شاب في البصرة يستخدم لعبة الليزر لتعريف العراقيين بتاريخهم
في محاولة للدمج بين الماضي والحاضر أو القديم والحديث صمم مهندس عراقي شاب لعبة ليزر جديدة للتنقيب في تاريخ البلاد الثري والذي يرجع إلى آلاف السنين.
وفي لعبة "بصرة ليزر تاك" التي أُطلقت في الآونة الأخيرة بمدينة البصرة يصوب اللاعبون شعاع أشعة تحت الحمراء (انفراريد) على بعضهم بهدف إصابة أهداف لها حساسية لليزر موجودة في سترات يرتديها الخصوم.
واللعبة، التي تحظى بشعبية حول العالم، مستلهمة من نظام التدريب القتالي للجيش الأميركي، ويعود تاريخها لنحو 40 عاما مضت.
وقال مصمم اللعبة المهندس حسن علي خريبط إنها تعرض صورا مستوحاة من الحضارة العراقية القديمة لتعريف الجيل العراقي الجديد بمعلومات مفيدة عن تاريخ بلادهم وحضارتهم.
وأضاف "جيلي، أني من مواليد ١٩٩٤، خلي نقول الجيل اللي عاش فترة ما بعد سقوط النظام السابق، يعني أقراني من الشباب، أعمارهم حاليا ٢٤ سنة ما يعرفون شي عن التاريخ العراقي. السبب يمكن مو بيهم، السبب يمكن انهم عاشوا فترة من الفوضى خلي نسميها، يعني تردي بالتعليم، تردي بالأمور الثقافية، الندوات، تردي بالقطاع السياحي الأثري العراقي، يعني مثلا أنت نادرا ما تشوف هسة رحلة شبابية بالبصرة، بالعراق تروح تشوف آثار، أكو فد مكان أثري عراقي يشجع حتى السياحة تيجي له".
وتُزين جدران متاهة اللعبة بحروف على شكل إسفين من النص المسماري أو السومري، وهو أحد الأساليب المبكرة للكتابة ومن اختراع السومريين.
كما أن الصالة أو المتاهة مزينة برسوم للقيثارة السومرية وأدوات الصيد القديمة والتقنيات التي كانت مستخدمة في وقت مبكر ببلاد ما بين النهرين.
وقال خريبط "اضطرينا إنه نمثل التاريخ العراقي حتى نوصل فكرة للفئات العمرية التي تستهدفها اللعبة، اللي هي من عشر سنوات فما فوق، خلي نقول لكل محبي المغامرة حتى لو كان عمره فوق ٦٠ سنة وهو محب مغامرة نقدم، نوفر له جو يلعب هنا. حصرنا لهم على قدر المستطاع، خلي نسميها لمحة أو لمحات من التاريخ العراقي، مرت من أول اكتشاف ما قبل التاريخ اللي هي كهف شنايدر وصولا إلى الحضارة الاسلامية وقطعناها، قطعانها هنا، كلها بهذه القاعة، قاعة بلاد ما بين النهرين التي هي جزء من مشروع بصرة بولنك (بولينج) سنتر".
وتفتخر الصالة أو ساحة اللعبة التي تبلغ مساحتها 318 مترا مربعا بقادة تاريخيين مهمين بينهم سرجون الأكدي مؤسس الامبراطورية الأكدية قبل أكثر من أربعة آلاف سنة وحمورابي الذي أسس الدولة البابلية القديمة بعدها بمئات السنين ونبوخذنصر الملك البابلي الشهير الذي يعود عصر حكمه لنحو ثلاث آلاف عام مضت.
وأردف خريبط "خلينا نبوخذنصر (الملك الرابع من سلالة ايسن الثانية والسلالة الرابعة لبابل)، خلينا حمورابي، خلينا سرجون الأكدي الأول وأبوه سرجون الأكدي، خلينا ملك النمرود، اللي هو ملك سومري مذكور بالقرآن الكريم، اللي هو كان نده نبي الله إبراهيم، عليه السلام، هم موجود هذا كله من ضمن التاريخ العراقي، هولاكو طبعا ذكرناه، يعني حتى الملوك اللي هم أثروا سلبا على العراق خليناهم، تاريخ العراق ما أريد أفصل جزء جيد عن جزء مو جيد، تاريخ نتقبله مثل ماهو".
وإضافة لملوك العراق القدماء المعروفين على نطاق واسع ترسم على جدران صالة اللعبة معالم شهيرة مثل المئذنة الحلزونية لجامع سامراء وحدائق بابل المعلقة وبوابة عشتار ومعبد زقورة أور وكلها مصممة لإثارة الخيال وإلهام الفضول.
وتابع خريبط "كل شخص يأتي يلعب 13 دقيقة، يطلع ورا (بعد) ال 13 دقيقة شخص ثاني يعرف من هو هذا ومن هو ذاك لأن وقف يمه (بجانبه) حاول يطك (يضرب) واحد ثاني باوع (نظر) له، لابد (محتمي) ورآه. من هو هذا، سأل عليه، من هو هذا؟ هذا نبوخذنصر. من هذا؟ هذا حمورابي، يظل بباله، راح يرجع مرة ثانية لأن فاز أو خسر لازم يتحدى. لأن اللعبة بها تحدي، فيرجع مرة ثانية يلعب، يعرف أكثر عن التاريخ العراقي".
ولعبة بصرة ليزر تاك جزء من (مركز البصرة للبولنغ) وهو مشروع بلغت تكلفته 1.2 مليون دولار يضم ستة ممرات فاخرة للعبة البولينغ إلى جانب مقهى ومطعما.