يخضع للملاحظة الطبية 45 يوماً.. ونتائج تجاربه تصدر العام المقبل
إنجاز تاريخي للإمارات.. النيادي يكمل 4000 ساعة عمل في الفضاء
أكمل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي 4000 ساعة عمل في الفضاء، حقق خلالها إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لستة أشهر، في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، انفصال المركبة الفضائية (دراغون) التي تحمل على متنها رائد الفضاء سلطان النيادي، وأفراد طاقم Crew-6 بنجاح عن محطة الفضاء الدولية، الأمر الذي مثل الخطوة الأولى في رحلة عودة الطاقم بعد إنجازه للمهمة.
وأجرت المركبة الفضائية سلسلة من العمليات للابتعاد عن المختبر المداري، واتبعت مساراً آمناً للعودة إلى الأرض.
وتعليقاً على الانفصال الناجح للمركبة، قال رئيس مجلس إدارة المركز حمد عبيد المنصوري، إن انفصال المركبة الفضائية يمثل لحظة تاريخية في المهمة التي استمرت على مدى الأشهر الستة الماضية، موضحاً أن أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب التي أنجزها النيادي، ليست مجرد مهمة، بل هي انعكاس لالتزام دولة الإمارات بالابتكار والتعاون الدولي.
وأضاف: «ننتظر بفارغ الصبر عودة سلطان سالماً، وننظر إلى هذه اللحظة على أنها خير دليل على ما يمكن لأمتنا تحقيقه، مع كل إنجاز نحققه، فإننا لا نختتم بنجاح مرحلة من العمل والجهد والمثابرة فقط، بل نمهد الطريق أيضاً للمساعي المستقبلية لاستكشاف الفضاء».
من جانبه، قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري: «مع كون المركبة الفضائية دراغون في طريقها للعودة، فإننا ننتظر عودة سلطان بفارغ الصبر، كل مرحلة من المهمة تم إنجازها بدقة، ونتطلع إلى هبوط المركبة الفضائية بنجاح، لقد كانت مهمة غير عادية، والترقب لعودة سلطان إلى وطنه لا يمكن اختصاره بكلمات».
وإذا لزم الأمر، ستقوم المركبة بعمل مناورات تدريجية عدة لتحديد مسارها بشكل يتوافق مع الموقع المحدد للهبوط، وقبل البدء بعملية الحرق سيقوم حاسوب المركبة بالتخلص من قاعدتها لتخفيف كتلتها ومن ثم توفير حجم الوقود المستهلك في عملية الدفع، وسيمهد هذا الإجراء قيام المركبة الفضائية بعملية حرق خارج المدار، والتي تستمر لمدة 12 دقيقة.
وستشهد المركبة الفضائية ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة والسحب أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى إبطاء السرعة حتى فتح المظلات بطريقة آمنة.
وعلى ارتفاع 18 ألف قدم، سيتم إطلاق براشوتين، يتبعهما بسرعة إطلاق أربعة براشوتات رئيسة على ارتفاع نحو 6500 قدم. وتحت التوجيه المستمر لهذه البراشوتات الأربعة الرئيسة، من المتوقع أن تقوم المركبة الفضائية بالهبوط بسرعة 25 قدماً في الثانية بالقرب من ساحل تامبا، بولاية فلوريدا في خليج المكسيك في الرابع من سبتمبر.
وأفاد المري بأن رائد الفضاء الإماراتي سيخضع للملاحظة الطبية بعد عودته إلى الأرض لمدة 45 يوماً، للتأكد من سلامته، والمشاركة في المقارنة بين حالته قبل بدء المهمة الفضائية وبعدها.
ولفت إلى أن الفريق الطبي سيضم فريقاً من الإمارات، وسيكون ذلك في مستشفى خاص بالولايات المتحدة.
وقال المري لـ«الإمارات اليوم»: «سوف يعلن عن نتائج التجارب التي شارك فيها سلطان النيادي ضمن كتاب سيصدر خلال العام المقبل».
وأكد خلال مؤتمر صحافي عبر منصة «زووم»، وصول فريق Crew-6 بما فيهم سلطان النيادي، إلى الأرض اليوم (الاثنين).
وقال إن نقطة الهبوط ستكون قبالة ساحل تامبا، الذي يبعد عن ولاية فلوريدا الأميركية 45 كيلومتراً.
وأشار إلى وجود عدد من الفرق وراء مهمة سلطان النيادي، مضيفاً أنها واصلت العمل منذ بداية الرحلة حتى نهايتها.
وأصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة «السير في الفضاء» خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ69 في شهر أبريل الماضي، التي استمرت نحو سبع ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية مثل الصيانة والتحديث، علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، حيث تُشكل الطاقة الشمسية دوراً محورياً في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.
وعزّز هذا النجاح ريادة الإمارات عالمياً في قطاع الفضاء، حيث أصبحت الدولة العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء؛ كما يُضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.
وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحاً في التجارب العلمية، بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة «Lumina» الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.
وأسهمت رحلة النيادي في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع، وذلك عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة «لقاء من الفضاء» التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالاً مرئياً مع الجمهور وسبعة اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل في تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.
وتُعد المهمة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لروّاد الفضاء في الثالث من مارس الماضي إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لروّاد الفضاء العرب في التاريخ، حيث وصل النيادي إلى المحطة على متن مركبة «سبيس إكس دراغون إنديفور» برفقة فريق مهمة «Crew-6».
يُذكر أن برنامج الإمارات لروّاد الفضاء، الذي تتم إدارته من المركز، يُعد أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• رائد الفضاء الإماراتي حقق نجاحاً في التجارب العلمية، بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية.
• النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة «السير في الفضاء» خارج محطة الفضاء الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news