منتدى الإعلام الإماراتي يناقش دور الإعلام في دعم الاقتصاد وتأكيد فرص نجاحه
برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، عُقدت أمس، أعمال منتدى الإعلام الإماراتي، التجمع الأكبر لمؤسسات الإعلام الإماراتية في نسخته التاسعة، والتي نظمّها «نادي دبي للصحافة» واستضاف خلالها وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري، بحضور الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ولفيف من قيادات المؤسسات الإعلامية الوطنية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية وكبار الكُتّاب وصناع الرأي والمعنيين بالقطاع الإعلامي في الدولة.
وفي هذه المناسبة، أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية الدور الحاسم الذي يقوم به الإعلام في مناقشة أبرز القضايا التي تمس المجتمع وتؤثر في مساره وتحدد ملامح مستقبله، وقال: «الإعلام هو مرآة المجتمع بكل ما يحمل من طموحات وآمال وما يسعى له من أهداف.. وهو النافذة التي نطل منها على العالم وأحواله، ولكن لا نريد لإعلامنا الوطني أن يكون فقط ناقلاً للصورة بل نريده شريكاً في صنع ملامحها بفكر واعٍ، واستيعاب دقيق لمجريات الأحداث والتحولات والمتغيرات المحيطة التي لا تلبث أن تزداد سرعتها وتتشابك خيوطها، ما يستدعي وجود إعلام قوي ومؤهل يمكنه التعامل باقتدار مع تلك المتغيرات تحليلاً وتفصيلاً لما تحمله من رسائل على المجتمع أن يستوعبها جيداً ليكون قادراً على تطويعها لخدمة مصالحه».
ونوّه سموه بأهمية منتدى الإعلام الإماراتي كونه يجمع القائمين كافة على منظومة العمل الإعلامي في الدولة، الذين طالبهم سموه بضرورة مواصلة حوار مهني منفتح هدفه تأكيد قدرة إعلامنا الوطني على مواكبة الحراك العالمي السريع، بكل ما يحمله من فرص وما ينذر به من تحديات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي انطلاقاً من المكانة الرائدة التي وصلت إليها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكون دولتنا اليوم المركز المحوري للحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية في المنطقة، وأحد أهم مراكز الأعمال والخدمات المالية واللوجستية على مستوى العالم، ما يوجب علينا امتلاك إعلام يملك الأدوات كافة التي تمكنه من مجاراة هذه المكانة بل والمشاركة في ترسيخها.
وقال سموه: «تمر المنطقة بمنعطف مهم في تاريخها في ضوء ما تشهده من أحداث ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي للمنطقة بل العالم أجمع، كما أسهمت الأوضاع العالمية المضطربة وما تشهده من تجاذبات في خلق واقع عالمي جديد، تتأرجح فيه موازين القوى الاقتصادية جراء متغيرات سريعة، على إعلامنا المحلي أن يكون مستوعباً لأبعادها وقادراً على تحليل معطياتها وتحديد تأثيراتها، لينقل صورة واضحة عما يدور حولنا من أحداث سواء للمسؤول في موقع صنع القرار أو للقارئ والمشاهد والمستمع في كل بيت».
تقدير ومسؤولية
ووجّه سموه تحية تقدير للقائمين على العمل الإعلامي الإماراتي، معرباً عن أمله في أن يواصلوا العمل بروح الفريق الواحد المسؤول من أجل إيصال رسالة الإمارات إلى العالم، بصورة تعكس حجم الإنجازات التي تواصل دولتنا الارتقاء من خلالها مواقع أكثر تقدماً عاماً تلو الآخر على مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، بأسلوب يتناغم مع روح العصر ويعتمد على توظيف أدواته التي انهارت أمامها اليوم كل الحواجز والحدود لتجعل من العالم باتساعه نقطة واحدة تتشارك الحدث في لحظة وقوعه ذاتها.
وقال سموه: «نثق في قدرة كوادرنا الإعلامية الوطنية على القيام بواجبها في ترسيخ بنيان إعلام موضوعي وبنّاء يكون داعماً لمسيرة التنمية الشاملة.. الإعلام الاقتصادي يحتاج أدوات حديثة وكوادر شابة قادرة على استيعاب مفردات الاقتصاد العالمي الجديد والتعامل بكفاءة مع عناصره.. لابد من إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة بفكر مبدع في تأكيد التفوق الإعلامي الإماراتي.. فعالم الاقتصاد اليوم هو عالم البلوكتشين وإنترنت الأشياء والرموز غير القابلة للاستبدال، والعملات المشفرة وغيرها من المستجدات، والشباب هم الأقدر على فهمها وتناولها بأسلوب يلم بمختلف أبعادها».
نجاحات إماراتية
وحول اختيار المنتدى في نسخته التاسعة التركيز على علاقة الإعلام بالاقتصاد، قالت نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، منى غانم المري «يأتي انعقاد المنتدى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تداعيات أحداث كان لها أثرها الكبير على الحركة الاقتصادية العالمية، وعلى الرغم من ذلك تواصل دولة الإمارات تحقيق المزيد من النجاحات الاقتصادية والتي تتجلى في العديد من الإنجازات، ومنها على سبيل المثال تجاوز حجم التجارة الخارجية غير النفطية للدولة 3.5 تريليونات درهم في عام 2023، وهو ما وصف بأنه إنجاز تاريخي جديد للدولة في إطار مسيرة تواصل زخمها نحو مستقبل أكثر ازدهاراً بفضل حكمة ورؤية القيادة الرشيدة، التي جعلت من الإمارات نقطة ضوء هي اليوم محط أنظار العالم وتقديره لما اتسمت به من تركيز على المستقبل وإصرار على ريادته».
وأضافت: «اعتدنا في منتدى الإعلام الإماراتي أن نكون مواكبين لمسيرة التنمية الداخلية وللأحداث وأهم التحولات المحيطة سواء في المنطقة أو العالم، ولاشك أن ملف الاقتصاد اليوم هو من أهم الملفات المطروحة على الساحة، فالاقتصاد هو عماد التقدم وللإعلام دور أصيل في الوقوف على أبعاده وفهم تطوراته لصياغة تصورات موضوعية للمستقبل.. وحتى يكون الإعلام قادراً على التعامل بكفاءة مع هذا الملف لابد أن تجتمع له معطيات عدة من أهمها الكادر البشري وكيفية إعداده بصورة تتلاءم مع الطبيعة المتخصصة لموضوعاته، وقدرة على القراءة الصحيحة بين السطور والأرقام للخروج بصورة متكاملة يمكن نقلها بدقة للمتلقي».
دور فعّال للإعلام الإماراتي
ولفتت إلى مناقشة المنتدى لمسؤولية الإعلام كنافذة يطل منها العالم على دولة الإمارات بكل ما يدور على أرضها من إنجازات وما تشهده من تقدم في شتى القطاعات، ما يستوجب على مؤسساتنا الإعلامية العمل على تعزيز قدراتها لتكون قادرة على القيام بهذا الدور بكفاءة مهنية عالية تضمن نقل صورة مكتملة المعالم عن مسيرة التقدم والنماء، التي تتواصل خطواتها بثبات على طريق تسعى فيه الدولة لأن يكون لها موقع الريادة في مختلف المجالات، انطلاقاً من موقعها كشريك استراتيجي مؤثر في صُنع المستقبل.
وأكدت منى المري، حرص نادي دبي للصحافة من خلال منتدى الإعلام الإماراتي على إقامة نقاش جاد، بمشاركة قيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية كافة، هدفه ترسيخ الثوابت المهنية والأخلاقية للمجال الإعلامي وبما ينسجم مع قيمنا الإماراتية الأصيلة، ويراعي الأطر والمعايير الدولية، في حين يسعى إلى استنفار الأفكار والرؤى الجديدة التي يمكن من خلالها الانطلاق بالإعلام الإماراتي إلى العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن «منتدى الإعلام الإماراتي» هو إحدى الفعاليات الرئيسة السنوية التي يتولى «نادي دبي للصحافة» تنظيمها، حيث ينظم النادي كذلك مجموعة من أهم الفعاليات السنوية على أجندة الإعلام في المنطقة منها «منتدى الإعلام العربي»، الذي يضم سنوياً نخبة من أهم صناع القرار الإعلامي في شتى أنحاء العالم العربي من رؤساء تحرير الصحف وقيادات مؤسسات البث الفضائي وشبكات التلفزيون العربية، والإذاعات العربية، ومسؤولي المنصات الإعلامية الرقمية، كما ينظم النادي «جائزة الإعلام العربي» المحفل الأبرز للاحتفاء بالإبداع في مجال العمل الإعلامي في المنطقة، سواء الإعلام المطبوع أو المرئي أو الإلكتروني ويتنافس للوصول إلى منصة التكريم من خلاله آلاف الإعلاميين العرب من كل ربوع العالم العربي وخارجه، إلى جانب «منتدى الإعلام للشباب»، وأيضاً «قمة روّاد التواصل الاجتماعي العرب».
أحمد بن محمد:
• لا نريد لإعلامنا الوطني أن يكون فقط ناقلاً للصورة بل نريده شريكاً في صنع ملامحها بفكر واعٍ.
• نثمّن دور القيادات الإعلامية الوطنية ونؤكد أهمية إتاحة المجال للفكر الشاب كي يثري القطاع بإبداعاته.
• ضرورة تأكيد قدرة إعلامنا الوطني على مواكبة الحراك العالمي السريع.. لاسيما على الصعيد الاقتصادي.