الإمارات .. محطات تاريخية في دعم الشعب اللبناني

تمثل حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي تنطلق، غدا "الثلاثاء" وتستمر حتى يوم 21 أكتوبر الحالي، محطة جديدة في المسار التاريخي والنهج الثابت لدولة الإمارات، قيادة وشعبا بالوقوف إلى جانب لبنان في المراحل كافة، خصوصا خلال حالات الطوارئ والأزمات، التي تعرض لها على مدى 5 عقود.

وتجسد الحملة، التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ويشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة، إرادة دولة الإمارات وعزمها على تسخير الإمكانات كافة وتقديم كل ما يلزم لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية.

وأرسلت الإمارات في ضوء هذه الحملة 6 طائرات محملة بقرابة 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء، للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين.

كان صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" قد أمر في 30 سبتمبر الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق.

ووجه سموه اليوم "الإثنين" بتسيير 6 رحلات جوية إضافية، لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني الشقيق إلى جانب تقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار للنازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية.
نصف قرن.

ويسجل التاريخ لدولة الإمارات، مواقف مشرفة منذ عام 1974، في دعم الشعب اللبناني الشقيق، حيث منح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، لبنان مبلغا قدره 150 مليون دولار لتمويل مشروع الليطاني.

وشهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، العديد من المبادرات الإماراتية الهادفة، لترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره حيث قدمت الإمارات هبات وقروضا مالية للحكومة اللبنانية، لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات.

وجددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، في أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000 وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، عن تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.

ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذا لمقررات مؤتمر "باريس-2"، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.
المشروع الإماراتي.

وأكدت الإمارات في عام 2006 أنها من أوائل الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته "المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان"، الذي لم يوفر جهدا أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.

وقامت دولة الإمارات، في إطار المشروع نفسه، بتسيير جسر جوي وخط ملاحي وخط بري مباشر، لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، التي شملت المواد الغذائية والأدوية والخدمات الطبية ونقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل المدارس والمستشفيات وموانئ الصيادين، التي دمرتها الحرب، إلى جانب إطلاق مبادرة إزالة الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب اللبناني.

كوفيد..

وكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للشعب اللبناني الشقيق، خلال جائحة كورونا "كوفيد 19"، إذ أعلنت في 6 أغسطس 2020، عن تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طنا من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، عبر توفير أدوات الحماية الشخصية والوقائية، وأجهزة تشخيص "كوفيد 19"، وكذلك دعم الإجراءات الاحترازية الوقائية.

وبادرت الإمارات بإنشاء "مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي- اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا" كمستشفى ميداني متخصص للتعامل مع المصابين، بقدرة استيعابية تبلغ حوالي 80 سريرا مزود بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.

وفي 24 سبتمبر من العام 2020، وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، باخرة مساعدات سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تحمل على متنها 2400 طن من الاحتياجات الإغاثية، التي تضمنت المواد الغذائية، والطبية والمكملات الغذائية للأطفال، والمعقمات ووسائل الوقاية وأدوات التخفيف من آثار تفشي جائحة كوفيد-19، على الساحة اللبنانية إلى جانب الملابس المتنوعة.

مرفأ بيروت.

وسارعت الإمارات إلى مد يد العون والنجدة إلى لبنان، بعد تعرضه لإحدى أكبر الكوارث الإنسانية التي شهدها في العصر الحديث، نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، وخلف آلاف الضحايا والجرحى، فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بالمرفأ والمباني في العاصمة بيروت.

وأعلنت الإمارات بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، تضمنت أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى، جرى نقلها على وجه السرعة إلى بيروت عبر عدة طائرات.

وأطلقت حينها حملة " الإمارات تتطوع " مبادرة وطنية إنسانية عاجلة لمواطني ومقيمي الدولة، تحت عنوان " من الإمارات ومن أجل لبنان"، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة وذلك في إطار التضامن ومساندة ودعم الشعب اللبناني الشقيق.
 

تويتر