طبيبتان: يؤثر في العضلات والنوم والسمنة

الاستخدام المفرط لـ «وسائل التواصل» يحفز «اضطراب التوحد»

صورة

أكدت طبيبتان أن علامات التوحد تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وتلعب الجينات الوراثية دوراً مهماً في نشوء هذا الاضطراب، ولكن مع الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لوحظ ازدياد انتشاره، لذلك يعتبر باحثون أن «الأجهزة الإلكترونية عامل محفز لدى الأطفال الذين لديهم استعداد للإصابة باضطراب التوحد»، وفقاً لاستشاري طب الأسرة في مستشفى الجامعة بالشارقة، الدكتورة خديجة إسماعيل الزرعوني، التي رجحت أن يؤثر التعرض للأجهزة الذكية في صحة الطفل بما يخص مهارات العضلات الدقيقة، والنوم، والسّمنة، والتغيرات الكيميائية العصبية في الدماغ.

وقالت إن التوحد اضطراب نمائي يحدث في النمو العصبي في مرحلة مبكرة من الطفولة، ويؤثر في التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويتضمن أنماطاً محددةً ومتكررةً من السلوك، إذ ينتج عنه ضعف في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، إضافة إلى أنماط سلوكية أخرى. وتظهر أعراضه على الأطفال قبل بلوغهم ثلاث سنوات.

وأضافت خلال ندوة نظمتها هيئة الشارقة الصحية، أمس، بعنوان «يداً بيد نتوحد لأجلهم»، أنه ظهر مصطلح «طيف التوحد» للإشارة إلى وجود مجموعة متعددة من الأعراض والعلامات وعلى مستويات مختلفة من الشدة، موضحة أن «طيف التوحد» هو درجة أقل من درجات الاضطراب والتطور، فمن الممكن أن يكون المصاب بطيف التوحد يتحقق عنه عرض أو اثنين فقط من أعراضه، أو يكون عنده جميع الأعراض لكن بدرجات خفيفة.

وتابعت الزرعوني أن مركز السيطرة على الأمراض، الأميركي، أوضح أن نحو 1 من كل 44 طفلاً في الولايات المتحدة يُشخَّصون باضطراب طيف التوحد، وأن الاضطراب في ازدياد بأكثر بـ10 مرات في الـ40 سنة الأخيرة. وتابعت: «يُعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بأربع مرات من الإناث»، لافتة إلى أن «اضطراب طيف التوحد قد يحدث في الأشخاص بمختلف الأعراق والجنسيات والحالة الاجتماعية والاقتصادية».

وحددت خمسة عوامل وراء اضطراب طيف التوحد هي التاريخ العائلي؛ فالعائلات التي لديها طفل يعاني الاضطراب تكون عُرضة لولادة طفل آخر مصاب به، والولادة المبكرة للطفل تزيد من خطورة إصابته باضطرابات طيف التوحد، فالطفل الذي يولد قبل إتمامه 26 أسبوعاً يكون أكثر عرضة. فضلاً عن أن بعض الأطفال الذين يعانون حالات طبية معينة لديهم فرصة أكبر للإصابة باضطرابات طيف التوحد.

وأضافت أن من بين العوامل أيضاً نوع الجنس؛ وعمر الأبوين.

وأكدت الزرعوني أن التعرض للشاشات الإلكترونية والأجهزة الذكية لا يسبب اضطراب طيف التوحد، ولكنه قد يؤثر في صحة الطفل بما يخص مهارات العضلات الدقيقة، والنوم، والسّمنة، والتغيرات الكيميائية العصبية في الدماغ، مثل تقليل الإنتاج الخاص بالميلاتونين، والسلوك، وتطور اللغة، والتفاعل، وزيادة الحركة، وضعف التركيز.

من جانبها، أكدت أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتورة عبير محمد هيكل، أن نسبة شيوع التوحد تقدر تقريباً بـ4-5 حالات في كل 10 آلاف مولود، ومن 14–20 حالة (أسبيرجر) توحد ذا كفاءة أعلى.

وأضافت أن هناك العديد من المؤشرات الدالة على أن الإصابة بالتوحد غالباً ما تكون مصحوبة بأعراض عصبية، أو إعاقة عقلية، أو مشكلات صحية محددة مثل الصرع. ولا يوجد لمرض التوحد سبب واضح للإصابة، فهناك ما لا يقل عن 19 فرضية، لم تثبت صحة أي منها.

وكشفت أن 40% من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون الإعاقات الفكرية، و20% معدلات حدوث تكرار التوحد في الأسر، لافتة إلى أن 15% من حالات التوحد بسبب الاضطرابات الوراثية، بالإضافة إلى أن 25% لديهم إعاقات الاتصال.

وأكدت أن علامات التوحد تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وتلعب الجينات الوراثية دوراً مهماً في نشوء هذا الاضطراب، ومع الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لوحظ ازدياد انتشاره بشكل كبير، لذلك يعتبر بعض الباحثين أن الأجهزة الإلكترونية عامل محفز لدى الأطفال الذين لديهم استعداد للإصابة باضطراب التوحد.

ولفتت إلى أن هناك 10 أعراض للتوحد تتمثل في تصرف الطفل، كأنه لا يسمع ولا يهتم بمن حوله، ولا يحب أن يحتضنه أحد، ويقاوم الطرق التقليدية في التعليم، ولا يخاف من الخطر، ويكرر كلام الآخرين دون النظر في عين من يكلمه، ولا يلعب مع الأطفال الآخرين، ويضحك ويستثار في أوقات غير مناسبة، كما يقاوم التغير في الروتين، ويظهر كأنه لا يحس بالألم، وكذلك يتعلق بشكل غير طبيعي بالأشياء.

تويتر