يتضمنها وثائقي يضيء على جوانب من فترة تدريبه في كلية مونز العسكرية

لأنه محمد بن راشد.. شهادات للتاريخ عن قائد لا يستسلم

صورة

أطلق مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، فيلماً وثائقياً قصيراً، يضيء على جوانب من الفترة التي قضاها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كلية مونز العسكرية البريطانية، والتي تُعدُّ اليوم جزءاً من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.

وجاء إطلاق الفيلم الوثائقي القصير، بمناسبة احتفالية مركز محمد بن راشد لإعداد القادة بمرور 20 عاماً على تأسيسه، وعرض الفيلم خلال الاحتفالية التي جرت في مركز دبي التجاري العالمي، إذ سلّط الضوء على محطات ومواقف فريدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال فترة التحاقه بالكلية البريطانية العريقة في ستينات القرن الماضي.

قيمة كبرى

ويحمل الفيلم الوثائقي قيمة تاريخية كبرى، لاستناده إلى شهادات حية لمن درب وزامل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو ينهل من العلوم العسكرية، ويصقل معارفه وخبراته كعسكري متمرس، وشخصية طموحة بدت عليها ملامح النبوغ القيادي، وجسارة قهر التحديات منذ الصغر، ورفض الاستسلام لأي ظرف كان، وهي الخصلة التي غرسها في نفسه والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، إذ أدرك، رحمه الله، وهو الخبير بمعادن الرجال، أن نجله صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيكون قائداً استثنائياً، ولن تتأخر الأيام حتى تثبت للأب ورجل الدولة الراحل صدق بصيرته.

ذكريات لا تنسى

يحتشد الفيلم الوثائقي بصور وذكريات لا تنسى لأشخاص عاصروا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال تلك المرحلة المفصلية من حياته، والتي كانت مقدمة لتولي سموّه بعد عودته من بريطانيا في عام 1968، رئاسة شرطة دبي والأمن العام، كما عُيّن سموّه وزيراً للدفاع، ليصبح بذلك وزير الدفاع الأصغر سناً في العالم.

كما يتضمن الفيلم الوثائقي القصير شهادات مكثفة، وقصصاً من ذاكرة أربعة أشخاص تعرفوا عن كثب إلى جوانب من شخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال المعايشة المباشرة، وتأمل مواقفه وسلامة فطرته والسمات القيادية، وشغفه بالمعرفة، وقدرته على التعامل مع الآخرين، والتأقلم مع قسوة الظروف، وموهبته الطبيعية وحزمه في اتخاذ القرار الحاسم في التوقيت المثالي، والتعبير عن نفسه بطريقة خاصة ومحببة.

متحدثون

ويستضيف الفيلم الكولونيل شيتويند ستيبلتون الذي كان يشرف على التدريبات العسكرية للمنتسبين في كلية مونز، والرائد ديفيد بروكس، الضابط السابق في الكلية وأحد الذين عاصروا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال فترة تدريبه، وريديان فوغان المؤرخ العسكري الحائز وسام الإمبراطورية البريطانية، ومارك أغار اللذين زاملا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الدفعة ذاتها.

قوة الشخصية

يركز الفيلم، من خلال الشهادات الأربع، على السمات القيادية التي تميّز بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي صقلتها التنشئة المبكرة على يدي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ما مكنه من اجتياز التدريبات القاسية للغاية في كلية مونز، وانتزاع المراكز الأولى في جميع المهام التي أوكلت لسموّه بطريقة أبهرت مسؤولي الكلية العسكرية البريطانية، ليدركوا سريعاً أنهم يتعاملون مع شخص مختلف عمّا عهدوه، إذ كان سموّه نموذجاً فريداً في العزيمة وجرأة المبادرة، وتحدي الصعاب، والانفتاح على الآراء المختلفة وفن الإنصات للآخرين، وهي الخصال القيادية التي لازمت صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ نعومة أظفاره، وأنبأت عن قائد ورجل دولة عظيم في مقبل الأيام.

ثقة الأب

يروي الفيلم الوثائقي أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، لم يلقِ بالاً لكل ما قيل له عن القواعد الصارمة في كلية مونز العسكرية ومشقة التدريب الذي يتلقاه الضباط في الكلية، وتشبيه الالتحاق بها بدخول السجن، والتزامها القاطع بعدم التمييز بين منتسب وآخر، وعدم التهاون مع أي متدرب مهما كان لقبه ومكانته ونسبه، وأن الشيخ راشد، رحمه الله، علق على الأمر بضحكة وإيماءة خاصة واثقة، لمعرفته اليقينية بالإمكانات التي يمتلكها نجله الشاب، وخططه بعيدة المدى لتطوير ذاته وصناعة مستقبل جديد لوطنه.

إرادة لا تلين

يذكر الفيلم على لسان المتحدثين الأربعة، أن التدريبات البدنية القاسية التي استمرت لستة أشهر، خلّفت قروحاً وبثوراً على أجساد المنتسبين للكلية، وكان يتوجب عليهم التعامل معها وتناسي الألم، وهو ما اجتازه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بامتياز، لتمتعه بإرادة لا تلين وإحساس عميق بالمسؤولية ووضوح في الرؤى والأهداف.

ويكشف الفيلم عن مشقات لا توصف واجهها المنتسبون إلى كلية مونز، ومنها ترك 400 متدرب وسط جبال بريكون بيكونز البريطانية، ثم إرسال 100 لملاحقتهم والقبض عليهم، وقد أخفق معظم المتدربين في الاختبار، ولم ينج من فرقة الملاحقة سوى 16 متدرباً كان من بينهم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يقود أحد الفصيلين العائدين إلى الكلية.

ويروي المتحدثون في الفيلم أن هذه الحادثة كانت كاشفة عن مدى اختلاف سموّه عن بقية المنتسبين، وامتلاكه زمام القيادة والجاذبية الخاصة للتأثير في الآخرين، ومنحهم القوة والثقة بالنفس.

مهمة صعبة

ويجتهد المتحدثون في الفيلم لتقصي الصفات القيادية التي تميّز صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتتواتر في شهاداتهم أوصاف القوة والعزم والجرأة وعدم الاستسلام وإرادة الفوز، وهم يعلمون أنها مهمة شاقة لصعوبة النفاذ إلى جوهر شخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أو وضعها في إطار محدد على مألوف الباحثين والمؤرخين وكُتّاب سير القادة.. لأنه ببساطة: محمد بن راشد.


براعة مدهشة

يسلّط الفيلم الوثائقي من خلال شهادات من عاصروا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كلية مونز العسكرية البريطانية، الضوء على مفاجآت كان سموّه يذهل بها متابعيه كل يوم، منها: براعته المدهشة في الرماية، وفروسيته، وقدرته على إصدار الأوامر وفق متطلبات الظروف، ومساعدة الزملاء، والعمل بروح الفريق الواحد، والجرأة في اقتحام الخطر.

تويتر