آباء وخبيران يحذرون من «غرف الدردشة الخاصة» في ألعاب إلكترونية تبتز الأطفال

حذر أولياء أمور ومختصان من خطورة خاصية المحادثة «الشات» داخل الألعاب الإلكترونية، التي قد يستغلها مستخدمون لابتزاز الأطفال والمراهقين مستغلين صغر سنهم، بهدف تحقيق مكاسب مادية، من خلال دفعهم لإرسال صور شخصية وبيانات خاصة يسيئون استخدامها لاحقاً وتهديدهم بها.

في المقابل، أكد خبير في وسائل التواصل الاجتماعي، أن خاصية المحادثة في الألعاب الإلكترونية تعد ضمن أخطر الوسائل التي يمكن من خلالها استدراج الأطفال وابتزازهم إما لطلب مبالغ مالية أو للاستيلاء على حسابات داخل الألعاب وصلت لمراحل متقدمة بها، موضحاً أن «دردشة الألعاب الإلكترونية» طريقة تواصل صعبة المراقبة والمتابعة.

بالمقابل أكدت مستشارة نفسية وأسرية أنها تعاملت مع أكثر من حالة تضررت من مخاطر غرف الشات في الألعاب الإلكترونية آخرها مراهق كان دائم الدخول على غرف الدردشة وتعرض لمحاولات ابتزاز بعد طلب صوره نظير زيادة عدد متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتفصيلاً، قال ولي الأمر محمد محمود، إنه رصد وجود «شات جماعي» داخل إحدى الألعاب التي يهتم بها ابنه، وبسؤاله عنها أكد له أنه يتواصل صوتياً وكتابة مع زملائه المشاركين في اللعبة، موضحاً أن هذا الأمر في منتهى الخطورة لاسيما وأن بعض اللاعبين يتعرفون على بعضهم داخل اللعبة ويتواصلون بصورة شخصية، ما قد يؤدي إلى وقوع أطفال أو فتيات ضحايا لعمليات ابتزاز إلكتروني.

وقالت ولية أمر نهى السيد، إن الشات الموجود بالألعاب الإلكترونية أمر في منتهى الخطورة، خصوصاً أن شباباً يمكن أن يطلبوا من فتيات إرسال صورهن أو معلومات عنهن لابتزازهن في طلب المال، أو يمكن أن يساء استخدام تلك الصور وتركيبها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن المخاوف من ابتزاز الأطفال تحت هذا الدافع.

وقال ولي الأمر إبراهيم عادل، إنه رصد دخول ابنه على «شات» جماعي لإحدى الألعاب الاستراتيجية التي يلعبها عبر الحاسوب الإلكتروني وبسؤاله أكد له أنه يتواصل مع اللاعبين المشاركين معه، لكنه حذره من عدم المشاركة في هذه المحادثات لاسيما وأنها تمثل خطورة كبيرة حيث يمكن أن يطلب منه أشخاص أموراً شخصية لاستغلالها ضده بعد ذلك.

من جانبها، أكدت المستشارة النفسية والأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل، أنها تعاملت مع أكثر من حالة تضررت من مخاطر غرف الشات في الألعاب الإلكترونية آخرها مراهق كان دائم الدخول على غرف الدردشة وتعرض لمحاولات بعض المستخدمين بطلب صوره نظير أموال يتم إرسالها له وزيادة عدد متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها واجهت الأهل بخطورة ذلك لاسيما وأن الموضوع قد يمتد وقد تؤثر بشكل سيئ على نفسيته.

وقالت لـ«الإمارات اليوم»، إن فترة الإجازات تشهد وجود وقت فراغ كبير، ومن ثم فإن الخطورة تكمن قي غياب توعية الأبناء بمخاطر الأنشطة الموجودة عبر الإنترنت، فمن الممكن أن يتعرض الأطفال لمخاطر مثل التحرش والابتزاز من خلال طلب صور عارية ومعلومات شخصية منهم، واستخدام تلك المعلومات في ابتزازهم.

وأضافت: «الأمر الثاني يتمثل في الإدمان؛ بحيث تصبح الدردشة عبر الإنترنت إحدى مسببات الخطورة على الأطفال والمراهقين ما يؤثر على حياتهم الاجتماعية والدراسية، بينما النوع الثالث من المخاطر يتمثل في التعرض لمحتوى غير مناسب، وقد يكون غير قانوني مثل المحتوى الجنسي؛ فهناك أطفال صغار لديهم ثقافة جنسية خاطئة اكتسبها من الإنترنت، في ظل غياب التوعية الصحيحة، فالمحتوى غير الجيد يؤثر على الأطفال وسلوكياتهم»، مشيرة إلى أن النوع الرابع من المخاطر هو التعرض للفيروسات والبرامج الخبيثة والتي تؤدي إلى تلف الأجهزة وسرقة الحسابات البنكية.

وأكدت: «أن دور الأهل في توعية أطفالهم بمخاطر الدردشة عبر الإنترنت وتحديد قواعد صارمة لاستخدامه بات ضرورياً، فالرقابة غير موجودة ونعطي لأولادنا ثقة عمياء وعمرهم لا يتجاوز ثماني أو 10 سنوات، وقد لا تكون تلك الثقة في محلها، وربما تؤثر عليه بشكل سيئ».

ولفتت أبومشعل إلى أن من مخاطر الألعاب الإلكترونية كذلك السهر؛ فيأتينا عدد كبير من الأولاد يسهرون حتى السادسة والسابعة صباحاً، والسبب التواصل مع الأصدقاء في غرف الدردشة، وهذا يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية له، فغالباً ما يكون الطفل هزيلاً ودائماً يشعر بالنعاس واصفرار العينين.

وتابعت: «حينما يتعود الطفل على السهر وممارسة الألعاب الإلكترونية والتعرف إلى أشخاص في غرف الدردشة، لا يستطيع الأهل منعه لأنه بات يتحكم بهم، ويربط ذلك بعدم الذهاب للمدرسة أو النشاط الرياضي؛ فبعض الأهل لم يعد لديهم القدرة على السيطرة على الأبناء، لأن الأسرة تفتقد لوجود قوانين أو قواعد».

من جانبه، قال خبير مواقع التواصل الاجتماعي محمد فتحي، لـ«الإمارات اليوم»: «دردشة الألعاب الإلكترونية طريقة تواصل صعبة المراقبة والمتابعة، بالإضافة إلى أن كل لعبة مختلفة عن غيرها، ولدينا مئات الآلاف من الألعاب، وكل شركة تتيح التواصل بين اللاعبين وبعضهم، فبالتالي لو شخص من الشرق الأوسط يلعب مع شخص من قارة أخرى لا يستطيع معرفة عمره أو أي بيانات عنه، وبالتالي فالرقابة الأسرية مهمة جداً لأن هذا المسار غائب تماماً عن الأسر، وخصوصاً أنها كانت طريقة تواصل للجماعات الإرهابية واستطاعوا تجنيد عدد من الشباب من خلالها».

وتابع: «الابتزاز منتشر منذ بداية ظهور الإنترنت، لكن وسيلة التطبيق تختلف، فأي طريقة تواصل تسمح بإرسال الصور والفيديوهات، لكن أسهل وسيلة لهم هي الألعاب، نظراً لاستخدام الأطفال والمراهقين لها من خلال فتح الكلام مع الطفل وبسهولة يستطيع الحصول على صور وفيديوهات تسهّل عملية الابتزاز لاحقاً».

ولفت إلى أن طريقة الدفع داخل الألعاب تسهّل عملية الابتزاز، لأنه يمكن إرسال هدايا ومكونات من اللعبة وبالتالي يصل أطفال لمراحل بعيدة داخل اللعبة وهنا يمكن ابتزازه للحصول على حسابه الذي صرف عليه مبالغ حقيقية كبيرة.

وأوضح أن بعض الناس يحاولون ابتزاز الفتيات بعد الحصول على صور شخصية لهن، وهنا لدينا مشكلتان؛ الأولى هي ضرورة وحتمية الرقابة الأبوية على نشاط الأطفال على الإنترنت، بالإضافة إلى أنه من الضروري أن تضع شركات الألعاب كوداً أو لائحة للكشف عن سرية بيانات المستخدمين أصحاب الاتهامات، بحيث لو تم ابتزاز طفل يكون من الصعب الشكوى لدى جهة معينة، أما هذا الكود فيتيح بيانات المتهمين بالابتزاز الإلكتروني ومحاسبتهم وحظر حساباتهم لهم داخل اللعبة بهدف الحد من محاولات الابتزاز الإلكتروني.

• مراهق تعرض لطلب إرسال صور خاصة به مقابل زيادة عدد متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

• آباء رصدوا دخول أبنائهم على «شات» جماعي لألعاب استراتيجية وحذروا من خطورتها.

ضحايا الإهمال

قالت المستشارة النفسية والأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل: «اليوم حينما تذهب الأم للنوم وتترك ابنها دون أن تعرف مع مَن يتحدث، قد يقع العديد من الأطفال ضحايا لذلك الإهمال؛ فكثير من الآباء يجب أن يحددوا قواعد صارمة لطريقة استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية وتشجيع أبنائهم على الإبلاغ عن أي محاولة ابتزاز يتعرضون لها»، داعية لوضع أجهزة لمراقبة أنشطة الأبناء على الإنترنت للحد من المخاطر وحمايتهم من أخطار قد يتعرضون لها.

الأكثر مشاركة