«المساعدات الخارجية».. ملحمة إنسانية إماراتية بدأها مؤسس الدولة
يكتسب العمل الإغاثي والإنساني في دولة الإمارات تميّزه وريادته من سمات عدة، أبرزها أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية، التي فاق عددها الـ43 مؤسسة وهيئة، وهو عمل يتسم بالشمولية، حيث لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية، وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك لمناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها.
وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة فريدة في مجال العمل التنموي الإغاثي والإنساني، قائمة على استمرارية التأثير من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة شعوب الدول المستفيدة، كبناء المساكن والمستشفيات، وشق الطرق، وبناء محطات الكهرباء، وحفر الآبار، وهو ما يوفر دعماً تنموياً مستداماً للموارد الأساسية، يقوم على الإسهام الفعّال في تحسين الظروف المعيشية في الدول.
وتاريخ المساعدات الخارجية الإماراتية، قديم حيث بدأ مع تأسيس الدولة، فقد أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإنشاء صندوق أبوظبي للتنمية، لإضفاء الطابع المؤسسي على المساعدات الإماراتية في عام 1971.
وانضم المجتمع المدني إلى الجهود الرامية لتقديم المساعدات إلى الخارج في أواخر السبعينات مع ظهور جمعيات مثل دار البر وجمعية دبي الخيرية.
كما دعمت القيادة الرشيدة للدولة هذا الزخم خلال الثمانينات والتسعينات من خلال إنشاء ورعاية منظمات الإغاثة والجمعيات الخيرية في كل إمارة، وشملت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة آل مكتوم الخيرية، وجمعية الشارقة الخيرية.
وكان إنشاء هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عام 1983 كهيئة إنسانية تطوعية رئيسة في البلاد، خطوة مهمة في مجال المساعدات الخارجية الإماراتية.
تنسيق المساعدات
وأنشأ مجلس الوزراء في عام 2008، مكتب تنسيق المساعدات الخارجية، ما يدل على التزام الحكومة بدعم التحول في قطاع المساعدات الإماراتية، وقد أُسندت إليه مهمة توثيق المساعدات الخارجية، وتنسيق ودعم نشاطات الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية، بجانب توفير المعلومات، وتقديم الاستشارات والتدريب، وتطوير كوادر الدولة في مجال العمل الإنساني الدولي، إضافة إلى بناء وتعزيز العلاقة بين الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية والمنظمات الدولية المختصة.
وتطور مكتب تنسيق المساعدات الخارجية في عام 2013، ليصبح وزارة التعاون الدولي والتنمية، وفي وقت لاحق من عام 2016، تم دمج وزارة التعاون الدولي والتنمية ضمن وزارة الخارجية.
وفي عام 2017 تم إطلاق سياسة الإمارات للمساعدات الخارجية، لضمان وصول المساعدات على أحسن وجه.
وتقدم دولة الإمارات مساعدات إنسانية، لإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، وحماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات، وأسهمت الدولة في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية من خلال العمل متعدد الأطراف، وكذلك من خلال المساعدة المباشرة، حيث قدمت أكثر من 40 جمعية خيرية ومؤسسة حكومية وشركات خاصة، مساعدات إنسانية للمحتاجين.
المدينة الإنسانية
كما أنشأت دبي المدينة الإنسانية الدولية في موقع استراتيجي، لاستضافة المنظمات الإنسانية والشركات التجارية، لتصبح أكبر مركز للعمل الإنساني في العالم.
وتشمل جهود دولة الإمارات في مجال الإغاثة الإنسانية، الاستجابة المباشرة والسريعة لحالات الطوارئ، فضلاً عن الإسهامات المقدمة إلى المنظمات متعددة الأطراف، للتخفيف من معاناة الشعوب المنكوبة.
السودان
بذلت دولة الإمارات منذ بداية الأزمة في السودان جهوداً إنسانية مكثفة، لمتابعة الوضع الإنساني للشعب السوداني الشقيق، عبر تدشين جسر جوي مع السودان وتشاد في إطار جهودها الإنسانية المتواصلة، لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، خصوصاً الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، وتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، حيث قدمت في هذا الصدد أطناناً من الإمدادات الغذائية والطبية والمستلزمات الإغاثية العاجلة، عبر تسيير العشرات من الطائرات، فضلاً عن إعادة تأهيل مدارس، وحفر آبار، وكذلك إقامة مستشفى ميداني في مدينة أمدجراس التشادية، شكّل شريان حياة بالغ الأهمية للمدنيين السودانيين والتشاديين الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية والصحية، حيث يوفر العلاج والخدمات الطبية للاجئين الفارين من النزاع وكذلك للسكان التشاديين.
غزة
كانت دولة الإمارات من الدول السبّاقة في دعم الأشقاء الفلسطينيين، إذ أكدت وزارة الخارجية أن الإمارات لن تدخر جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثتهم.
وفي إطار التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثته، قدمت دولة الإمارات أكثر من 21 ألف طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والمواد الطبية، عبر المئات من الطائرات وتنفيذ عمليات إسقاط جوية، وإرسال الشاحنات والبواخر، كما دشنت عدداً من المشروعات الإغاثية المستدامة، إلى جانب تقديم الرعاية الطبية لأبناء قطاع غزة من خلال تشييد مستشفى ميداني في جنوب القطاع، ومستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية.
وأعلنت دولة الإمارات، وصول أول سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، تحمل على متنها 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية، بالتعاون بين دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) وجمهورية قبرص، عبر الممر البحري بين قبرص وغزة، انطلاقاً من ميناء لارنكا.
وأشارت وزارة الخارجية، إلى الجهود التي قامت بها دولة الإمارات لحشد الدعم لمبادرة الممر البحري «أمالثيا» لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة وإنجاحها.
وأوضحت الوزارة، أن الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في القطاع، يتطلب تبني مثل هذا النهج التعاوني الدولي متعدد الأطراف، لتخفيف تداعياته دون إبطاء على المدنيين الأبرياء، من خلال ضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام.
وأكدت الوزارة أن الممر البحري جزء من الجهود الحثيثة لزيادة تدفق المساعدات والسلع التجارية عبر جميع الطرق الممكنة.
أوكرانيا
منذ بداية الأزمة قدمت دولة الإمارات إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأزمة في أوكرانيا، منها تقديم 100 مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين، كما تم تدشين جسر جوي العام الماضي، تضمن إرسال نحو 12 طائرة تحمل على متنها مئات الأطنان من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية.
كما أرسلت دولة الإمارات سفينة تحمل على متنها 23 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ والأمن والسلامة للإسهام في دعم القطاع الصحي في أوكرانيا.
وأكد سفير دولة الإمارات لدى أوكرانيا، سالم أحمد سالم الكعبي، أن دولة الإمارات تواصل تقديم جهودها الإغاثية، لدعم الاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الأوكراني، انطلاقاً من نهجها الراسخ في دعم العمل الإنساني للمحتاجين والمجتمعات المتضررة في أنحاء العالم.
كما أرسلت دولة الإمارات باخرة تحمل على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية إلى بولندا ورومانيا، ليتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية، فضلاً عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
سورية وتركيا
أكدت الاستجابة الفورية لدولة الإمارات لتداعيات زلزال سورية وتركيا العام الماضي، نهجها الراسخ في دعم جميع الشعوب والمجتمعات المتضررة حول العالم دون تمييز، وبغض النظر عن أي اعتبارات سياسية أو دينية أو عرقية، وهو ما انعكس سريعاً في إحداث فارق كبير في وقت مهم وحاسم على صعيد عمليات البحث والإنقاذ والدعم والمساعدة للمتضررين من أسوأ كارثة في تاريخ البلدين الحديث، فالتواجد الفوري على أرض الميدان في المناطق المتضررة عمّق حجم التضامن مع المتضررين.
ومنذ الساعات الأولى للزلزال، أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تضامن دولة الإمارات الكامل مع سورية وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.
ونقلت الإمارات أطناناً من المساعدات الخاصة بالمنظمات الدولية عبر طائرات تابعة للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية والجسر الجوي الخاص بطيران الإمارات.
وأرسلت الإمارات فريقين من البحث والإنقاذ قوامهما 134 فرداً إضافة إلى آليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، حيث سطر الفريقان قصص نجاح كبيرة في إنقاذ عدد من الأشخاص وانتشالهم أحياء من تحت الأنقاض بكل حرفية وإتقان.
ودشنت الإمارات مستشفيين ميدانيين لعلاج المصابين بسعة إجمالية 250 سريراً مع توفير جميع الأجهزة والمستلزمات، وعدد 75 فرداً من الأطقم الطبية.
وأطلقت الإمارات حملة جسور الخير بقيادة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبمشاركة أكثر من 16 جهة مانحة إماراتية، حيث لاقت الحملة منذ يومها الأول تجاوباً رسمياً وشعبياً منقطع النظير.
• أنشأت دبي المدينة الإنسانية الدولية في موقع استراتيجي لاستضافة المنظمات الإنسانية والشركات التجارية، لتصبح أكبر مركز للعمل الإنساني في العالم.
• في عام 2017 تم إطلاق سياسة الإمارات للمساعدات الخارجية لضمان وصول المساعدات على أحسن وجه.
للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
للإطلاع على الملحق الخاص بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني كاملاً، يرجى الضغط على هذا الرابط.