القبيسي والمرر خلال لقاء مع إعلاميين بمقر الوكالة في أبوظبي. من المصدر

«الإمارات للفضاء» تدعم «كوب 28» بحلول لتحديات التغيّر المناخي

تعتزم وكالة الإمارات للفضاء الكشف عن حلول وتطبيقات لمواجهة تحديات التغير المناخي والأمن الغذائي والمراقبة البيئية، خلال مشاركتها في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه الإمارات نهاية نوفمبر المقبل، موضحة أن شركات ناشئة وباحثين ومراكز بحثية متخصصة، تمكنوا من استحداث أفكار وتطبيقات لمحاولة تجاوز هذه التحديات، ولاسيما في الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، بعد توفير كل البيانات والمعلومات والصور الفضائية المطلوبة خلال مشاركتهم في برنامج «ساس» الذي أطلقته الوكالة.

فيما كشفت الوكالة أن مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، دخل حالياً مرحلته الثالثة والمتعلقة بإعداد وتجهيز التصميم المبدئي للمركبة «MBR إكسبلورر» على أن يتم الإعلان عن هذا التصميم خلال فبراير من العام المقبل، ليبدأ بعد ذلك العمل على تنفيذ التصميم التفصيلي للمركبة التي ستنطلق في مارس 2028.

وتفصيلاً، أفاد المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، سالم بطي سالم القبيسي، بأن السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات تهدف إلى بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة الابتكار والفخر الوطني، وإرساء دور ومكانة الدولة إقليمياً وعالمياً.

وأكد القبيسي خلال لقاء عقده أمس مع إعلاميين في مقر الوكالة بأبوظبي، أن وكالة الإمارات للفضاء تحرص على تأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة للكوادر المواطنة، من خلال إعدادها وتنميتها وتأهيلها، لتشجيعها على العمل في قطاع الفضاء في الدولة بما يتناسب مع احتياجات القطاع الفضائي الوطني، حيث تقوم الوكالة باستقطاب الطلاب المتميزين من مواطني الدولة لتحصيل الدرجات العلمية في مجال الفضاء داخل وخارج الدولة.

وأشار القبيسي إلى أن الوكالة أطلقت مشروع مجمع البيانات الفضائية، لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وزيادة الاعتماد على الفضاء لمواجهة التحديات، والعمل على زيادة عدد الشركات الفضائية وبراءات الاختراع، واستقطاب أفضل المبتكرين، وتسريع تطوير المنتجات الفضائية، وتعزيز مساهمة الفضاء لحل التحديات الوطنية والعالمية، إلى جانب رفع نسبة الإنتاج البحثي العلمي، لافتاً إلى أن هذا المشروع تضمن إطلاق منصة لتحليل البيانات الفضائية، تسمى «برنامج ساس للتحليلات الفضائية»، وهي منصة رقمية للتطبيقات والبرمجيات التي تختص برصد الأرض والاستشعار عن بعد بهدف تسهيل الوصول إلى بيانات الأقمار الاصطناعية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع، لحثّهم ودفعهم إلى استحداث أفكار وتطوير حلول تدعم التحديات الوطنية والعالمية وخصوصاً المتعلقة بالاستدامة والتغير المناخي. وكشف القبيسي أن الوكالة تعتزم خلال مشاركتها في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28)، الكشف عن حلول وتطبيقات تمكّنت بعض الشركات الناشئة والباحثين والمراكز البحثية المتخصصة، ممن شاركوا في برنامج «ساس»، من التوصل إليها لمواجهة تحديات في قطاعات التغير المناخي والأمن الغذائي والمراقبة البيئية.

وقال: «كما سيتم خلال مشاركتنا في قمة التغير المناخي (كوب 28) الإعلان عن نتائج تحدي الفقدان والضرر، الذي أتاحته الوكالة أمام للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع».

من جانبه، تحدث رئيس قسم المشاريع الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، المهندس عبدالله خليفة المرر، عن مستجدات مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، والذي يعد أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم، حيث أوضح أن المهمة تهدف إلى بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها وفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عن تشكيل نظامنا الشمسي، والتعرف على أصولها الغنية بالمياه، بوصفها مورداً قابلاً للاستخدام، وتقييم وجود المواد العضوية والمتطايرة في حزام الكويكبات.

وكشف أن المشروع دخل حالياً مرحلته الثالثة والمتعلقة بإعداد وتجهيز التصميم المبدئي للمركبة «MBR إكسبلورر» على أن يتم الإعلان عن هذا التصميم خلال شهر فبراير من العام المقبل، ليبدأ بعد ذلك العمل على تنفيذ التصميم التفصيلي للمركبة التي ستنطلق في مارس 2028، لتقطع مسافة خمسة مليارات كيلومتر، وتتضمن ثلاث مناورات بمساعدة قوة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسلة من التحليقات القريبة لتبدأ أول مواجهة مع كويكب في فبراير 2030.

وقال: «تمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، على مدار 13 عاماً؛ حيث تنقسم إلى ست سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، وسبع سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيس بين كوكبي المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، ثم تنتهي بالتحليق الأخير والهبوط على الكويكب السابع (جوستيشيا)».

كوادر إماراتية

أفاد رئيس قسم المشاريع الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، المهندس عبدالله خليفة المرر، بأن الدورة الأولى لمبادرة أكاديمية الإمارات الفضائية، التي أطقتها الوكالة، ضمت 160 من الكوادر الإماراتية الشابة، التي خضعت لاختبارات عدّة ليتم الاستقرار على 51 منهم التحقوا بالمرحلة الأولى لبرامج الأكاديمية.

وقال المرر: «شهدت المرحلة الثانية من البرنامج (تأهُّل) انتقال 26 متقدماً، فيما أتم 20 متقدماً منهم المرحلة الأخيرة ليصبحوا مختصين مؤهلين للعمل في قطاع الفضاء»، مؤكداً أن أكثر من 80% من الكوادر المواطنة التي لم تتأهل في مراحل المشروع، تم تأهيلها للعمل في تخصصات أخرى داخل قطاع الفضاء، بينهم من باشر العمل كمتخصص في مجالات ذات صلة بالفضاء في القطاع الخاص، وآخرون التحقوا بالعمل لدى مؤسسات وطنية وخاصة معنية بالقطاع.

• مشروع مجمع البيانات الفضائية لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.

• مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد على مدار 13 عاماً.

الأكثر مشاركة