ثغرات جديدة لاختراق الهواتف وسرقة بياناتها

قال رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، إن هناك ثلاثة تهديدات رئيسة ستتضاعف خطورتها سيبرانياً خلال الـ50 عاماً المقبلة، في مقدمتها الجرائم الإلكترونية على أمن الأفراد وممتلكاتهم، والثاني الإرهاب الإلكتروني الذي يستهدف الشعوب، ثم الحروب السيبرانية التي ظهرت بوادرها في حالات عدة.

وكشف لـ«الإمارات اليوم»، على هامش إطلاق تقرير الاتجاهات الرقمية خلال الـ50 عاماً المقبلة، أن هناك أساليب مستحدثة للاختراق الإلكتروني، من خلال ثغرات في البريد أو الهواتف، والحوسبة السحابية، لدرجة أن الاختراق التقليدي من خلال الضغط على رابط أو ملف أصبح شيئاً من الماضي.

وأكد أنه على الرغم من ارتفاع مؤشر مخاطر هذه التهديدات في ظل التطور التقني الهائل، إلا أن هناك حلولاً وضعت لمواجهتها باستخدام التكنولوجيا ذاتها، منها منظومة تعمل وفق منهج استباقي لصد أي هجمات سيبرانية.

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، إن الـ50 عاماً المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة، سواء في تقنيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي، وما يقابل ذلك من تهديدات كبرى تستهدف الأفراد والدول والمؤسسات.

وأضاف أن هناك ثلاثة تهديدات أو تحديات رئيسة تتضاعف وتيرتها خلال السنوات المقبلة، أولها يمس المجتمع بكل أطيافه، وهي الجرائم الإلكترونية مثل السب والقذف والاحتيال، والتشهير، والابتزاز الإلكتروني، وانتحال الصفة، مؤكداً أن هذه التهديدات أصبحت أكثر خطورة في ظل تطور أساليب الاحتيال والهندسة الاجتماعية، والخداع والتضليل.

وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ضاعفت إلى حد كبير من خطورة هذه الجرائم، لذا يظل الحل في الوعي والتثقيف، وهذا ما يتبناه مجلس الأمن السيبراني، بالتعاون مع الشركاء.

وأوضح أن أساليب الاختراق الإلكتروني تطورت بدورها إلى درجة خطرة، من خلال استغلال ثغرات في البريد الإلكتروني، والهواتف والحوسبة السحابية (آي كلاود)، حتى صار الاختراق التقليدي من خلال إرسال رابط «مفيرس» أو ملف شيئاً من الماضي، مؤكداً أن هذه الأساليب ستصبح أسرع وأسهل في المستقبل.

وقال الكويتي إن التهديد الثاني يتمثل في الإرهاب الإلكتروني الذي يعتمد على نشل أفكار مضللة وهدامة، من خلال منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، مشيراً إلى أن ملامح هذا التهديد بدأت تظهر بالفعل، وظهرت آثارها في أحداث منها التلاعب في الانتخابات ونتائج التصوير وتغيير اتجاهات الرأي العام عبر حملات إلكترونية ممنهجة تتم من دول أخرى.

وأضاف أن هذا التهديد بالغ الخطورة، لأنه ينسف المجتمعات من الداخل، ويدمر ثوابتها، ويهز منظومة القيم والتقاليد فيها، ومن ثم تكون مهيأة لاستقبال أي أفكار وثقافات مغايرة.

وتابع أن التهديد الأخير هو الحروب السيبرانية التي تستهدف دولاً بالكامل، من خلال فيروسات تشل قطاعات، وتدمر البنى التحتية فيها، لافتاً إلى أن الهجمات الإلكترونية في الماضي كانت تستهدف جهازاً واحداً، لكن في ظل الحوسبة السحابية يمكن أن يستهدف هجوم واحد ملايين الأشخاص.

وأكد الكويتي أن هذا النوع من الحروب يدور في الفضاء السيبراني، ويحدث خسائر كبرى، دون الحاجة لاشتباك تقليدي، ولا يوجد فيها فائز بالمعنى المعروف، إذ إنها عبارة عن حروب هجينة تمس الأفراد والمجتمعات والبنى التحتية.

وأفاد بأنها تشن إلكترونياً على دول تعتمد على أنواع بعينها من التقنيات، مثل أنظمة كريديت كارد، فتشل قطاعاتها المختلفة، سواء كانت خدمية أو مصرفية وغيرها.

وحول سبل مواجهة هذه التهديدات، قال الكويتي إنه في ظل الإلمام بحجم المخاطر والتهديدات، يعكف المختصون على وضع حلول وأنظمة حماية، باستخدام التقنيات ذاتها، مثل الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن لدينا منظومة ردع تصد استباقياً أي هجوم سيبراني، بالاعتماد على تقنيات متطورة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمكافحة هذه التهديدات، مؤكداً أن للتكنولوجيا مخاطرها، لكن لها فوائدها الكبرى كذلك، والرسالة التي يتبناها المجلس هي ترسيخ ثقافة عمل سيبراني آمن على المستوى الفردي والمؤسسي والدولي.

الأكثر مشاركة