بالصور.. مزارع بنغلاديش العائمة
بسبب الفيضانات المستمرة في البلاد، وشح الرقعة الزراعية الجافة خلال موسم الامطار، لجأ مزارعو بنغلاديش في وسط البلاد لطريقة تقليدية قديمة كانت مستخدمة قبل ما يقرب من 300 الى 400 عام وتعرف بالزراعة العائمة، حيث يستخدمون جزر اصطناعية تشبه الأسرة يصنعونها من سيقان نبات الأرز والأشجار الأخرى، وترتفع وتنخفض هذه المسطحات ببساطة مع انخفاض وارتفاع مستوى المياه.
الآن يعيد المزارعون إحياء هذه الممارسة القديمة للالتفاف على العوامل البيئية التي تسبب فيها تغير المناخ.
ويستخدم العديد من المزارعين في جنوب غرب بنغلاديش أطوافًا عائمة لزراعة الخضروات خلال موسم الرياح الموسمية - عندما تكون الأراضي الجافة شحيحة - لضمان الأمن الغذائي في هذا البلد الذي عانى مؤخرًا من فيضانات لفترات طويلة وتشبعت أراضيه بالمياه نتيجة لتغير المناخ.
هذا النوع من الزراعة الخالية من التربة موجود أيضًا في أجزاء مختلفة من العالم، مثل بحيرة دال في كشمير وبحيرة إنلي في ميانمار.
ويساعد هذا النوع من الزراعة السكان على التكيف مع الأراضي المغمورة بمياه الفيضانات. وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في ديسمبر 2015 أن حدائق بنغلاديش العائمة هي نظام تراث زراعي مهم عالميًا.
وتعكس هذه الزراعة مناظر طبيعية تجمع بين التنوع البيولوجي الزراعي والنظم البيئية المرنة والتراث الثقافي.
تتم زراعة الشتلات في المنازل وبعد أسبوع، عندما يبلغ ارتفاعها حوالي 15 سم، يتم نقلها وزراعتها في هذه الدعامات العائمة.
تقليدياً، تتم زراعة بذور الخضروات الورقية مباشرة على الأسرة العائمة، ثم يتم تثبيتها بأعمدة من الخيزران حتى لا تنجرف بعيدًا مع تيارات المياه.
أفضل الأماكن لهذه الحدائق العائمة هي المياه الراكدة المحمية من الأمواج والمد والجزر في القنوات والأنهار والبحيرات.
وتقوم النساء بإعداد كرات الشتلات الدقيقة، ويقوم الرجال بترتيب الأسرة وزرعها. ولا تحتاج معظم الطبقات العضوية إلى أي أسمدة، حيث يمكن للنباتات امتصاص العناصر الغذائية مثل النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور من المواد العضوية في هذه الأسِرَّة النباتية والمياه الموجودة تحتها.