم برامج ذات جودة عالية تخرج قادة مؤهلين ذات كفاءات بشهادات ذات قيمة أكاديمية ومهنية لتوفير فرص استمرارية التعليم والتدريب المهني في كافة المجالات.
وينطلق المركز في تصميم برامجه من نموذج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقيادة وفق عناصر أساسية هي التطوير الشخصي، وتخصيص موجه عالمي للمشاريع التطبيقية، والتدريب على الوصفة القيادية للمنصب، ودعم تحقيق الوجهات الاستراتيجية الجديدة، حيث يسعى إلى بناء وتطوير قيادات إماراتية على كافة المستويات تستطيع تحقيق رؤية دبي الطموحة والمساهمة في تعزيز مكانة دبي كمدينة ريادية عالمياً وتقديم برامج تطويرية تتماشى مع متطلبات القيادة، عبر إكساب الخريجين مهارات قيادية جديدة وبناء منظومة كفاءات عالمية تستطيع تقديم برامج استثنائية تساهم في صناعة المستقبل.
ويسعى مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، إلى خلق قيادات وعقول مبتكرة قادرة على مواجهة التحديات، ويطبق في إطار رؤيته الهادفة إلى تخريج قادة قادرين على صناعة وتصميم المستقبل، أفضل الممارسات العالمية في تدريب وتزويد القادة بالمهارات والخبرات الدولية والمحلية، وخلق أساليب جديدة تطبيقية في طرح البرامج والخطط.