أبرزها السرعة والتجاوز الخطأ
4 مسببات رئيسة لـ «حوادث الضباب» على الطرق
حدّدت تقارير شرطية أربعة مسببات رئيسة لوقوع حوادث الضباب، هي: عدم مراعاة ظروف الطريق خلال تدني الرؤية الأفقية نتيجة الضباب، وعدم ترك مسافة أمان كافية، والسرعة الزائدة، فضلاً عن التجاوز الخطأ، فيما حذرت وزارة الداخلية وأجهزة الشرطة وجهات معنية بالطقس والمناخ، من مخاطر عدم التزام سائقين القيادة الآمنة على الطرق أثناء تشكل الضباب، نظراً لتدني مستويات الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر، وزيادة احتمالية وقوع حوادث مرورية.
وقالت وزارة الداخلية، رداً على أسئلة لـ«الإمارات اليوم»، إنها أعدت لائحة بالإرشادات والإجراءات التي يتوجب على السائق اتباعها عند تدني مستوى الرؤية أثناء تشكّل الضباب، محذرة من خطورة الضباب، إذ يعدّ سبباً رئيساً لوقوع الحوادث، ما يتطلب من السائقين أخذ الحيطة والحذر، ومراعاة قواعد السير والمرور، وعدم استخدام الهاتف.
وتفصيلاً، نبّه المركز الوطني للأرصاد، خلال نشرات الطقس اليومية، من تشكل الضباب بمستويات مختلفة خلال الأيام المقبلة، إذ أشار إلى احتمال تشكل الضباب حتى السبت المقبل، على مناطق مختلفة من الدولة.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان لـ«الإمارات اليوم»، إن الضباب يعدّ من الظواهر الجوية المائية، حيث يتكثف بخار الماء في الغلاف الجوي قرب سطح الأرض، وبمعنى آخر هو تشكل سحابة قاعدتها سطح الأرض.
وحذر من أن الضباب يعدّ من الظواهر الجوية المؤثرة سلباً، والتي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية، حيث تصل أحياناً إلى ما دون 100 متر، أو انعدام الرؤية، وهو ما قد يتسبب في حوادث المركبات وعرقلة حركة الطائرات نتيجة انعدام الرؤية.
وذكر الجروان أن الضباب في دولة الإمارات، بشكل عام، يتركز بين موعدين رئيسين، هما شهرا أكتوبر ومارس، ويأتي بمعدل أقل خلال شهري سبتمبر وفبراير، مشيراً إلى تشكل الضباب يتكرر أكثر من 20 يوماً في أشهر أكتوبر وديسمبر ويناير، فيما يتكرر أكثر من 15 يوماً في أشهر نوفمبر وفبراير ومارس.
وذكر أن الرطوبة في الإمارات ترتفع بين شهري سبتمبر ومارس، لتتجاوز معدلات الرطوبة العليا 85% في أغلب الأيام في تلك الفترة، وترتفع الرطوبة خلال المساء، وتكون في أعلى مستوياتها مع منتصف الليل إلى الصباح الباكر، ثم تنخفض تدريجياً بفعل تأثير الشمس، وتكون في أدنى مستوياتها خلال الظهيرة، لتبدأ بالارتفاع مع وقت العصر.
وأشار الجروان إلى أنه غالباً ما يتكوّن الضباب عندما تتجاوز نسبة الرطوبة العليا 90% في طبقات الجو الدنيا، ومع وجود تبريد مناسب، ملامسةً درجة حرارة الهواء بدرجة حرارة «نقطة الندى» وهي درجة حرارة الأجسام التي يتكثف عندها بخار الماء، ويتحول إلى قطرات الندى، ويتكون الضباب، لتصل إلى درجة حرارة نقطة الندى أو دونها، ويتكاثف بخار الماء مشكلاً الضباب، إضافة إلى وجود نويات التكثف كالغبار والعوالق في الغلاف الجوي.
وقال الجروان إنه عادة ما يحدث الضباب في فترات آخر الليل، وخلال ساعات الصباح الأولى، نتيجة التبريد وفقد سطح الأرض الحرارة المختزنة في الأجسام خلال الليل بالإشعاع (الضباب الإشعاعي)، الذي يحدث عندما تكون السماء صافية تخلو من السحب.
وأضاف أن هناك أنواعاً مختلفة من الضباب، مثل «الضباب الإشعاعي»، وضباب الأمطار الذي يتزامن مع هطول الأمطار المتوسطة والغزيرة في الأجواء الباردة، وضباب البحار، فيتشكل نتيجة هبوب تيارات بحرية دافئة إلى مناطق باردة.
وأشار إلى أن كثافة الضباب تعتمد على الظروف الخاصة بمنطقة التشكل، والتي عادة ما تكون على المناطق البرية الصحراوية، حيث التبريد الليلي عالٍ خلال الليل، ثم يغطي المناطق الساحلية التي عادة ما يحد وجود البحر بقربها من التفاوت الكبير في درجات الحرارة، رغم أن البحار هي مصدر الرطوبة الرئيس، وكلما زادت سرعة الرياح السطحية تقل فرصة تشكل الضباب.
من جانبها، ذكرت وزارة الداخلية، أن لائحة الإرشادات والإجراءات التي يتوجب على السائق اتباعها عند تدني مستوى الرؤية أثناء تشكّل الضباب، تشمل ضرورة استخدام ضوء المصابيح المنخفض، لأن الضوء العالي ينعكس من قطرات الماء في الضباب، ويجعل الرؤية أصعب، وكذا استخدام ضوء مصابيح الضباب.
وأشارت إلى أنه يتوجب على السائق تقليل سرعة المركبة تدريجياً، ومواصلة القيادة بحذر بالسرعة التي تناسب الظروف المحيطة، مع عدم إضاءة مصابيح التنبيه الرباعية (الإشارات التحذيرية)، إلا عند مصادفة حادث مروري بعد التوقف الآمن التدريجي، أما إذا كان الضباب كثيفاً، ولا تمكن متابعة السير، فيتوجب إيقاف المركبة خارج الطريق بشكل آمن بعيداً عن حركة السير، وتشغيل إشارات الضوء الرباعي.
ودعت وزارة الداخلية إلى ضرورة إن يتحلى السائق بالصبر أثناء القيادة في الضباب، وألّا يحاول التجاوز أو تغيير مساره، ويسترشد بالعلامات الأرضية للطريق، لافتة إلى أن القيادة أثناء الضباب، تتطلب من السائق الحيطة والحذر واليقظة، والاستعداد لأي طارئ قد يحدث أمامه، وهو ما يتطلب بدوره التقليل من تأثير أي شيء يمكن أن يشتت انتباه السائق داخل المركبة، مثل استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة.
وأوضحت أنه يتوجب على كل سائق الاستماع إلى النشرة الجوية وحالة الطقس وظروف الحركة على الطرقات، حتى تتحسن الظروف الجوية وظروف الطريق، على أن تكون نوافذ المركبة والمرايا نظيفة، والمسّاحات صالحة للاستخدام لزيادة وضوح الرؤية.
من جانبها، دعت شرطة أبوظبي السائقين إلى التزام إرشادات القيادة الآمنة بالسرعات المحددة 80 كم/ ساعة، أثناء تشكل الضباب، وترك مسافة أمان كافية.
وأوضحت مديرية المرور والدوريات الأمنية أنها تقوم بتفعيل منظومة خفض السرعات خلال أوقات الضباب، وهو إجراء وقائي وقتي، يهدف إلى الحد من الحوادث المرورية بسبب انعدام الرؤية على الطرق، ويتوجب على السائقين من تلقاء أنفسهم خفض السرعة إلى 80 كيلومتراً في الساعة عند مشاهدة نزول الضباب، حماية لأنفسهم ولمستخدمي الطريق.
وأكدت أنها تعمل على تنبيه السائقين للسرعات المتغيرة التي يغطيها الضباب، عبر وسائل تحذيرية، هي التنبيهات العاجلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمتابعين لحسابات شرطة أبوظبي، ورسائل الإنذار المبكر (الرسائل التحذيرية) في المناطق التي تخضع لتفعيل منظومة تخفيض السرعات، ويتم إرسالها عبر الهواتف الذكية مع بدء نزول الضباب الكثيف، وشاشات البوابات الذكية على جميع الطرق الخارجية والداخلية، واللوحات الإرشادية الإلكترونية على يسار الطريق (الشواخص)، وأنظمة الضبط الآلي (تخفيض السرعات)، ومنظومة النقل العام (منع سير الحافلات والشاحنات أثناء خفض السرعات في الضباب)، و«الإضاءات الملونة» وتتمثل في «الأحمر والأزرق» واللون الأصفر.
ودعت مُلاك المركبات الثقيلة والشاحنات والحافلات وأصحاب الشركات ومسؤولي توزيع باصات العمال، إلى تنبيه السائقين للالتزام قرار منع سير هذه الفئة من المركبات أثناء الضباب، وتعزيز الإجراءات الوقائية، لتجنب وقوع الحوادث في مثل هذه الظروف الجوية، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع.
غرامة
نصت المادة (أ) من قانون السير والمرور، الخاصة بالسير في أوقات الضباب دون استعمال الأنوار، والمادة (ب) الخاصة بالسير في أوقات الضباب، على المخالفة بغرامة قيمتهما 500 درهم وأربع نقاط مرورية على من لا يلتزم قواعد وأنظمة السير والمرور أثناء الضباب.
حوادث مرورية متفرقة
شهدت طرق الدولة خلال السنوات الماضية، حوادث مرورية متفرقة، نتجت عنها وفيات وإصابات، بسبب عدم التزام سائقين بإرشادات القيادة والسلامة المرورية أثناء الضباب، ولعل أبرزها حادث «غنتوت» في 2008، الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص، وإصابة أكثر من 300 شخص، نتيجة تصادم أكثر من 200 سيارة على طريق أبوظبي - دبي، بسبب السرعة الزائدة في أجواء سادها الضباب·
«الداخلية»:
ضرورة استخدام ضوء المصابيح المنخفض، لأن الضوء العالي ينعكس على قطرات الماء في الضباب ويجعل الرؤية أصعب.
إبراهيم الجروان:
الضباب في الإمارات بشكل عام يتركز بين شهري أكتوبر ومارس.
. 500 درهم و4 نقاط سوداء على مخالفي قواعد وأنظمة السير والمرور أثناء الضباب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news