المري: سلطان النيادي يخضع للملاحظة الطبية 45 يوماً
أفاد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري، بأن رائد الفضاء الإماراتي سيخضع للملاحظة الطبية بعد عودته إلى الأرض لمدة 45 يوماً، للتأكد من سلامته، والمشاركة بين حالته قبل بدء المهمة الفضائية وبعدها.
ولفت إلى أن الفريق الطبي سيضم فرياً من الإمارات، وسيكون ذلك في مستشفى خاص بالولايات المتحدة.
وقال ل"الإمارات اليوم": "سوف يعلن عن نتائج التجارب التي شارك فيها سلطان النيادي، خلال العام المقبل 2024، وسيكون ذلك ضمن كتاب سيتم إصداره".
وأضاف المري خلال مؤتمر صحفي عبر منصة "زووم"، أن وصول فريق Crew -6 بما فيهم سلطان النيادي سيصلون إلى الأرض اليوم (الاثنين)، وستكون نقطة الهبوط قبالة ساحل تامبا والذي يبعد عن ولاية فلوريدا الأمريكية بمسافة 45 كيلومتراً.
وأشار إلى أن مهمة سلطان النيادي وراءها عدد من الفرق التي تواصل العمل منذ بداية الرحلة حتى نهايتها، والتي تمتد إلى نهاية العام تقريباً.
ونجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في تحقيق إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت إسم دولة الإمارات إقليميا وعالميا كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
وأصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة "السير في الفضاء" خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ 69 في شهر أبريل الماضي، والتي استمرت نحو سبع ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية كالصيانة والتحديث علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، حيث تشكل الطاقة الشمسية دورا محوريا في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.
وعزز هذا النجاح ريادة الإمارات عالميا في قطاع الفضاء، حيث أصبحت دولة الإمارات العاشرة عالميا في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء؛ كما يضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.
وبعد إكمال النيادي لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء؛ أسهم رائد الفضاء الإماراتي في تطوير المسارات العلمية والتكنولوجية في الدولة، من خلال إجرائه لنحو 200 تجربة علمية في مختلف المجالات استغرقت نحو 585 ساعة، كان من أبرزها، دراسة الآثار الجاذبية الصغرى على استجابة الخلايا البشرية للالتهابات بالتعاون مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي من طاقم "Ax-2"، وتجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة "PCG2"، وإجراء دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، بالإضافة إلى إعداد أبحاث عن رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، وغيرها من التجارب العلمية التي تم العمل عليها بالتعاون مع طاقم البعثة 69.
وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحا في التجارب العلمية بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة "Lumina" الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.
وأسهمت رحلة النيادي في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع، وذلك عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة "لقاء من الفضاء" التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالا مرئيا مع الجمهور و7 اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل فى تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.
وتعد المهمة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في الثالث من مارس الماضي إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ، حيث وصل النيادي إلى المحطة على متن مركبة "سبيس إكس دراغون إنديفور" برفقة فريق مهمة "Crew-6".