النيادي: رواد فضاء إماراتيون يتدربون حالياً لمهمات مقبلة
أفاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في أول ظهور إعلامي، بعد عودته للأرض، أن رواد فضاء إماراتيون يتدربون حالياً تحضيراً للمهمات المقبلة بعد إكمال المهمة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وقال النيادي خلال مؤتمر صحافي عقد مساء أمس لطاقم Crew-6، نظمته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، إن «برنامج الإمارات للفضاء (مستدام).. ومهمتي تستكمل مسيرة بدأها زميلي هزاع المنصوري».
وقال النيادي: أنظر لمهمة السير بالفضاء خارج المحطة الدولية كتجربة مؤثرة في الأجيال المقبلة، وليس كرقم قياسي قابل للتحطيم.
ووصل النيادي ضمن فريق Crew-6 إلى الأرض بعد أن أكمل 4000 ساعة عمل في الفضاء، حقق خلالها إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لستة أشهر، في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
ويخضع الفريق حالياً للملاحظة الطبية في أحد مستشفيات فلوريدا، ومن المقرر أن يعود النيادي إلى أرض الوطن قريباً.
وتحدث النيادي عن فترة الملاحظة الطبية التي يخضع لها فريق المهمة، موضحاً أنهم استغرقوا وقتاً تحت هذه الملاحظة.
وذكر النيادي أنه سينقل التجارب التي مر بها وذكريات الشهور التي عاشها على متن محطة الفضاء الدولية، إلى المجتمع الإماراتي والطلبة في المدارس والجهات المختلفة بالدولة.
وأضاف أن نقل التجارب الفضائية إلى الطلبة والأجيال الأصغر سناً، أمر مهم للاستفادة منها وبناء أجيال لديها طموحات كبيرة.
من جهة أخرى، من المقرر الإعلان عن نتائج التجارب التي شارك فيها سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن كتاب سيصدر خلال العام المقبل.
وأصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة «السير في الفضاء» خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ69 في شهر أبريل الماضي، التي استمرت نحو سبع ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية مثل الصيانة والتحديث، علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، حيث تُشكل الطاقة الشمسية دوراً محورياً في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.
وعزّز هذا النجاح ريادة الإمارات عالمياً في قطاع الفضاء، حيث أصبحت الدولة العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء؛ كما يُضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.
وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحاً في التجارب العلمية، بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة «Lumina» الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.