استخدام جسيمات نانوية لعلاج خلايا سرطانية

كشفت دراسة أجرتها باحثة في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إمكانية استخدام جسيمات نانوية لعلاج خلايا السرطان. وأكدت الجامعة أن الجسيمات النانوية أصبحت الركيزة الأساسية للعلاج الحديث لمرض السرطان، نظراً لتغلبها على التحديات التي تفرضها العلاجات التقليدية.

وتفصيلاً، قام فريق من الباحثين في العلوم من جميع أنحاء العالم، بقيادة الدكتورة في جامعة خليفة، لوسيا جيما ديلوجو، ببحث إمكانية استخدام مادة ثنائية الأبعاد، وهي مادة «مكسين» النانوية التي تتميز بصغر حجمها وخصائصها الفلورية، لتصبح المادة الأمثل لتتبع ودراسة توزيعها مع الأورام، واستعان الباحثون بتقنية النسخ المكاني، وهي تقنية متقدمة تجمع بين علم الأنسجة والتسلسل الجيني، بهدف رسم خريطة لنشاط الجينات والتفاعلات الخلوية داخل البيئة الدقيقة للورم.

وتمكّن الفريق البحثي عن طريق حقن مادة المكسين في أورام سرطان الثدي في الفئران، من تتبع آلية توزيع هذه الجسيمات النانوية داخل الورم والتأثير أيضاً على تفاعلات مجموعات مختلفة من الخلايا، وسلّط البحث الضوء على مدى قدرة «المكسين» في علاج السرطان من خلال تفاعلها مع الخلايا المناعية والبيئات الدقيقة للأورام، وتم نشر بحثهم في المجلة العلمية «نانو توداي» المعنية بالمواد النانوية، والمصنّفة في قائمة أفضل 1% من المجلات العلمية في العالم.

ورصد البحث في المناطق التي تراكمت بها نقاط «المكسين» بنسب عالية، أثراً ملحوظاً لتثبيط الورم، حيث أظهرت هذه المناطق انخفاضاً في تكاثر خلايا الورم، وزيادة في موت الخلايا التالفة وغير الضرورية بطريقة منظمة وسلسة دون التسبب بالتهاب وضرر بالأنسجة المحيطة، كما أشار تحليل نشاط الجينات إلى حدوث انخفاض كبير في نشاط المسارات التي تسهم في بقاء الخلايا، وهي عملية ترتبط بانتشار السرطان.

كما أظهر البحث وجود سمات وراثية في المناطق ذات التراكم المنخفض للمكسين، ما يعني أن البيئة الخلوية والجزيئية في هذه المناطق كانت ملائمة لنمو الورم وبقائه على قيد الحياة بدلاً من القضاء عليه، الأمر الذي يبرز أهمية ضمان التوزيع المناسب للجسيمات النانوية داخل الورم، لتحقيق التأثير العلاجي المطلوب لتثبيط نمو الورم.

تويتر