ميثاق الحياد المناخي يشجع الشركات على مواجهة تداعيات تغيّر المناخ
تغيُّرات مناخية عاتية يشهدها العالم مع التطور المتسارع في المجالات كافة، ما استدعى التفكير الجاد من الحكومات في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه التغيرات، وكانت الإمارات في طليعة الدول التي اعتمدت «الاستدامة» ضمن المحاور الرئيسة في استراتيجيتها التنموية، وانطلاقاً من ذلك تُفرد «الإمارات اليوم» هذه المساحة لقضايا الاستدامة والتغير المناخي والأمن الغذائي.
تواصل دولة الإمارات إطلاق المبادرات الهادفة إلى تعزيز العمل المناخي، ومنها إطلاق «ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي»، لتشجيع شركات القطاع الخاص على اتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ، والالتزام بتعزيز الشفافية والنزاهة في تطبيق تعهداتها بتحقيق الحياد المناخي، وعقب توقيع الشركات على «الميثاق»، أو التزامها بتعهد وطني خاص بالحياد المناخي مع استيفاء المعايير المطلوبة، سيتم إدراجها ضمن قائمة المنضمين إلى الميثاق، التي ستُنشر على الموقع الإلكتروني لـ«COP28» بحلول 15 نوفمبر 2023.
وأكدت رئاسة مؤتمر الأطراف (COP28) أن مشاركة القطاع الخاص بموارده وخبراته والتزامه في «COP28»، شديدة الأهمية لدعم العمل الجاري، وتحقيق الأهداف المناخية الطموحة التي حددتها رئاسة المؤتمر، مشيرة إلى أن الشركات بإمكانها الاستفادة من نقاط قوتها ومواردها لتعزيز الأهداف المناخية الجماعية، وتقديم المساعدات المطلوبة في إيجاد حلول عبر كل ركائز خطة عمل المؤتمر، التي تشمل: (تسريع إنجاز انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام).
ويدعم ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي «قدرة الشركات على اتخاذ إجراءات فاعلة للوصول إلى الحياد المناخي، ويرصد تقدمها في هذا المسار عبر التزامها بآليات الإشراف والمتابعة، ودعت رئاسة «COP28» جميع مؤسسات القطاع الخاص المؤهلة إلى الانضمام لهذا التعهد وتوقيع الميثاق في أقرب فرصة، واتباع نهج تعاوني لخفض الانبعاثات بنسبة 43% خلال السنوات السبع المقبلة، من خلال إسهام كل أنواع رأس المال، (الحكومي والخاص والخيري)، للمساعدة على تحقيق هذا الهدف بصورة فاعلة.
ويأتي إطلاق الميثاق قبل انطلاق «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات، خلال الفترة من 30 نوفمبر الجاري، إلى 12 ديسمبر المقبل في «إكسبو دبي»، وعقب صدور التقرير الفني للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف (اتفاق باريس) في الثامن من سبتمبر الماضي، الذي أوضح أن العالم بعيد عن المسار الصحيح للحفاظ على إمكانية تحقيق هذه الأهداف.
ويؤكد الميثاق على الدور المهم للقطاع الخاص في مواجهة تغيّر المناخ، حيث يشارك هذا القطاع بنحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويستهلك الجزء الأكبر من الطاقة، ويتسبب في أكثر انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، ويتعين أن تلتزم جميع المؤسسات التي تنضم إلى ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي بوضع أهداف لتحقيق الحياد المناخي، وأهداف مرحلية أخرى تتسم بالصدقية والشفافية، وتقوم على الحقائق العلمية، وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وتلتزم الشركات المنضمة للميثاق بتقديم تقرير سنوي عن انبعاثاتها من الغازات الدفيئة، والإبلاغ عن التقدم السنوي في تحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد المناخي وتنفيذ خطتها الانتقالية، من خلال المنصّات المعتمدة المرتبطة بـ«البوابة الإلكترونية للعمل المناخي العالمي»، التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.
مؤتمر الأطراف «COP28»
1000 شاب يشاركون في «COY18» لتعزيز العمل المناخي
تقوم منظمة YOUNGO، الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، بتنظيم النسخة الـ18 من مؤتمر الأمم المتحدة للشباب «COY18»، المقرر عقده في الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر الجاري، بمشاركة كل من: مركز الشباب العربي في أبوظبي، والجامعة الأميركية في الشارقة (AUS)، ومركز أبحاث «جرين هاوس»، التابع لجامعة نيويورك أبوظبي.
ويمثل مؤتمر الأمم المتحدة للشباب، الذي سيستقبل 1000 شاب، منصّة لتعزيز العمل المناخي وبناء القدرات، من خلال أنشطة التدريب وورش العمل لبناء المهارات، والجلسات الحوارية والترويج للعمل المناخي الذي يقوده الشباب، وستعمل YOUNGO مع بقية الجهات المضيفة على تقديم بيان الشباب العالمي «GYS» الذي يمثل مجموعة شاملة سنوية من مقترحات السياسات الخاصة بالشباب التي توافق عليها منظمات الشباب العالمية.
ويعمل مؤتمر الأمم المتحدة للشباب كمنصّة لإعداد الشباب لمشاركتهم في المناقشات والأحداث المناخية الدولية، كما يهدف المؤتمر الذي يقوده وينظمه الشباب إلى تمكين أصوات الشباب في الميادين الدولية المختلفة، كما يوفر للشباب فرصة لمناقشة ودعم سياسات تغيّر المناخ الدولية، وتعزيز التغيير على المستويين المحلي والدولي.
الأمن الغذائي
الإمارات تقود مسارات التحوّل إلى نظم غذائية وزراعية مستدامة
تقود دولة الإمارات المساعي الدولية لتسريع ملف التحوّل العالمي نحو النظم الغذائية والزراعية المستدامة، وسيركز اليوم العاشر للقمة، 10 ديسمبر المقبل، على قضايا الزراعة والغذاء والمياه وما يرتبط بها، حيث يسبب تغيّر المناخ ضغوطاً وتهديدات كبيرة على أنظمة الأغذية والزراعة والمياه التي تدعم حياة البشر، وفي الوقت نفسه تسهم هذه الأنظمة أيضاً في تغيّر المناخ، حيث تشكل أنظمة الأغذية والزراعة ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة التي يتسبب فيها الإنسان، فيما يستخدم الإنتاج الزراعي 70% من المياه العذبة المستهلكة في جميع أنحاء العالم.
وتشمل المجالات التي تركز عليها فعاليات هذا اليوم في مجال الأغذية والزراعة، الاستثمار والابتكار والزراعة المتجددة، ومسارات التحوّل الوطني التي تدعمها آليات التمويل وإعداد المشروعات، وستلقي برامج المياه الضوء على سُبل استعادة المياه العذبة والحفاظ عليها والبنية التحتية اللازمة لصمود المياه في المناطق الحضرية، والحوكمة والإدارة المتكاملة لأنظمة المياه والغذاء. وتتطلع الإمارات في رئاستها لمؤتمر الأطراف (COP28) إلى التعاون وتبادل المعرفة والأفكار، لإيجاد حل موحد يضمن عدم تخلف أحد عن الركب لتحقيق التوازن المائي ضمن أنظمتنا الغذائية، حيث تُعدّ الطريقة التي يدار بها الارتفاع السريع في الطلب على الغذاء وإنتاجه وتوزيعه واستهلاكه من أكبر تحديات مكافحة تغيّر المناخ، الأمر الذي ستضعه الإمارات في صدارة أولويات (COP28).
«بيئة أبوظبي» تطلق برنامج الإبلاغ الذاتي للتعرف إلى مصادر الانبعاثات
أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي، برنامج الإبلاغ الذاتي عن البيانات البيئية، لتوحيد متطلبات المراقبة البيئية وإعداد التقارير للمشروعات والمنشآت، وفقاً للتأثير المحتمل لمختلف القطاعات في أبوظبي، بهدف بناء قاعدة بيانات بيئية شاملة وموحدة للتعرف إلى مصادر الانبعاثات وكمياتها ومكوناتها. ويدعم البرنامج المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، التي أطلقتها الدولة بهدف خفض الانبعاثات، واستراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي، من خلال حماية البيئة وتحسين أنظمة المراقبة.
بيئة الإمارات
أبوظبي تحتضن أكبر تجمّع لتكاثر «العقاب النساري» في الخليج العربي
يُعدّ «العقاب النساري» Pandion haliaetus المعروف محلياً باسم (الدمي)، أحد أنواع الطيور المتكاثرة المقيمة في دولة الإمارات، ويتغذى بشكل حصري على الأسماك وينتشر في الموائل البحرية، مع وجود عدد قليل جداً في المناطق الداخلية، ويتكاثر «العقاب النساري» في دولة الإمارات خلال الفترة من ديسمبر إلى مارس.
وتم إدراج هذا الطائر المميز ضمن فئة الطيور «المهددة بالانقراض» في إمارة أبوظبي، وفقاً للقائمة الحمراء لأنواع الحياة الفطرية، وسجلت هيئة البيئة أبوظبي تكاثر 127 زوجاً من «العقاب النساري»، عبر أكثر من 40 موقعاً ساحلياً وعلى الجزر، ويعتبر «العقاب النساري» مؤشراً جيداً على صحة وجودة النظم البيئية البحرية.
طائر «العقاب النساري» يحلق فوق «جزيرة الفزعية». من المصدر