ساركوزي :الجدل الذي أثاره القذافي حول حياتى لجحيم

 قالت صحيفة "لو فيغارو "إن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أبلغ قضاة بأن الاتهامات بأنه حصل على تمويل ليبي غير مشروع لحملته الانتخابية في 2007 هي محض أكاذيب حولت حياته إلى "جحيم" وأدت إلى خسارته انتخابات عام 2012.
وأبلغ المحققون ساركوزي (63 عاما)، الذي تولى السلطة من 2007 إلى 2012، بعد يومين من الاحتجاز أنه مشتبه به رسميا في اتهامات بقبول رشوة ومخالفات أخرى تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات.
ويتعلق الأمر بعلاقات غامضة مع جواسيس ليبيين وتجار سلاح ومزاعم عن أن معمر القذافي قدم لحملة ساركوزي في انتخابات عام 2007 ملايين اليورو في حقائب نقلت إلى باريس. ودأب ساركوزي على نفي هذه الاتهامات.
ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا لما قالت إنه نقل حرفي لشهادة ساركوزي.
وقال ساركوزي وفقا للصحيفة "حولت هذه الافتراءات حياتي إلى جحيم لا يطاق منذ 11 مارس 2011".
وأضاف "دفعت ثمنا باهظا بسبب هذا الأمر. لنقل: خسرت انتخابات الرئاسة عام 2012 بفارق 1.5 نقطة مئوية. الجدل الذي أثاره القذافي وأتباعه أضاع علي 1.5 نقطة مئوية".
وقال ساركوزي، الذي تعرض لانتقادات بسبب الاستقبال الرسمي للقذافي في باريس في أواخر عام 2007، إن المتاعب بدأت في مارس عام 2011 بعدما استضاف معارضين ليبيين وأصبح أحد المؤيدين الرئيسيين لحملة قادها حلف شمال الأطلسي أسفرت عن الإطاحة بالقذافي وقتله بيد معارضين في 2011.
وشجب ما وصفه بأنه أكاذيب من أحد متهميه الرئيسيين وهو رجل أعمال فرنسي لبناني يصف نفسه ضمن أشياء أخرى بأنه "الوسيط الخفي" في الاتصالات بين قادة المخابرات في باريس وليبيا.
* الاتهامات
وأدت الاتهامات إلى فتح تحقيق في عام 2013 اتسع نطاقه هذا الأسبوع باستدعاء ساركوزي للتحقيق مساء أمس امس، ووضعه رسميا قيد الاستجواب كمشتبه في القضية.
وفي فرنسا يمكن لقضاة التحقيق اتخاذ خطوة وضع المتهم قيد الاحتجاز لاستجوابه إذا استشعروا أن هناك أسسا قوية لارتكابه مخالفة. وعادة، وليس دائما، ما يقود ذلك إلى محاكمة.
ويواجه ساركوزي العديد من الاتهامات بارتكاب مخالفات منذ سنوات. فهو يواجه أمرا بالمثول أمام محكمة في اتهامات بتجاوزات غير مشروعة في الإنفاق أثناء حملته الانتخابية عام 2012.
وكان من بين العوامل التي أدت إلى فوز إيمانويل ماكرون (40 عاما) في انتخابات مايو  2017 وعده بالانفصال التام عن السياسات الفرنسية التقليدية التي عادة ما تشوبها اتهامات بالفساد.
وأدين الرئيس الأسبق جاك شيراك سلف ساركوزي في عام 2011 بعد تقاعده بسوء استغلال أموال عامة للإبقاء على حلفاء سياسيين في وظائف وهمية. وأصبح شيراك بذلك أول رئيس فرنسي يدان منذ تواطؤ المارشال فيليب بيتان مع النازي في عام 1945.

 

الأكثر مشاركة