بحثا في عمّان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
رئيس الدولة وملك الأردن يشهدان إطلاق الشراكة الاقتصادية الشاملة
بحث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أمس، العلاقات الأخوية، ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في تحقيق رؤية البلدين وأولويات التنمية والازدهار المستدام اللذين يتطلعان إليهما.
جاء ذلك خلال استقبال جلالة ملك الأردن - في قصر بسمان في عمّان - صاحب السموّ رئيس الدولة والوفد المرافق، الذي قام بزيارة عمل أمس إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث رحب جلالته بزيارة أخيه صاحب السموّ رئيس الدولة والوفد المرافق إلى بلده الثاني الأردن.
واستعرض الجانبان، خلال اللقاء، مسارات التعاون الإماراتي - الأردني في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها، مؤكدين في هذا السياق اهتمامهما المشترك ببناء شراكات اقتصادية استراتيجية تلبي تطلعات شعبي البلدين إلى التنمية والتقدم، وتعزز آفاق تعاونهما على مختلف المستويات، وذلك انطلاقاً من رؤية مشتركة طموحة لبناء اقتصاد مزدهر ومستدام يقوم على مواصلة استكشاف مزيد من فرص التعاون المثمر بين البلدين.
وأشار سموّه وجلالة الملك عبدالله الثاني إلى أن علاقات البلدين لها جذور راسخة منذ عهد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسين بن طلال، رحمهما الله.
كما أكد سموّه وجلالة الملك عبدالله الثاني، أهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي يوقعها البلدان خلال الزيارة، التي تأتي نتيجة مسار طويل من العلاقات الاقتصادية المثمرة وقاعدة واسعة من الفرص لتنميتها في المستقبل.
وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصل إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أمس، في زيارة عمل.
وكان في مقدمة مستقبلي سموّه - لدى وصوله إلى مطار السرب الملكي «ماركا» - صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وصاحب السموّ الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد الأردن، وعدد من كبار المسؤولين.
وتأتي زيارة سموّه في إطار الزيارات المتبادلة التي يقوم بها الجانبان، لتعزيز العلاقات الأخوية، وبناء شراكات استراتيجية تلبي تطلعات شعبيهما نحو مستقبل أكثر نماء وازدهاراً، بجانب الحرص المشترك على مواصلة التشاور الأخوي في مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.
واستعرض صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجلالة الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والمستجدات في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين أهمية تعزيز الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، بجانب دفع الجهود المشتركة للاستجابة للأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
كما شدد الجانبان على موقف البلدين الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ووقوفهما مع الشعب اللبناني الشقيق، إضافة إلى ضرورة التحرك الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان، وتوفير الحماية للمدنيين فيه.
وأكد صاحب السموّ رئيس الدولة وجلالة ملك الأردن ضرورة تكثيف العمل من أجل منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى العمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم، الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع.
وأشاد صاحب السموّ رئيس الدولة في هذا السياق بالدور التاريخي الذي يقوم به الأردن في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق على مختلف المستويات، مثمناً سموّه دعم الأردن الجهود المشتركة للاستجابة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة.
كما شهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والمملكة، الهادفة إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى مستويات جديدة من النمو المتبادل، بجانب توفير مزيد من فرص العمل في الجانبين، وتحسين سلاسل التوريد، وتسريع نمو القطاعات ذات الأولوية.
وقع الاتفاقية، خلال المراسم التي جرت في قصر بسمان، وزير دولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ووزير الصناعة والتجارة والتموين في الأردن المهندس يعرب فلاح القضاة.
كما شهد سموّه والملك عبدالله الثاني توقيع اتفاقية التعاون الإداري في المسائل الجمركية بين دولة الإمارات والأردن.
وقعها من جانب دولة الإمارات.. رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ علي بن حماد الشامسي، ومن الجانب الأردني وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب فلاح القضاة.
ورحب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتوقيع الاتفاقية، التي تُعدُّ الأولى لدولة الإمارات مع دولة عربية، مشيراً سموّه إلى أنها تطور طبيعي للعلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات والأردن.
وقال سموّه: «إن الاتفاقية تشكل قاعدة مهمة لتعزيز التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي بين البلدين بجانب بناء مزيد من الشراكات المثمرة، وإطلاق حقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري طويل الأجل بما يحقق النمو الاقتصادي المستدام في البلدين الشقيقين والازدهار في المنطقة عامة».
من جانبه، أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن تطلعه إلى أن تسهم الاتفاقية في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام، وفتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي بين البلدين، مثمناً دعم دولة الإمارات للجهود التنموية في الأردن.
وينطلق توقيع الاتفاقية التاريخية من قاعدة صلبة من العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين دولة الإمارات والأردن بعد أن تخطت التجارة الثنائية غير النفطية 4.2 مليارات دولار، فيما تواصل مسارها الصاعد بعدما سجلت 2.7 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، بنمو أكثر من 36.8%، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2023.
ووفقاً لدراسات الجدوى، ستسهم الاتفاقية في تحفيز التدفقات التجارية المتبادلة عبر إزالة أو تخفيض القيود التجارية والتدابير غير التعريفية على المنتجات السلعية والخدمية.
ويُعدُّ الأردن حالياً ثالث أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات خارج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تُعدُّ الإمارات أكبر مستثمر عالمي في الأردن، حيث تشير التقديرات إلى بلوغ الاستثمارات المتبادلة بين البلدين نحو 22.5 مليار دولار، ولدى دخول الاتفاقية حيز التنفيذ يتوقع إسهامها في زيادة تلك الأرقام إلى مستويات أعلى، ما يحفز نمو الفرص عبر قطاعات متعددة، تشمل الطاقة المتجددة والمشاريع الصناعية والتصنيع والنقل والأدوية وتصنيع الأغذية.
ويشكل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه ركيزة رئيسة لاستراتيجية دولة الإمارات للنمو الاقتصادي، الرامية إلى توسيع علاقاتها التجارية مع مختلف دول العالم عن طريق إزالة الحواجز أمام التجارة، وتحسين الوصول إلى الأسواق، وتسهيل التعاون مع القطاع الخاص.
حضر جلسة المحادثات.. سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ورئيس جهاز الإمارات للمحاسبة حميد عبيد أبوشبص، ووزير دولة جبر السويدي، ومستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة فيصل البناي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية خلدون خليفة المبارك، والقائم بأعمال سفارة الدولة في عمّان المستشار حمد المطروشي، وعدد من كبار المسؤولين.
كما حضرها من الجانب الأردني صاحب السموّ الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ورئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وعدد من كبار المسؤولين في الأردن.
وغادر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في ختام الزيارة. وكان في مقدمة مودعي سموّه - في مطار السرب الملكي «ماركا» - صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وصاحب السموّ الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وعدد من كبار المسؤولين.
رئيس الدولة:
الاتفاقية تسهم في إطلاق حقبة جديدة من الشراكة التجارية والاستثمارية طويلة الأجل بما يحقق النمو الاقتصادي المستدام للبلدين.
ملك الأردن:
نتطلع إلى أن تسهم الاتفاقية في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news