تتضمن أوراق النخيل وأصداف المحار

تقنيات إماراتية لتجديد الشعاب المرجانية في «الفجيرة للبحوث»

مركز الفجيرة للبحوث يعزّز ريادته في مجال مبادرات الحفاظ على البيئة البحرية. من المصدر

أطلق مركز الفجيرة للبحوث مبادرة مبتكرة تهدف إلى استعادة الشعاب المرجانية وتعزيز التنوّع البيولوجي البحري، بالاستفادة من ممارسات إماراتية تقليدية مثل استخدام أوراق النخيل وأصداف المحار، إلى جانب الأساليب العلمية الحديثة.

ويهدف المشروع إلى تجديد النظم البيئية البحرية وتنشيط الموائل الطبيعية، في إطار جهود دولة الإمارات المستمرة لتعزيز الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية.

ويستند مركز الفجيرة للبحوث في منهجيته المبتكرة لإكثار المرجان إلى استخدام أوراق النخيل وأصداف المحار، مستلهماً الأساليب التقليدية التي تُشكل جزءاً من التراث البحري لأبناء الإمارات.

وأفاد مدير المركز، الدكتور فؤاد لمغاري رضوان، بأن النهج الذي اعتمده المركز يتميز بمزج فريد بين المعرفة والأساليب الإماراتية التقليدية وبين الابتكارات العلمية المتطورة لطرح حلول فعالة ومستدامة للحفاظ على البيئة البحرية، بحيث تعزز هذه التركيبة من المواد الحيوية نمو الشعاب المرجانية ومجموعة متنوّعة من الأنواع البحرية الأخرى.

وأضاف أنه من خلال الاستفادة من وفرة الموارد الطبيعية، يسهم مركز الفجيرة للبحوث بشكل فعال في الحد من الاعتماد على البدائل الاصطناعية، ما يعزز على نحو ملحوظ ممارسات الاستدامة. كما توفر تركيبات المواد الحيوية، من هذه الموارد، موائل حيوية لمجموعة متنوّعة من الأنواع البحرية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على النظام البيولوجي بشكل كبير، مشيراً إلى أن النهج لا يدعم نمو المرجان الطبيعي وتجديده فحسب، بل يضمن كذلك الاستدامة طويلة الأجل.

وكشف أن التحليلات الأخيرة أثبتت زيادة كبيرة في انتشار المرجان والتنوّع البيولوجي البحري في المناطق التي تم استخدام هذه التقنيات فيها، ما يعكس حجم تأثيرها الإيجابي في البيئة البحرية.

من جهتها، أكدت الباحثة في مجال العلوم البحرية في المركز، مريم الحفيتي، التأثير الإيجابي الكبير لهذا الدمج الفريد بين المعرفة التراثية، التي تمتد لأكثر من قرن، وبين العلوم الحديثة.

وقالت إنها «خطوة مهمة نحو تعزيز جهود حماية التنوع البيولوجي البحري»، مضيفة أن «هذا المشروع الفريد يبرز تفاني مركز الفجيرة للبحوث والجهود الحثيثة التي يبذلها في مجال حماية البيئة وتعزيز النمو المستدام في المنطقة».

وأشارت إلى أن هذا النهج المبتكر له فوائد وميزات متعددة تسهم في تنشيط الموائل البحرية وحماية الكائنات التي تعيش فيها، بما يتماشى مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدفع عجلة التنمية المستدامة وحماية البيئة، وإرساء معايير جديدة من الكفاءة والفعالية والريادة في مجال الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة على مستوى العالم.

ويواصل مركز الفجيرة للبحوث ترسيخ ريادته في مجال المبادرات الرامية إلى الحفاظ على البيئة البحرية، من خلال إبراز الإمكانات والفوائد التي تقدمها منهجية الجمع على نحو مبتكر بين الممارسات التقليدية الحكيمة والأساليب العلمية المعاصرة، ودورها الحيوي في حماية المنظومات البيئة البحرية على المدى الطويل.

تويتر