أمومة.. بغرائز حيوانية
مهما غلبت الطباع والعادات على ماهية الحياة، تظل فطرة الأمومة هي الأغلب والأكثر تأثيرا، لا يضاهيها أي شعور.
ولولا غدر الطبيعة ومتطلبات البقاء، لشهدت أنثى الفهد ابنها يكبر ويترعرع في غابات مطرية، وطبيعة خلابة، لكن الحياة تأبى إلا أن تُسيّر الغرائز الغلّابة.
خرجت "الفهدة" الأم للصيد، تاركة شبلها الصغير يلهو ويلعب، غير مدرك بأن الحياة ليست سوى "آكل ومأكول"، وبينما هي تصطاد وتقضي على حياة أُخرى، كانت دورة الصيد تحوم حول صغيرها.
قررت أفعى جائعة أن هذا الصغير هو وجبة اليوم، وظلت تحوم حوله حتى انقضت عليه. لكن الأم التي فجعت بطفلها وعلمت أي معدة التهمته، حكّمت غريزتها الأمومية، وصممت على أن تعيد طفلها لحضنها الدافئ. فترقبت الأفعى وظلت ساهرة على باب جحرها، حتى استسلمت، وقامت برفع رايتها، وسلّمت الصغير لأمه. فما كان من الأم المفجوعة إلا أن تصرفت بغريزتها، وظلت تواسي صغيرها، وتعتذر له عن خطئها بأن تركته، متناسية أنها ما كانت إلا تؤدي دورها، لتحافظ عليه من عدو يسمى الجوع.
الأمومة جمال يكتسي الأنثى، حتى لو لم تكن بشرا.
نــــــقلا عـــــــــن يــــــــوتيــــوب