6 جوانب أساسية لدور الوالدين في علاج وتأهيل الابن المتعاطي
أكد خبراء ومختصون أهمية استيعاب الوالدين دورهما في مساعدة الابن على تجاوز محنة تعاطي المخدرات، لافتين إلى أن هناك ستة جوانب رئيسة لدورهما، تتفاوت عاطفياً ما بين المساندة ومراعاة المشاعر، والحزم.
وشرحوا خلال فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات، الذي انعقد في دبي تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس مجلس مكافحة المخدرات، أن الآباء يلعبون دوراً أساسياً في نجاح عملية العلاج والتأهيل للأبناء المتعاطين، وفق دليل عرض خلال الملتقى تحت عنوان «دليل الأبوين للوقاية من المخدرات».
وأفادوا بأن الجانب الأول في دورهما يتمثل في المصارحة، إذ يتحتم عليهما مصارحة الابن بأنهما عرفا بتورطه في تعاطي المخدرات، والتحدث عن ضرورة مواجهة المشكلة معاً.
أما الجانب الثاني فهو الحزم، الذي يتمثل في التأكيد على رفض الأسرة استمرار التعاطي، وضرورة الإقلاع عنه، وضرورة أن تصل هذه الرسالة بشكل حاسم وواضح للابن.
أما الجانب الثالث، فتمثل في المساندة، بإبداء الرغبة القوية في تقديم المساعدة، والوقوف بجانب الابن حتى يتخطى المشكلة، ويخضع للعلاج ويتعافى. وأوضح الدليل أن الجانب الرابع هو مراعاة المشاعر، من خلال تجنب إهانة الابن المتعاطي، لأن هذا السلوك يؤدي إلى تبعات سلبية، تتمثل في إصابته بحالة إنكار، ورفضه أي نوع من المساعدة، وربما نفوره من المنزل والأسرة، ما يزيد من تفاقم حالته. ويتزامن مع ذلك الجانب الخامس في دور الوالدين، وهو التواصل مع مراكز العلاج من الإدمان، لضمان خضوع الابن لعلاج مبكر، إذ يضاعف ذلك من فرصه في التعافي. وأخيراً يتحتم على الوالدين المتابعة المستمرة، من خلال دعم برامج الدمج والتأهيل بعد الانتهاء من العلاج.
وأكد الخبراء والاختصاصيون خلال الملتقى الذي استمر لمدة 10 أيام، واختتمت فعالياته أول من أمس في دبي هيلز مول، ضرورة استفادة الأبناء والآباء على السواء من المادة 80 من القانون الاتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة، التي تنص على أنه «لا تقام الدعوى الجزائية على متعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، إذا تقدم من تلقاء نفسه أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية، أو ممن يتولى تربيته، إلى الوحدة أو النيابة العامة أو الشرطة قبل ضبطه، أو قبل صدور أمر بالقبض عليه، طالبين إيداعه للعلاج لدى الوحدة، فيودع لديها إلى أن تقرر إخراجه».
وتابعوا أن «المشرع الإماراتي أضاف فئة الذين يتولون تربية المتعاطي إلى الأقارب الذين يمكن أن يساعدوه في التعافي والإعفاء من المساءلة القانونية، كما تضمنت التعديلات في المادة ذاتها، أنه لا يجوز أن تزيد مدة العلاج والتأهيل على سنة، بدلاً من سنتين وفق القانون القديم، ما يتيح للمتعاطي فرصة التعافي سريعاً، والاندماج في المجتمع».
وحرص المختصون على شرح ملامح برنامج الأسرة القوية، وهو برنامج علاجي ووقائي، يهدف إلى تحسين المهارات الأسرية، وتعزيز التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة، خصوصاً تلك المعرّضة لخطر التعاطي.
ولفتوا إلى أهمية التدريب على مهارات برنامج الأسرة القوية، وتشمل أنشطة الترابط العائلي، ومنها اللعب الفردي مع كل طفل، عبر جلسات منتظمة لتعزيز الروابط العاطفية معه، وإنشاء طقوس وتقاليد عائلية ممتعة، تعزز السعادة داخل المنزل.
وتابعوا أن الأنشطة تشمل ما يعرف بالمدح الإيجابي، وهو البحث عن الأمور الجيدة التي يقوم بها الأطفال، والثناء عليها، وتعزيز مهارات التواصل العائلي المحترمة، باستخدام تقنيات الاستماع الفعال، التي تتضمن الإنصات والفهم والتحقق، واستعمال رسائل محترمة في التعبير عن المشاعر، والأفكار والاحتياجات، على غرار «أشعر»، «أعتقد»، «أحتاج». ويجب التحلي بالحزم وليس العدوانية، وتجنب استخدام الكلمات ونغمات الصوت التي تضر بالعلاقات الأسرية.
وتشمل أنشطة الترابط العائلي، وضع قواعد عائلية واضحة للأسرة، بما فيها الابتعاد عن تعاطي الكحول أو المخدرات بين الشباب، مع وضع نظام مكافآت، للتعليم وتعزيز السلوك الجيد لدى الأطفال.
إلى ذلك، ذكر الخبراء والمختصون من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية، خلال الملتقى، أن الدولة تولي أهمية كبيرة لعلاج متعاطي المخدرات، وقد وفرت مرافق عدة للعلاج وإعادة التأهيل، لضمان تعافي المدمن وعودته من جديد إلى المجتمع كفرد منتج وناجح، مع توفير الضمانات الكافية للخصوصية والسرية.
• «الأسرة القوية» برنامج وقائي يهدف إلى تعزيز التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة، خصوصاً المعرّضة لخطر التعاطي.
• التواصل مع مراكز العلاج من الإدمان لضمان خضوع الابن لعلاج مبكر يضاعف فرصه في التعافي.