«صناعة الأمل» تبني «أجمل بيت» لأيتام العراق
«صناعة الأمل هي أصدق تعبير عن جوهر العطاء. وكل جهد نبذله لمساعدة طفل مشرد أو فقير سيحدث فرقاً في المستقبل. أؤمن بأن كل شخص يستطيع أن يكون من صناع الأمل، فأرجو أن يجد طريقه إلى ذلك، وألا يحرم نفسه هذه السعادة الصافية».. بهذه الأمنية وهذا الإيمان بقدرة كل إنسان على العطاء بدأ العراقي هشام الذهبي الفائز بجائزة «صناع الأمل» في دورتها الأولى عام 2017 حديثه عن إنجازه الأكبر، واصفاً تكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالحلم الذي تحقق، واللحظة الفريدة الفارقة في مسيرة عمله الإنساني والخيري التي ستبقى محفورة في ذاكرته - كما قال - حتى الأبد.
ألقاب عدة يحملها هشام الذهبي، لكن «صانع الأمل» هو اللقب الأغلى والأكثر تأثيراً وإلهاماً - حسب وصفه - لاستكمال رحلته مع العطاء من أجل تغيير حياة مئات الأطفال الأيتام والفقراء والمشردين، ودمجهم في المجتمع وتمكينهم من بناء الذات والحصول على فرصة حقيقية في التعليم والتحصيل المعرفي والمشاركة الإيجابية في بناء مستقبل أفضل لمجتمعهم ولبلاد الرافدين.
وفيما تستمر مبادرة «صناع الأمل» في استقبال طلبات الترشح لدورتها الرابعة لعام 2023، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 12 يونيو الماضي، يتذكر هشام الذهبي تفاصيل لا تنسى من الدورة الأولى 2017 التي استقطبت 65 ألف ترشيح، عندما كان مئات من الأطفال في العراق يتابعونه في التصفيات النهائية، ويرسلون له صورهم وهم متسمّرون أمام الشاشات، راجين من الله فوزه، أو فوزهم - بحسب تعبيره - بالجائزة الحلم، باعتبارها دفعة هائلة من أجل حياة أكثر أمناً وطمأنينة وأملاً بمستقبل يليق بإنسانيتهم.
بعد تكريمه عام 2017 استطاع الذهبي الارتقاء بعمله الإنساني إلى آفاق جديدة، واستلهم من جائزة «صناع الأمل» مسابقة مصغرة أسماها «الحلم الذهبي»، ليساعد الآخرين - كما يقول - على تجربة الإحساس الذي يمنحه التكريم والتقدير عند القيام بأي عمل خيري، ويروي بسعادة كيف غيرت الجائزة حياته وحياة مئات الأيتام وكبار السن، ومكنته من الإيفاء بوعد قديم قطعه على نفسه ببناء دار كبيرة لرعاية الأيتام بعد عمله لسنوات من خلال بيت مستأجر، ويقول: «الجائزة حققت حلمنا ببناء أجمل بيت في العراق».
يعود هشام الذهبي بذاكرته إلى بدايات عمله الإنساني عندما قرر في عام 2004 إيواء أطفال مشردين في بيته ونجاحه لاحقاً في استقبال 33 منهم، قبل انتقاله في ما بعد وبدعم من متبرعين يشاركونه الرغبة في صناعة الأمل، إلى تأسيس «البيت العراقي للإبداع»، حيث نجح في تخريج 150 طفلاً مبدعاً وإنقاذهم من مصير مجهول، وقد وصل العدد حالياً إلى 580 طفلاً.
يتحدث الذهبي بفخر بعدما منحته جائزة «صناع الأمل» القدرة على بناء «أجمل بيت في العراق» وإيواء 80 طفلاً دون الـ15، و22 شاباً، وهم طلاب في المرحلة الإعدادية وفي كليات ومعاهد، إضافة إلى تقديم الخدمات لـ1000 فتاة يتيمة، بما يتضمن الكفالات الدراسية، وجميع نفقاتهن واحتياجاتهن، كما يتكفل حالياً بدراسة واحتياجات 350 طفلاً خارج الدار.
ويعتبر الذهبي أن العطاء رحلة متواصلة، وأن صناعة الأمل والتفاني في خدمة المحتاجين ستلهم آخرين لاستكمال المسيرة، مستشهداً بإنجاز من نوع خاص حققه بعد فوزه بالجائزة، حيث استطاع افتتاح دار لكبار السن يديرها شبان سكنوا من قبل في «أجمل بيت في العراق»، وهم اليوم يسهرون على راحة المسنين من خلال فريق شكلوه تحت اسم «جدو بخدمتك»، بهدف البحث عن الأطفال المشردين أو كبار السن الذين بلا مأوى.
بثقة كبيرة يتحدث هشام الذهبي عن خططه للتوسع في العمل الإنساني بعد الزخم الهائل الذي أحدثه فوزه بجائزة «صناع الأمل»، وانتقاله من نجاح إلى آخر، تمثل في امتداد أفقي خارج بغداد، إذ افتتح أربعة فروع للدار في مدن بابل وواسط والبصرة والموصل، ترعى نحو 750 طفلاً، كما استطاع في يونيو الماضي تحقيق حلم آخر لدعم الشباب الأيتام من خلال افتتاح «باب بغداد»، وهو مشروع طموح يستقطب 50 شاباً يتيماً يتولون إدارة محال للوجبات السريعة، وقد أصبح مقصداً معروفاً في العاصمة، ومازال الذهبي يحلم بالمزيد.
جائزة «صناع الأمل» منحته دعماً كبيراً على جميع المستويات داخل العراق، كما عرّفت بمشاريعه الإنسانية خارج بلاده، حيث يتواصل معه كثيرون للاستفادة من خبراته الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن الدار التي افتتحها في بغداد بعد فوزه بالجائزة أصبحت وجهة محببة لزوار العراق من دبلوماسيين عرب وشخصيات عامة، وأن هذه الشهرة تُحمّله مزيداً من المسؤولية للارتقاء بعمله.
ويدعو هشام الذهبي إلى المشاركة الكثيفة في الدورة الجديدة من «صناع الأمل» لعام 2023 التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، موجهاً رسالة إلى كل معني بمساعدة الآخرين: «لا تفكر في الفوز وإنما في المشاركة، فهي فوز بحد ذاتها، وتكريم للإنسانية، وأي عمل مهما بدا صغيراً يمكن أن يسهم في إنقاذ أسرة محتاجة أو طفل يتيم».
• هشام الذهبي قدم الكفالات الدراسية والنفقات والاحتياجات لـ1000 فتاة يتيمة، ويتكفل حالياً بدراسة 350 طفلاً خارج الدار.