%18 من الأطفال تعرضوا للتنمر الإلكتروني

«مراقبة المحتوى» تثير نزاعات أسرية بين مراهقين وآبائهم 

مجلس الأمن السيبراني نصح بتعليم الأطفال عدم النقر على الروابط غير المألوفة. أرشيفية

شكا آباء وأمهات صعوبة تنفيذ المراقبة الأسرية على أبنائهم المراهقين أثناء إبحارهم عبر الإنترنت، أو خلال ممارستهم الألعاب الإلكترونية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إنهم لا يستطيعون حماية أطفالهم من التعرض للتنمر خلال تجوالهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو تحصينهم ضد الجرائم الإلكترونية التي قد تواجههم في الفضاء الإلكتروني، مشيرين إلى صعوبة متابعة كل ما يشاهده الأبناء على شاشات هواتفهم، أو أجهزتهم، لاسيما عندما يكون الابن في سن المراهقة.

وأكدوا حدوث نزاعات أسرية مستمرة مع أبنائهم، نتيجة اكتشاف الابن - أو الابنة - أنه مراقب.

وأظهرت نتائج دراسة، أجرتها أخيراً شركة «كاسبرسكي»، بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني، أن 31% من الآباء يواجهون نزاعات مع أطفالهم حول مراقبة المحتوى، وأن 18% من الأطفال تعرضوا للتنمر الإلكتروني.

وتفصيلاً، ذكرت «أم عبدالله»، أن «الأبناء، خصوصاً المراهقين، لديهم هواتف شخصية، يستخدمونها داخل المنزل أو خارجه، ومن الصعب على الأسرة أن تفرض عليهم رقابة مستمرة لتحديد نوع وطبيعة المحتوى الذي يشاهدونه»، معتبرة أن «توعية الأطفال وتدريبهم منذ الصغر حول كيفية الاستخدام الآمن للإنترنت، ولمواقع التواصل الاجتماعي، أمر ضروري، لعدم الوقوع لاحقاً في هذه المشكلة».

واتفقت معها «أم آسر»، بالقول إن «أحد العوامل التي تزيد من صعوبة فرض الرقابة الأسرية على الأطفال يتمثل في انشغال الآباء والأمهات عنهم ساعات طويلة خلال النهار، سواء بالعمل أو في الأعمال المنزلية، الأمر الذي يفتح الباب أمامهم للانطلاق وحيدين في العالم الافتراضي، ومن ثم يكونون مهددين بالتعرض لتجارب مؤلمة من التنمر، وأحياناً للجرائم الإلكترونية»، معتبرة أن «هناك دوراً مهماً للمدرسة والجهات المعنية بالطفل، في تنفيذ حملات التوعية المستمرة للأطفال».

وذكر حازم قاعود أن محاولة الأب أو الأم سحب جهاز الهاتف أو جهاز الألعاب الإلكترونية من يد طفل، هي إحدى المشكلات التي تواجه الأسرة حالياً بوجه عام، مشيراً إلى أنه على الرغم من التحذيرات المستمرة من الإدمان الإلكتروني، ومن الجرائم الإلكترونية، إلا أنه يرى أن هناك بعض الآباء والأمهات يرون في الأجهزة الإلكترونية وسيلة لإلهاء الطفل وإشغاله، لكن من دون إدراك للتبعات والآثار السلبية المترتبة على ذلك.

وذكر آخرون أنهم واجهوا مشكلات مماثلة مع أبنائهم، بسبب نشرهم صوراً شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، من دون موافقتهم، أو التحدث مع أحد مشاهير التواصل الاجتماعي في بث مباشر، مؤكدين أن وضع قيود وحدود للأبناء لما هو مسموح به وما هو غير مسموح به، أمر ضروري لحمايتهم من مجرمي الإنترنت.

من جانبه، ذكر «مجلس الأمن السيبراني» أن العالم الرقمي فضاء رحب ومثير للأطفال، لكنّه لا يخلو من المخاطر، مشدداً على أن استخدام أدوات الرقابة الأبوية لحجب المحتوى الضار، وفتح قنوات الحوار حول مخاطر التنمر الإلكتروني، من الخطوات الأساسية لحمايتهم.

وأكد أن «الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية يُعد ركيزة أساسية لضمان الأمان في عالمنا الرقمي المعاصر». واستعرض المجلس عبر حسابه على موقع «إكس» نتائج دراسة أجرتها أخيراً شركة «كاسبرسكي»، بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني، إذ ذكر أن العينة شملت 2000 مقابلة في الإمارات (عبر الإنترنت).

وبيّنت الدراسة أن 95% من الآباء يتابعون نشاطات أبنائهم، ويراقبون سلوكهم عبر الإنترنت، بينما صرّح 80% من الأطفال بأنهم لا يستطيعون الاستغناء أو العيش من دون أجهزتهم الإلكترونية.

وكشفت أن 43% من الأطفال يشعرون بالندم بعد نشر المحتوى عبر الإنترنت، فيما نصح مجلس الأمن السيبراني الأهالي باستخدام أمثلة واقعية لتوضيح عواقب النشر المتسرع، وتشجيعهم على التأني قبل مشاركة المحتوى.

ونصح الآباء بشأن ما يواجههم من نزاعات مع أطفالهم حول مراقبة المحتوى، بإنشاء حوار مفتوح حول استخدام الإنترنت، والاستماع لمخاوفهم واحتياجاتهم لبناء الثقة المتبادلة.

كما نصح بوضع جدول متوازن يشمل أنشطة إلكترونية وأخرى بعيدة عن الشاشات، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية مع الحفاظ على الثقة والحوار المفتوح.

وحذر مجلس الأمن السيبراني من تزايد خطورة رسائل التصيّد الاحتيالي، التي تستهدف العائلات، داعياً إلى الحيطة من الرسائل النصية المزيفة، وزيادة الوعي بوسائل ومؤشرات اكتشافها، وحماية أفراد الأسرة من هجمات التصيد واختراق خصوصيتها.

ونبه إلى أن مجرمي الإنترنت أصبحوا يستهدفون العائلات بشكل متزايد من خلال رسائل نصية مزيفة، يتظاهرون فيها بأنهم مصادر موثوقة، مؤكداً ضرورة التحقق من الرسائل، وتجنب الروابط المجهولة، وتثبيت برامج الحماية.

كما حذر المجلس من خلال حملته التوعوية الرقمية المستمرة من العروض غير المنطقيّة والرسائل من مصادر غير معروفة، داعياً إلى الانتباه للأخطاء اللغوية ومحاولات الضغط لاتخاذ إجراء سريع.

وأشار إلى أن عمليات التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية باتت تستهدف العائلات، أيضاً، حيث تشكل 28% من إجمالي هجمات التصيد الاحتيالي، داعياً إلى المحافظة على اليقظة، ومنع وقوع البيانات الشخصية في الأيدي الخطأ.

وشرح أن المقصود بالتصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية، هو أن المجرمين السيبرانيين يتظاهرون بأنهم جهات موثوقة، كمدرسة الطفل أو شركة توصيل، مستخدمين رسائل نصية مزيفة لخداع العائلات وسرقة معلوماتهم الشخصية.

واستعرض نماذج من الرسائل المزيفة، منها «هام.. تحتاج مدرسة طفلك إلى تحديث فوري لمعلومات الاتصال في حالات الطوارئ، انقر على الرابط لتحديث المعلومات الآن»، ورسالة ثانية «فشل تسليم الطرد الخاص بك بسبب عنوان غير صحيح.. انقر هنا لإعادة جدولة التسليم، وإذا لم تقم بإعادة الجدولة، سيتم إرجاع الطرد إلى المرسل»، ورسالة ثالثة «وعدم التحديث قد يسبب مشكلات في التواصل مع المدرسة، فاتك موعدك الطبي العائلي المحدد، انقر هنا لإعادة الحجز وتجنب الرسوم. قم بإعادة الجدولة الآن قبل أن يتم حجز موعدك من قبل شخص آخر».

ووجه مجلس الأمن السيبراني نصائح حول كيفية حماية العائلة من رسائل التصيد الاحتيالي، تضمنت تعليم الأطفال عدم النقر على الروابط غير المألوفة، والتحقق من جميع الرسائل عبر إجراء مكالمة هاتفية، وتثبيت تطبيقات أمنية على أجهزة العائلة.

وأكد أن الوعي هو خط الدفاع الأول لحماية العائلة، لافتاً إلى ضرورة اليقظة لتجنب وقوع أفراد الأسرة ضحية للتصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية.

كما دعا مجلس الأمن السيبراني للتعرف إلى مؤشرات وجود التصيد الاحتيالي، للتمكن من كشف المجرمين السيبرانيين، محدداً خمسة مؤشرات للكشف عن الرسائل الاحتيالية؛ الأول هو وجود عروض تبدو جيدة لدرجة لا تصدق، وتكون متضمنة عبارات مثل «الوقت محدود»، «مبروك لقد ربحت مليون درهم إماراتي»، «طارئ»، وغيرها. والمؤشر الثاني هو «المرسلون المشبوهون»، والثالث هو وجود أخطاء إملائية ونحوية، والرابع وجود مرفقات أو روابط مشبوهة. والخامس حث المستلم على الضغط للتصرف بسرعة. ومن ذلك وجود عبارات «عاجل: سيتم قفل حسابك خلال 24 ساعة»، و«إشعار نهائي: آخر فرصة للمطالبة بجائزتك»، و«تنبيه أمني: تم اكتشاف نشاط غير معتاد. قم بتأكيد هويتك الآن».

وأكد المجلس ضرورة الحذر من العروض المبهرة، (فعلى الأرجح تخفي وراءها عملية احتيال)، والتأكد من هوية المرسل قبل التفاعل مع أي رابط، وتذكر أن المؤسسات الرسمية والشركات الموثوقة لا ترسل رسائل مملوءة بالأخطاء، وتجنب النقر على الروابط أو تحميل المرفقات غير المتوقعة، والمحافظة على الهدوء، إذ يعتمد المجرمون السيبرانيون على الذعر للتحايل عليك.

تجنب عمليات الاحتيال

دعا مجلس الأمن السيبراني إلى زيارة الموقع https://staysafe.csc.gov.ae/home لتجنب عمليات الاحتيال، عبر التحقق من مصداقية المواقع الإلكترونية، والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، واستخدام الأدوات اللازمة لحماية العائلة في العالم الرقمي.

وحذّر من مواقع إلكترونية يمكن أن تخدع متصفحيها للكشف عن معلوماتهم الشخصية، داعياً عند تلقي أي رسالة تحتوي على رابط مشبوه إلى نسخ الرابط ولصقه مباشرة على الموقع التابع لمجلس الأمن السيبراني (staysafe)، وإذا كان الرابط غير آمن يمكن الإبلاغ عنه بسهولة.

• «مجلس الأمن السيبراني»: استخدام الرقابة لحجب المحتوى الضار عن الأبناء، وفتح قنوات الحوار معهم من الخطوات الأساسية لحمايتهم.

• %28 من هجمات التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية تستهدف العائلات.

• %80 من الأطفال لا يستطيعون الاستغناء عن أجهزتهم الإلكترونية.

• %43 من الأطفال يشعرون بالندم بعد نشر المحتوى عبر الإنترنت.

تويتر