قتيل اثر اصطدام سيارة بمارة في موقفي حافلات بمرسيليا

اقتحمت سيارة موقفي حافلات في مرسيليا بجنوب فرنسا اليوم، ما اسفر عن مقتل شخص واصابة اخر قبل ان تعتقل الشرطة سائقها، في حادثة استبعدت النيابة ان تكون ارهابية ومرجحة ان تكون ناجمة عن "اضطراب نفسي".

وفي بلد شهد العديد من الاعتداءات منذ عامين وبعد ايام قليلة من اعتداء دام بحافلة صغيرة في اسبانيا تبناه جهاديون، سارعت السلطات الفرنسية الى اعلان استبعاد عمل ارهابي.

واوضح مدعي الجمهورية الفرنسية في مرسيليا كزافييه تارابو ان "ليس هناك اي شيء يسمح حاليا بوصف هذا العمل بانه عمل ارهابي".

واضاف ان "التحقيق يتجه الى فرضية الاضطراب النفسي" موضحا "عثرنا مع (سائق السيارة وهي من نوع رينو ماستر) على رسالة على صلة بمستشفى للطب النفسي (...) ونتجه الى هذه الفرضية".

وسائق السيارة الذي تم توقيفه مولود في منطقة الوسط الشرقي لفرنسا في 1982، وهو "معروف لدى اجهزة الامن" خصوصا لارتكابه عدة سرقات، بحسب مصادر امنية.

وكان اقتحم بين الساعة 6,30 و 7,30 ت غ بسيارته موقفا للحافلات في الدائرة الثالثة عشرة من المدينة "شمال شرق مرسيليا" واصاب مارة بجروح خطرة. واودعت المصابة المستشفى للعلاج من كسر في الحوض، بحسب النيابة.

ثم صدم موقفا اخر في الدائرة الحادية عشرة المجاورة حيث قتلت امراة.

واوضح جوليان رافييه عمدة الدائرتين الحادية عشرة والثانية عشرة لقناة "بي ام اف تي في" ان القتيلة امرأة في الاربعينات كانت تنتظر حافلة بمفردها في الموقف.

وبعد دقائق اعترضت الشرطة السيارة المذكورة في الميناء القديم للمدينة الواقعة على ساحل المتوسط واعتقلت سائقها. وتبين ان السيارة مسروقة، بحسب النيابة.

وافاد صحافيون لفرانس برس في المكان انه تم اغلاق منطقة الميناء القديم وانتشر فيها عدد كبير من الشرطيين وعناصر الاطفاء والعسكريين.

وحول الموقف الذي شهد مقتل السيدة بدت قطع زجاج متناثرة على الارض غير بعيد من محل للوجبات السريعة حيث يعمل نيكولا نيغري "32 عاماً" الذي كان ينزل بضاعة حين وقعت الحادثة على بعد امتار منه.

وقال نيغري "سمعت صوتا قويا واعتقدت ان الامر يتعلق بحادث بسيط لكن اثر ذلك رايت الشاحنة الصغيرة التي كان جانبها الايمن مهشما تنطلق بسرعة كبيرة وسط ازيز عجلاتها".

واضاف "الامر لم يستغرق سوى ثوان قليلة" قبل ان تنطلق مجددا السيارة "بسرعة فائقة ما جعلها تصدم كل ما اعترضها".

وقبيل الظهر نقلت جثة الضحية من سيارة اسعاف الاطفائيين الى عربة لخدمات الجنائز.

-"الامر مخيف"- واغلقت منطقة الميناء القديم في مرسيليا تماما. وتم نشر مئة شرطي اضافة الى اطفائيين وعسكريين.

وتجمع فضوليون وبدا الوجوم على وجوه الكثيرين منهم. وقال بيير ماغليوزي "24 عاماً"، انه شهد توقيف المشتبه به واوضح "كنت بصدد القيام باعمال صيانة على مركبي حين سمعت رجلا يصرخ "اخرج من السيارة" رفعت راسي ورايت شرطيا بلباس مدني ومعه سلاح كبير".

وتابع ماغليوزي "ساد الترقب لدقيقتين او ثلاث ثم خرج الرجل من السيارة، بدا قوي البنية، وعدوانيا. ولم يكن مسلحا".

وقال ارماندو دوس سانتوس وهو من سكان الحي "لازلت تحت وقع صدمة برشلونة. ومن الصعب ان ارى هذا وتخيل ان يحدث حيث نعيش".

ويأتي حادث مرسيليا وسط ارتفاع منسوب التهديد الارهابي في اوروبا بعد اربعة ايام من هجومين بسيارة في منطقة كاتالونيا "برشلونة وكامبريلس" اوقعا 15 قتيلا واكثر من 120 جريحا الخميس والجمعة الماضيين.

وتعدد هذا النوع من الهجمات في اوروبا منذ اعتداء نيس الدامي بفرنسا الذي اوقع 86 قتيلا في يوليو 2016.

وفي فرنسا اصيب ستة عسكريين بجروح في مستهل اغسطس في المنطقة الباريسية اثر صدمهم بسيارة. والسائق المفترض وهو جزائري عمره 36 عاما الذي اصيب عند توقيفه لم يستجوب بعد بشأن دوافعه.

ومعظم هذه الهجمات مستلهمة او تبناها جهاديون لكن بعضها يبدو انها اقرب الى اعمال مجنونة.

تويتر