عمل فني يجسّد تأثير الكوارث المرتبطة بالمناخ

طاولة واحدة تختصر مآسي عالمية.. ثمة أمل وقسم مفقود

صورة

أغصان أشجار جافة متضررة من اليمن.. ألواح حائط متفحمة بسبب حرائق غابات إسبانيا.. أجزاء من منزل أوغندي جرفته الفيضانات.. وغيرها من العناصر المستخدمة في عمل على شكل طاولة، يجسّد بشكل فني تداعيات الكوارث المرتبطة بالمناخ في جميع أنحاء العالم، ويُعرض أمام العالم خلال مؤتمر «كوب 28» الذي تستضيفه مدينة إكسبو دبي حتى 12 من الشهر الجاري.

ويعد العمل الفني الذي يزين «المنطقة الزرقاء» بالمؤتمر العالمي، بمثابة مساحة محايدة للالتقاء وتبادل الأفكار حول الحلول التي يمكن أن يُجمِع عليها العالم للحد من التأثيرات السلبية للتغير المناخي.

باب قديم

ويروي العمل الفني - الذي يقدمه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر - في كل جزء منه قصة مختلفة، إذ يشهد الجزء ذو اللون الأزرق الفاتح، المأخوذ من باب قديم، ومزلاجه الصدئ لايزال في مكانه، على الدمار المروع الذي سببته الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت أربع ولايات ألمانية في يوليو 2021، وقتل خلاله ما يقرب من 200 شخص، بعد أن دمرت السيول منازل وجسوراً وبنية تحتية حيوية أخرى، وتسببت في أضرار بمليارات اليوروهات.

أثر مزدوج

وتمثل أغصان الأشجار الجافة من اليمن الأثر المزدوج المميت للجفاف والفيضانات المفاجئة، التي خلّفت أكثر من ثلثي سكان البلاد في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأصبح نحو 14% من أهلها نازحين داخلياً، وأكثر من 16 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي.

خشب محترق

وتشغل ألواح الجدران ذات اللون البني الفاتح، التي تفحمت بسبب حرائق الغابات في إسبانيا، جزءاً آخر من الطاولة، إذ تعرضت الشرائح الخشبية للحرق بسبب أحد حرائق الغابات التي انتشرت في جميع أنحاء ذلك البلد، بسبب موجات الحر والجفاف المكثفة والمتكررة بشكل متزايد، في أغسطس الماضي فقط، إذ اندلع حريق في غابة في جزيرة تينيريفي الإسبانية، بجزر الكناري، ومع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة والرياح القوية، سيطرت النيران، وانتشرت بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن السيطرة عليها.

أحذية أطفال

وتضمنت الطاولة زوجاً من أحذية الأطفال، ويرمز للصليب الأحمر الإيطالي، ويؤشر إلى أزمة المناخ التي تعرّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر، وغالباً ما تدفع البعض إلى التنقل لمسافات طويلة، داخل إيطاليا، وفي أجزاء أخرى من العالم، كما أن النزوح المناخي يشكل ظاهرة متنامية داخل إيطاليا، فالبلاد معرّضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، كذلك أدت الفيضانات إلى تشريد 20 ألف شخص في منطقة إميليا رومانيا بشمال إيطاليا، ويعمل الصليب الأحمر الإيطالي على دعم الأشخاص الذين يضطرون إلى النزوح في مواجهة أزمة المناخ.

ارتفاع حرارة

واشتملت الطاولة أيضاً على أجزاء من سورية، التي عانى شعبها صراعاً ونزوحاً وكوارث لأكثر من عقد من الزمن، بسبب الحرب، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة، وفترات الجفاف الطويلة، ونقص المياه، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة في سورية بمقدار درجتين مئويتين في السنوات الـ100 الماضية.

ويلاحظ الزوار الذين يتجمعون حول الطاولة أن هناك قسماً مفقوداً، يشير إلى العديد من الكوارث المرتبطة بالمناخ، والتي لا يمثلها جسم محدد أو قطعة حطام في الطاولة، لتؤكد أن العمل الدولي المتضافر هو وحده القادر على كبح المد الذي يهدد بتدمير المجتمعات التي تواجه تهديدات وجودية بسبب أزمة المناخ.

• الطاولة تؤكد أن التضافر وحده هو القادر على كبح ما يهدد بتدمير مجتمعات تواجه تهديدات بسبب أزمة المناخ.


 

فيضانات

على الطاولة الفنية، تحضر أوغندا التي كانت تعاني عدم انتظام هطول الأمطار بشكل متزايد، وقد أدى ذلك إلى فيضان الأنهار والانهيارات الطينية والانهيارات الأرضية التي دمرت المجتمعات الواقعة على جانب الجبل، كما واجهت المناطق المنخفضة فيضانات متكررة، أدت إلى نزوح آلاف من الأشخاص.

تويتر