قمة الطاقة النووية تركز على التوصيات التاريخية لـ «كوب 28»
ترأس وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وفد الدولة المشارك في قمة الطاقة النووية، التي عقدت أول من أمس، للمرة الأولى في العاصمة البلجيكية، بروكسل بتنظيم واستضافة من الحكومة البلجيكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وسلطت القمة الضوء على دور الطاقة النووية في التصدي لتحديات أمن الطاقة العالمية ودفع التنمية الاقتصادية، وذلك استناداً إلى التوصيات التاريخية لمؤتمر الأطراف «كوب 28» COP28 الذي استضافته الإمارات، وأكد أهمية التوسّع في تنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة التي تشمل الطاقة النووية في سبيل تحقيق الأهداف المناخية، كما أيدت أكثر من 25 دولة الدعوة لمضاعفة استخدامات الطاقة النووية في العالم بثلاث مرات بحلول عام 2050.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، في كلمته الافتتاحية أمام القمة التي شارك فيها أكثر من 30 دولة، بينها بلدان أوروبية والولايات المتحدة والصين والبرازيل: «هذه معركة يتعيّن علينا فيها استخدام جميع مصادر الطاقة القابلة للتطبيق والخالية من ثاني أكسيد الكربون من أجل مواجهة التحديات المشتركة».
وأصدرت قمة الطاقة النووية إعلاناً مشتركاً أعربت خلاله الدول المشاركة عن التزامها بالعمل على حشد التمويل للقطاعين العام والخاص من أجل تلبية حاجات القطاع الاستثمارية المستقبلية، وبناء محطات جديدة للطاقة النووية تشمل مفاعلات نموذجية صغيرة، والعمل على إطالة عمر المفاعلات النووية القائمة.
وأشار الإعلان إلى أن تغير المناخ يُشكل تهديداً وجودياً لكوكب الأرض وللبشرية جمعاء، مؤكداً أن الحاجة لتحقيق صافي انبعاثات غازية صفرية، باتت ملحة بشكل متزايد.
وشدد الإعلان على ضرورة تعزيز التعاون مع البلدان الراغبة في تطوير القدرات النووية المدنية من أجل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بطريقة محددة وطنياً، بما في ذلك التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة. وتأتي مشاركة الإمارات في هذه القمة لتعكس الثقة العالمية بدور الدولة الفعال ولما حققته في فترة وجيزة من إنجازات في تنفيذ مشروعات الطاقة النووية، والذي يشكل نموذجاً يحتذى به للدول المهتمة بالطاقة النووية، ويبرز الدور المهم للدولة في نشر تقنيات وحلول الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
وتأتي هذه القمة في الوقت الأنسب والأكثر أهمية لمواصلة الزخم البناء على ما تحقق من إنجازات غير مسبوقة في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وبما يعزز من مسار العمل المناخي الدولي، وهو ما أكدته دولة الإمارات من ضرورة إقامة تعاون دولي بعيد المدى من خلال «اتفاق الإمارات» التاريخيّ لمؤتمر المناخ حول التوسّع في استخدامات الطاقة النووية في العالم بثلاثة أضعاف بحلول 2050، لتقليل الاعتماد على الفحم والغاز.
وأشادت دولة الإمارات بالدور المهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تسهيل الانتقال إلى الطاقة النووية، من خلال تعزيز التعاون الدولي ودعم الدول الأعضاء في تطوير الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية.
وعلى هامش القمة التقى المزروعي، بحضور سفير الدولة لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، محمد السهلاوي، والمندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حمد علي الكعبي، كلاً من وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، ووكيلة وزارة التجارة الأميركية لشؤون التجارة الدولية، ماريسا لاغو، والمفوضة الأوروبية لشؤون الطاقة، كادري سيمسون، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
. مشاركة الإمارات في القمة تعكس الثقة العالمية بدور الدولة الفعال ولما حققته في فترة وجيزة من إنجازات بتنفيذ مشروعات الطاقة النووية.