إذا لم يترك أصحابها وصية بغلقها بعد الوفاة
حسابات «التواصل» قابلة للتوريث
أكد المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف أن حسابات التواصل الاجتماعي التي تحقق عوائد مادية تندرج ضمن التركة التي يتركها أصحاب هذه الحسابات للورثة، إذ لم يتركوا وصية بغلقها بعد وفاتهم.
وتفصيلاً، أفاد الدكتور يوسف الشريف بأن حسابات التواصل الاجتماعي تنقسم إلى قسمين رئيسين: الأول لا يحقق عائداً مادياً بسبب قلة عدد المتابعين أو ضعف المحتوى، والقسم الثاني وهو الحسابات الغنية بالمتابعين إما لارتباطها بشخصية عامة أو بمحتوى معين، وتحقق عائداً سواء من خلال المشاهدات أو الإعلانات الترويجية والرعاية، ومن ثم تعد تلك الحسابات ذات قيمة مادية وتدخل في إطار التركة التي يتركها أصحابها..
وأوضح أنه قد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع حسابات التواصل الاجتماعي، وهذا من ضمن العوائد التي يتحتم مراعاتها، ولذلك يكون للورثة بيع حساب التواصل الاجتماعي الخاص بمورثهم وإدخال حصيلة ذلك ضمن التركة.
ولفت إلى أنه قد يثور الجدل بالنسبة لحسابات القسم الأول التي لا عائد لها باعتبارها لا تمثل قيمة مادية يمكن أن تقوّم فتدخل في عناصر وأعيان تركة صاحب الحساب، مشيراً إلى أن تلك الحسابات الفقيرة التي لا عائد لها تدخل في أعيان التركة ويمكن تقويمها ومن ثم توريثها، لأن هذه الحسابات وإن كان لا عائد مادياً لها فإنها قد تمثل قيمة معنوية لدى الورثة أو بعضهم باعتبارها تتضمن فكراً أو رأياً أو حتى ذكريات لمورثهم، فيفضلون أن تؤول إليهم، وقد يتنازعون على إرثها مثل المتعلقات الشخصية كالخواتم ولو لم تكن ثمينة والساعات وغير ذلك، كما أن هناك منصات تركز على الصور حتى وإن كانت لشخص مشهور، قد يرثها الورثة دون تفكير في العائد المادي أو الحفاظ على الحساب وتطويره وإنما قد يتم تحويله كصدقة جارية لصاحب الحساب استغلالاً لعدد المتابعين، فهنا يمكن أن تقوّم بقيمة مادية وتدخل في عناصر التركة وتورث مثلها مثل الحسابات الغنية وبقية أعيان التركة.
وأكد أن حسابات التواصل الاجتماعي تمثل قيمة مادية سواء بشكل مباشر كما هو حال القسم الثاني أو غير مباشر في حالة القسم الأول، وكلاهما يمكن تقييمه بقيم مادية، وبالتالي فإنها تدخل في المفهوم الشرعي والقانوني للتركة فتكون محلاً للتوريث.
وتابع بالقول: «ويبقى السؤال: هل تستمر القيمة المادية لحسابات التواصل الاجتماعي بعد وفاة صاحبها؟ الواقع أن استمرارية تلك الحسابات وبالتالي قيمتها المادية تتوقف على مدى حرص أو بالأدق قدرة الورثة أو الوريث أو حتى المشتري للحساب على الحفاظ على الحساب ومضمونه ومحتواه وتطويره ومن ثم استمرار متابعيه وزيادتهم، وبالتالي استمرار العوائد والقيمة المادية، أما في حالة عدم القدرة على الحفاظ على الحساب ومتابعيه فإنه يفقد قيمته ومن ثم يفقد عوائده ولو بشكل تدريجي».
وصايا الحسابات الشخصية على «التواصل الاجتماعي»
قال المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف، إن مركز دبي المالي يتيح تسجيل الوصايا الخاصة بالحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صدر قانون في ألمانيا ينص على أن الورثة لديهم الحق في الدخول على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لأحبابهم الذين فقدوهم.
كما استجابت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الفكرة وتتيح للورثة استمرار إدارة حسابات مورثهم بعد وفاته، ومن ذلك إتاحة شركة أبل توريث حساب (آي كلاود) وإمكانية تعيين خمسة أشخاص للوصول إلى كل الصور والمستندات وكلمات السر للعديد من المواقع والتطبيقات التي كان يستخدمها صاحب الحساب، لذا فحتى بعد الوفاة يمكن أن تستمر حسابات التواصل الاجتماعي وتتوارثها الأجيال شريطة الحفاظ عليها وتطويرها وإلا فقدت قيمتها ومتابعيها ومن ثم عوائدها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news