بحث والرئيس التشيلي تعزيز العلاقات.. وشهدا توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
رئيس الدولة: الإمارات تواصل نهجها الثابت في بناء شراكات تنموية مع دول العالم
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رئيس جمهورية تشيلي، غابرييل بوريك فونت، الذي بدأ، أمس، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات.
وجرت للرئيس التشيلي مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، حيث اصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضيف البلاد إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وجمهورية تشيلي، فيما اصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالرئيس غابرييل بوريك.
وقد كان في الاستقبال كل من، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وأمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني، علي بن حماد الشامسي، ووزير الدولة للشؤون المالية، محمد بن هادي الحسيني، ووزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ووزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق المري، ووزير الاستثمار، محمد حسن السويدي، ووزيرة التغير المناخي والبيئة، الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، ووزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ومستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة، فيصل عبدالعزيز البناي، ورئيس دائرة البلديات والنقل عضو المجلس التنفيذي في أبوظبي، محمد علي محمد الشرفاء الحمادي، ومدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية، ماجد سلطان المسمار، ومدير عام وكالة الإمارات للفضاء، سالم القبيسي، وسفير الدولة لدى تشيلي، محمد سعيد النيادي، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
ويرافق الرئيس التشيلي وفد رسمي يضم كلاً من، وزير الخارجية، ألبرتو فان كلافيرين، ووزير الاقتصاد والتنمية والسياحة، نيكولاس غراو، ووزيرة الأشغال العامة، جيسيكا لوبيز، ووزيرة العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والابتكار، آيسن إتشيفيري، وسفير تشيلي لدى دولة الإمارات، باتريسيو دياز، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في تشيلي.
بحث العلاقات
وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية تشيلي، غابرييل بوريك فونت، مختلف جوانب علاقات دولة الإمارات وتشيلي، خاصة تعاونهما المشترك في المجالات التجارية والاستثمارية والتنموية، وفرص تطويرها بما يخدم رؤى البلدين نحو المستقبل، ويسهم في استدامة التنمية والازدهار لشعبيهما.
ورحب سموه، خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها الجانبان في قصر الوطن في أبوظبي، بزيارة غابرييل بوريك التي تعد الأولى التي يقوم بها رئيس تشيلي إلى دولة الإمارات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عام 1978، مشيراً إلى ما تحمله من دلالات بشأن حرصه الشخصي على فتح آفاق جديدة لعلاقات البلدين تخدم مصالحهما المتبادلة.
واستعرض الجانبان، مستوى ما وصلت إليه العلاقات الإماراتية ـ التشيلية من تقدم نوعي خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي بجانب العمل المناخي وحلول الاستدامة والبنية التحتية، وغيرها من المجالات التي تشكل أولويات للتنمية، وتسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين.
كما تبادل سموه والرئيس التشيلي، خلال اللقاء، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، ورؤى البلدين المشتركة تجاه تعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف، وترسيخ الاستقرار والتعاون والتنمية في العالم أجمع.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، خلال الجلسة، الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بتعزيز علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية، حيث تمتلك رؤية شاملة لتعاونها معها ترتكز على الجوانب التنموية، وتقدمت خطوات مهمة في هذا المسار، وذلك انطلاقاً من إيمان الدولة بأن التعاون والاستقرار هما الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية ومستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لجميع شعوب العالم.
وأشار سموه إلى أهمية استثمار الفرص المتنوعة لتطوير التعاون بين البلدين، خاصة في الطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي والعمل المناخي، حيث إن لدى دولة الإمارات وتشيلي مشاريع نوعية وتجارب غنية في هذه المجالات، ويتفقان في هدف الوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050، كما ترتبط تشيلي بشراكة مع «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي تقوده الإمارات وإندونيسيا.
كما أشار صاحب السمو رئيس الدولة إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال الزيارة، تعد نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية وتجسد الإرادة المشتركة لتحقيق تطور نوعي في علاقاتهما، بجانب تجسيدها نهج دولة الإمارات في بناء جسور التعاون والشراكات التنموية مع الاقتصادات المهمة في العالم، من أجل تحقيق التنمية المشتركة للجميع.
وقال سموه إنه خلال الفترة من شهر يناير إلى أبريل من عام 2024 زاد حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وتشيلي بنسبة 26%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهذا مؤشر مهم على التطور الملحوظ الذي يشهده مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأشار سموه إلى أن ما يدعم حركة التجارة بين البلدين كذلك هو أن تشيلي طرف مع الإمارات في «الإعلان المشترك للتعاون بشأن ممر المحيطين»، الذي جرى توقيعه على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في دولة الإمارات خلال العام الماضي، ويهدف إلى توسيع آفاق التجارة الإقليمية.
من جانبه، أعرب الرئيس التشيلي عن سعادته بزيارة الإمارات ولقائه صاحب السمو رئيس الدولة، معبراً عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق خلال زيارته إلى الدولة.
وأكد حرص تشيلي على توسيع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات والاستفادة من تجربتها التنموية الملهمة بما يعزز الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين؛ وقال إن بلاده حريصة على استثمار الفرص المتاحة لبناء شراكات مثمرة تحقق المصالح المتبادلة، لاسيما في مجالات الاقتصاد، والاستثمار والطاقة المتجددة وغيرها.
وكتب الرئيس التشيلي كلمة في سجل الزوار، أعرب فيها عن تمنياته أن تشكل الزيارة دفعاً قوياً للعمل المشترك لما فيه مصلحة البلدين، وبما يحقق تطلعاتهما تجاه تحقيق مزيد من التنمية والازدهار.
وأقام صاحب السمو رئيس الدولة، مأدبة غداء، تكريماً للرئيس الضيف والوفد المرافق.
اتفاقية مضاعفة التجارة البينية
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية تشيلي، غابرييل بوريك فونت، أمس، مراسم توقيع «اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين دولة الإمارات وتشيلي، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس تشيلي إلى الدولة.
وتستهدف الاتفاقية، تحفيز التجارة البينية غير النفطية، من خلال إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز أمام التجارة وتبسيط الإجراءات الجمركية، بجانب تأسيس مسارات جديدة لتدفق الاستثمارات والتعاون وتوفير منصة للقطاع الخاص في الجانبين لبناء الشراكات.
وقع الاتفاقية، خلال المراسم التي أقيمت في قصر الوطن في أبوظبي، كل من وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ووزير الخارجية التشيلي، ألبرتو فان كلافيرين.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تواصل نهجها الثابت في بناء شراكات تنموية حول العالم، بما يحقق مصالح الشعوب ويوفر الفرص للأجيال القادمة، وذلك انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية تعزيز التعاون البنّاء بين دول العالم، والذي يضمن تحقيق مستقبل أفضل للجميع يسوده السلام والاستقرار والازدهار.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن دولة الإمارات حريصة على توسيع شبكة شركائها التجاريين والاستثماريين حول العالم، من خلال «برنامج الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة» الذي يستهدف تحفيز التنوع والنمو المستدام للاقتصاد الوطني على المدى الطويل، مشيراً سموه إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وتشيلي تسهم في دعم النمو الاقتصادي المتبادل، عبر توفير فرص التوسع لمجتمعي الأعمال والقطاع الخاص في الجانبين، إضافة إلى إيجاد ممر تجاري واستثماري حيوي مع قارة أميركا الجنوبية ذات الإمكانات الاقتصادية الواعدة.
من جانبه، رحب الرئيس التشيلي بتوقيع «اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين دولة الإمارات وتشيلي، وقال إنها خطوة نوعية في مسار علاقاتهما، وستسهم في تنمية آفاق تجارتهما وتنويع مصادر استثماراتهما، خاصة في مجالات الاستدامة، مشيراً إلى أن علاقات دولة الإمارات وتشيلي تعد نموذجاً لعلاقات التعاون بين الدول منذ إقامتها عام 1978.
وقد بلغ حجم التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وتشيلي 306 ملايين دولار خلال عام 2023، ويتطلع البلدان إلى مضاعفة الاتفاقية لتلك القيمة ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2030، مع تعميق التعاون عبر القطاعات ذات الأولوية.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتشيلي الثانية التي توقعها الدولة مع دول أميركا الجنوبية بعد توقيعها اتفاقية مماثلة مع كولومبيا خلال شهر أبريل الماضي.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال شهر سبتمبر من عام 2021، بوصفه ركيزة مهمة لجهود النمو والتنويع في الدولة.
وتظل التجارة الخارجية حجر الأساس في الخطط الاستراتيجية للنمو الاقتصادي في دولة الإمارات، وقد وصلت التجارة الإماراتية غير النفطية من السلع إلى أعلى مستوى في تاريخها عام 2023 عند 701 مليار دولار، بزيادة تبلغ 12.6% مقارنة بعام 2022، وبنمو 34.7% عن عام 2021.
كما شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وغابرييل بوريك فونت، إعلان عدد من مذكرات التفاهم، التي تهدف إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين، وشملت مجالات: الأمن الغذائي والاستثماري في الأغذية الزراعية، والتعاون في مجال الاستثمار، بجانب تكنولوجيا المعلومات والبحوث والأنشطة الفضائية للأغراض السلمية، إضافة إلى إعلان نوايا في مجال التعدين.
وكان رئيس جمهورية تشيلي غابرييل بوريك فونت، وصل أمس، إلى أبوظبي في زيارة رسمية إلى دولة الإمارات.
وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي رئيسة بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وسفير الدولة لدى تشيلي محمد سعيد النيادي، وعدد من المسؤولين.
محمد بن زايد:
. اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتشيلي تسهم في دعم النمو الاقتصادي المتبادل، وإيجاد ممر تجاري واستثماري حيوي مع قارة أميركا الجنوبية.
. اتفاقية الشراكة نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية، وتجسد الإرادة المشتركة لتحقيق تطور نوعي في علاقات البلدين.
غابرييل بوريك فونت:
. تشيلي حريصة على توسيع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات، والاستفادة من تجربتها التنموية الملهمة، بما يعزز الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين.
. استثمار الفرص المتاحة لبناء شراكات مثمرة تحقق المصالح المتبادلة في الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news