من خلال تحليل بيانات السوق والباحثين عن وظائف
«التوظيف الذكي» يختار فرص العمل بمواصفات «السيرة الذاتية»
أكد مختصون في التقنيات والتوظيف أن سوق العمل تشهد تحولات سريعة وتطورات هائلة، مستفيدة من التقدم المتواصل الذي تشهده التطبيقات الحديثة.
وأضافوا أن الذكاء الاصطناعي يمثل إحدى أكثر الوسائل فعالية ضمن الجهود المبذولة لمساعدة الباحثين عن عمل في العثور على فرص توظيف تتناسب مع سيرهم الذاتية ومؤهلاتهم.
وشرحوا أن الذكاء الاصطناعي يحلل بيانات سوق العمل لتحديد الوظائف التي تتزايد الحاجة إليها، ويعرض مؤهلات الباحثين عن عمل، ثم يحدد الأشخاص الأنسب للوظائف الشاغرة.
ويتجه كثير من الباحثين عن فرص وظيفية إلى الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من البرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في تحليل ملفاتهم، والتعرف إلى مهاراتهم وخبراتهم، لمطابقتها بمتطلبات الوظائف المعلن عنها من الشركات والمؤسسات.
كما ترسل منصات «التوظيف الذكية» بريداً إلكترونياً للباحث عن وظيفة لمتابعة طلبه في الجهة التي أرسلت السيرة الذاتية إليها.
وأفاد طالبو وظائف بأن منصات التوظيف الذكية تسهم في تحسين فرصهم في الحصول على وظيفة أحلامهم، معتبرين أن الذكاء الاصطناعي يمثل واحداً من الحلول التي تسهم في العثور على الوظائف التي تناسبهم. كما أنه يدربهم على المهارات التي تطلب منهم، وعلى كتابة سير ذاتية تتناسب مع برمجيات المؤسسات والشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في فرز طالبي الوظائف.
وقالت الباحثة عن وظيفة، موزة سعيد الظنحاني: «بمجرد تخرجي في تخصص أمن المعلومات، استعنت بالذكاء الاصطناعي لكتابة سيرتي الذاتية. كما أنني أستعين بمنصات الذكاء الاصطناعي المختلفة في تطوير مهاراتي واكتساب الخبرة، فضلاً عن اطلاعي المستمر على مستجدات تخصصي».
وتؤكد أنها وجدت فوائد كثيرة جعلتها تنصرف عن الطرق التقليدية في البحث عن الوظيفة.
وقال الباحث عن وظيفة، محمد سالم النقبي: «وجدت عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، موضوعاً موجهاً للباحثين عن عمل، فهمت منه أنني أستطيع تسليم الذكاء الاصطناعي مهمة البحث عن وظيفة تناسب مؤهلاتي، إلا أن الإشكالية تمثلت في قلة عدد الشركات التي تتبع برمجيات الذكاء الاصطناعي في عرض الوظائف الشاغرة لديها».
وذكر أن منصات التوظيف الذكية تفتح آفاقاً جديدة، تقلل الحاجة إلى الطرق التقليدية، خصوصاً أنها تتيح معرفة أسس كتابة السيرة الذاتية التي تتناسب مع برمجيات الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن المنصة التي استعان بها في كتابة السيرة الذاتية، أرسلت طلبه إلى الشركات التي تحتاج إلى مهاراته وتخصصه.
وقال إن البرامج والمنصات التي يعرض طالبو الوظائف سيرهم الذاتية من خلالها، تتيح استخدام خاصية ربط السيرة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في العثور على وظائف تناسبهم.
وأكد مدير دائرة الموارد البشرية في حكومة الفجيرة، محمد خليفة الزيودي، أن سوق العمل تشهد تحولات سريعة وتطورات هائلة.
وقال إن وسيلة الذكاء الاصطناعي تظهر باعتبارها وسيلة فعالة لمساعدة الباحثين عن الوظائف في العثور على فرص عمل تتناسب مع سيرهم الذاتية. وأفاد الخبير التقني في مجال أنظمة التشغيل، والمحاضر في كليات التقنية العليا، المهندس محمد الشحي، بأن طفرة الذكاء الاصطناعي انعكست على كثير من القطاعات، بما فيها قطاع التوظيف.
وشرح أن «طالب الوظيفة يستطيع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات سوق العمل، ومطابقتها مع مهاراته ومؤهلاته بسرعة وكفاءة، الأمر الذي يساعده في العثور على الوظيفة التي تناسبه بسهولة».
وذكر أن الذكاء الاصطناعي يزيد فرص الحصول على وظائف مناسبة لمؤهلات الباحثين عن عمل، من خلال إنشاء نسخ من السير الذاتية بصياغة احترافية، تساعد على إحداث انطباع إيجابي لدى أصحاب العمل المحتملين.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تتبع عملية التقديم على الوظائف للجهات والشركات التي أرسل طالب الوظيفة سيرته الذاتية لها، والتأكد من وصولها للشركات المطلوبة.
وقال: «على الرغم من مزايا الذكاء الاصطناعي، إلا أن سلبياته تتمثل في أنه قد يخطئ في تحليل بيانات سوق العمل، أو تقييم مهارات طالب الوظائف. كما أنه قد يقصي بعض المرشحين المؤهلين».
وذكر أن الذكاء الاصطناعي إذا استُغل في معارض التوظيف سيختصر الجهد والوقت على الجميع، من خلال سرعة فرزه السير الذاتية وترشيح طالبي الوظائف الذين يمتلكون المهارات والتخصصات المطلوبة من كل جهة عارضة، لافتاً إلى أن «الطرق التقليدية التي تتبعها معارض التوظيف، وهي إرسال السير الذاتية عبر البريد الإلكتروني للجهة العارضة، تضيع الجهد والوقت للطرفين».
وقال إنه «مع الاستفادة من توظيف الذكاء الاصطناعي في معارض التوظيف، سيكون من السهل على البرمجيات اتخاذ القرارات بناء على الواقع الذي تم برمجتها عليه في الجهات العارضة للوظائف، وتقوم تلقائياً بفرز السير الذاتية حسب متطلبات كل جهة، ما يمكنهم من إجراء مقابلات فورية نظراً لمطابقة السير الذاتية للمهارات والتخصصات المطلوبة».
وأكد الخبير التقني، عبدالنور سامي، أن الذكاء الاصطناعي يخدم كلاً من الباحثين عن عمل وجهات تبحث عن الكفاءات، إذ يمتلك الأدوات التي تستخدم خوارزمياته بشكل مباشر، أو المعززة بواسطته.
وقال إنه يمكن للباحثين عن عمل الاستفادة من «تشات جي بي تي»، على سبيل المثال، لكتابة السيرة الذاتية بطريقة ذكية واحترافية، وكتابة مقدمة حول الشخص ورسالة توظيف، مضيفاً أن الأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي تساعد الباحث عن العمل في رصد الوظائف على منصات البحث، مثل «غوغل» و«لينكد إن» وغيرهما، ويعطي الباحث عن الوظيفة النتيجة النهائية، عوضاً عن البحث في كل منصة على حدة، كما يمكن لبعض الأدوات التي تمتلكها منصات التوظيف الذكية البحث عن بيانات التواصل للجهات المختصة والأفراد المسؤولين عن التوظيف بشكل أدق.
وتابع: «يساعد الذكاء الاصطناعي، أيضاً، الجهات في تحديد الوصف الوظيفي، والمهارات المطلوبة والمواصفات الوظيفية ومهام العمل، وبالطبع ستكون النتيجة حميدة وواقعية. كما يساعد الجهات على فرز وترشيح السير الذاتية بناء على المتطلبات الوظيفية، لتكون عملية التعيين سهلة، وتختصر الإجراءات الروتينية، كاستبعاد الطلبات ذات النواقص أو التي لا تتطابق مع المتطلبات الوظيفية، ما يقلل دور العامل البشري المتعلق بالتعيين واختيار الأشخاص المؤهلين».
خطأ «النسخة المكررة»
من الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمدين على الذكاء الاصطناعي في البحث عن الوظائف التي تناسبهم، اعتماد تصاميم معقدة أثناء كتابة السيرة الذاتية، ما يصعّب على البرمجيات قراءتها.
ووفقاً لخبراء تقنيين، فإن عليهم استخدام تصاميم بسيطة بخطوط معروفة، ليسهل على الأنظمة قراءتها، إضافة إلى كتابتها باللغتين العربية والإنجليزية.
كما أن إرسال نسخة مكررة من السيرة الذاتية لجميع الشركات والجهات لا يجدي نفعاً مع الذكاء الاصطناعي، لأن بعض الشركات تعتمد البرمجية ذاتها في عملية التوظيف. وفي حال إرسال نسخة مكررة من السيرة الذاتية إلى أكثر من شركة، يتلقى التقييم ذاته. وتعرّف الأنظمة المرسل بأنه «شخص عشوائي، يوجه سيرة ذاتية مكررة».
الموهبة والآلة
في بعض الأحيان قد لا يكون الذكاء الاصطناعي في توظيف الأشخاص منصفاً.
وقد يدحض المواهب التي لا تكون واضحة في السيرة الذاتية، خصوصاً أن أغلبية الشباب لا يهتمون بالتفاصيل التقنية في كتابة سيرهم الذاتية، بل يعتمدون على الطرق التقليدية في تقديم أنفسهم، على الرغم من لجوئهم إلى الذكاء الاصطناعي، وهو عملية آلية، تقوم على تصنيف المواهب والمهارات والجوانب الإبداعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news